باريس: كشفت وثائق دبلوماسية حصل عليها موقع ويكيليكس ونشرتها صحيفة لوموند ان الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي عرض العام 2006 قبل انتخابه ارسال quot;قوة دوليةquot; الى العراق يمكن ان تشارك فيها فرنسا.

وكتب السفير الاميركي في فرنسا quot;اعلن ساركوزي انه سيترتب على فرنسا والمجتمع الدولي ان يساعدا الولايات المتحدة في معالجة الوضع في العراق. ربما عبر استبدال الجيش الاميركي بقوة دوليةquot;.

وكان الدبلوماسي يعرض وقائع لقاء عقد في باريس بين ساركوزي الذي انتخب في العام التالي رئيسا لفرنسا والبرتو غونزاليس وزير العدل الاميركي ابان ولاية جورج بوش.

ونقلت مذكرات نشرتها صحيفة لوموند مساء الثلاثاء على موقعها الالكتروني عن الدبلوماسيين الاميركيين ان ساركوزي كان مناهضا لقيام الولايات المتحدة باجتياح العراق العام 2003.

لكنه بحسب المذكرات كان يخالف في المقابل الموقف المعارض بشدة وصراحة للعملية العسكرية الذي تبنته حكومة الرئيس السابق جاك شيراك، رغم انه كان وزيرا للداخلية في تلك الحكومة.

وجاء في برقية بتاريخ 1 آب/اغسطس 2005 انه quot;اذ اكد انه امر لن يقدم عليه اطلاقا، فقد اعتبر استخدام شيراك و(رئيس وزرائه انذاك دومينيك) دو فيلبان حق الفيتو الفرنسي في مجلس الامن ضد الولايات المتحدة في شباط/فبراير 2002 بانه رد فعل غير مبرر ومبالغ فيهquot;.

والتقى ساركوزي آنذاك في باريس بصفته وزيرا للداخلية مستشار البيت الابيض للشؤون الاقتصادية آلان هابرد.

ويصف الاميركيون في مذكراتهم التي نشرت لوموند مقاطع كبيرة منها الثلاثاء على انه quot;مؤيد للاميركيين في الصميمquot; كما يلقبونه بquot;ساركوزي، الاميركيquot;.

وقبل لقائه الاول مع ساركوزي بعد انتخابه رئيسا للولايات المتحدة، تلقى باراك اوباما من سفيره في باريس برقية ايجابية للغاية.

وكتب الدبلوماسي قبل ان يلتقي الرئيسان في الثالث من نيسان/ابريل 2009 بمناسب قمة للحلف الاطلسي في ستراسبورغ شرق فرنسا quot;ان زيارتكم تاتي في لحظة تاريخيةquot;.

وتابع quot;ان نيكولا ساركوزي هو الرئيس الفرنسي الاكثر تاييدا للاميركيين منذ الحرب العالمية الثانية، وهو حاليا الرئيس الاكثر نفوذا في اوروباquot;.

كذلك ابدى الاميركيون اهتماما بـquot;الارث اليهوديquot; للرئيس الفرنسي، في اشارة الى جده لجهة والدته، وتساءلوا منذ بداية ولايته عن الانعكاسات المحتملة لذلك على quot;الميل التقليدي للعربquot; في السياسة الفرنسية حيال الشرق الاوسط.

وكتبت السفارة في احدى المذكرات انه quot;من المعروف عن ساركوزي ارثه اليهودي وتاييده لاسرائيلquot;، كما وصفت برنار كوشنير بانه quot;اول وزير خارجية يهودي في الجمهورية الخامسةquot;.

وبحسب وثائق ويكيليكس التي نقلتها لوموند، فقد اعلن ساركوزي للاميركيين منذ لقائه مع هابرد في الاول من اب/اغسطس 2005 انه يعتزم الترشح للانتخابات الرئاسية في 2007، في حين اعلن رسميا نيته للفرنسيين في 29 تشرين الثاني/نوفمبر 2006.