عندما صفّر الحكم معلناً نهاية المباراة بين فرنسا والأرجنتين في ثمن نهائي كأس العالم بروسيا كانت جماهير كرة القدم العالمية تشاهد الأسطورة ليونيل ميسي يسلم المشعل للنجم الصاعد، كيليان مبابي، الذي أصبح أصغر لاعب في المنتخب الفرنسي يسجل في نهائيات كأس العالم.

امبابي لم يتجاوز من العمر 19 عاما، وسجل هدفين في مرمى الأرجنتين وخطف الأضواء، بمهارته العالية، من ميسي وسيرجيو أغويرو وغونزالو هيغويان ، ومن زميله في المنتخب الفرنسي، أنطوان غريزمان.

وهو أيضا أغلى لاعب في العالم حاليا بعد النجم البرازيلي نيمار.

الفتى الذهبي، الذي يعول عليه المنتخب الفرنسي للفوز بكأس العالم الثانية، سطع نجمه في فريق موناكو ثم انتقل في صفقة خيالية بالنسبة لعمره إلى باريس سان جيرمان الحافل بالنجوم.

بدأ امبابي يداعب الكرة وهو طفل طري العظام في منطقة بوندي بضواحي باريس. ولم يكن شغفه بالرياضة إلا انعكاسا للبيئة التي نشأ فيها.

والدته جزائرية

فأمه الجزائرية، فايزة العماري، كانت لاعبة محترفة في كرة اليد. ووالده، وليفريد مبابي، مدرب رياضة من الكاميرون، وعمه كذلك.

يقول والده إن كيليان لم يكن يتوقف عن لعب كرة القدم، ليلاً ونهاراً، وإنه كان يتضايق منه أحيانا بسبب هذا الإدمان.

وكان بإمكان كيليان أن يلعب بالتالي للمنتخب الكاميروني أو للمنتخب الجزائري لأنه يحمل الجنسيتين معاً، فضلا عن الجنسية الفرنسية.

وقد اتصل به المسؤولون في المنتخب الجزائري فعلا بهدف ضمه في سن مبكرة لفئة أقل من 17 عاما، ولكن اختياره وقع على المنتخب الفرنسي.

وسارع مدرب المنتخب الفرنسي الأول، ديديي ديشون، عام 2017 إلى استدعاء امبابي بهدف حسم ولائه للفريق الأزرق، وتسوية أوراقه مع الاتحاد الدولي لكرة القدم فيفا.

وكانت أول مباراة شارك فيها ضمن المنتخب الفرنسي الأول في ذلك العام أمام منتخب لكسمبورغ.

 

امبابي
AFP
كانت مباراة الأرجنتين أشبه بتسليم المشعل من ميسي إلى امبابي

 

رفض التعاقد مع ريال مدريد

في عام 2012 كان عمر كيليان امبابي 14 عاما. وقد أنهى لتوه فترة التأهيل في مدرسة كلير فونتان الفرنسية العريقة.

حينها كان الأسطورة زين الدين زيدان يشرف على الفئات الصغرى في ريال مدريد الإسباني. وقد اقترح على الطفل كيليان قضاء أسبوع في العاصمة الإسبانية. لكن والده لم يرسله إلى زيدان لأنه عين بعدها مساعدا لمدرب الفريق الأول، وترك الفئات الصغرى في النادي.

وعاد الريال في 2017 يخطب ود الفتى الذهبي من فريقه موناكو، ولكن امبابي فضل العاصمة الفرنسية وفريق باريس سان جيرمان.

صلعة زيدان

كان امبابي مولعا بالأسطورة زين الدين زيدان. يريد أن يقلده في كل شيء. وعندما أخذته والدته عند الحلاق وهو طفل صغير طلب من الحلاق أن يصنع له حلقة في أعلى رأسه معتقدا أنها تسريحة شعر ولم يكن يعرف أنها صلعة، فانفجرت والدته والحلاق ضحكا.

حصل على البكالوريا

كان 2016 هو عام كل النجاحات بالنسبة للطفل كيليان. فقد سجل أول هدف له في الدوري الفرنسي الممتاز، ووقع أول عقد احترافي مع فريق موناكو، وفاز معه بالكأس، وفاز أيضا بكأس أمم أوروبا لفئة أقل من 19 عاما مع المنتخب الفرنسي.

وعلى الرغم من مشاركته في كل هذه المنافسات الرياضية العالية تقدم التلميذ كيليان مبابي لامتحان شهادة البكالوريا (الثانوية العامة)، في شعبة العلوم والتكنولوجيا، ورسب في مادة الفلسفة، ولكن تقدم في الدورة الاستدراكية وحقق النجاح، الذي كان يحرص عليه.

أمه توصله إلى مركز التدريب

عندما استدعي كيليان امبامي للمنتخب الفرنسي الأول عام 2017 لم يكن يملك رخصة سياقة. فقد أوصلته أمه بسيارتها إلى مركز التدريب. وهناك استقبل لاعبو المنتخب الفرنسي الكبار، الطفل، الذي أصبح محط الأنظار في عالم كرة القدم، ويراه الكثيرون خليفة زين الدين زيدان، ويعلق عليه المنتخب الأزرق أمل استعادة أمجاده.

---------------------------------------

يمكنكم تسلم إشعارات بأهم الموضوعات بعد تحميل أحدث نسخة من تطبيق بي بي سي عربي على هاتفكم المحمول