أوقف برادلي مانينغ المتخصص في الاستخبارات داخل الجيش الأميركي في أيار (مايو) بتهمة تسريب الوثائق الأميركية السرية لموقع ويكيليكس، وهو محتجز اليوم. وعمل مانينغ محللاً استخباراتيًا في العراق، تمر تحت يديه آلاف المعلومات المحظور الإطلاع عليها من الجمهور في قاعدة هامر الأميركية.


لؤي محمد: احتجز برادلي مانينغ، المشتبه الأول بتسريب الوثائق الأميركية السرية لموقع ويكيليكس الالكتروني، في زنزانة داخل قاعدة عسكرية في كوناتيكو، في ولاية فرجينيا.

وكان برادلي مانينغ، 23 سنة، قد انضم إلى القوات البرية الأميركية عام 2007، وأصبح محللاً استخباراتيًا في العراق، تمر تحت يديه آلاف المعلومات المحظور الإطلاع عليها من الجمهور في قاعدة هامر الأميركية، الواقعة على بعد 40 ميلاً إلى شرق بغداد.

جرى اعتقال مانينغ في شهر مايو/أيار الماضي، ثم وجهت له تهمة quot;تحويل بيانات محظورة عن الجمهورquot;. وقد ولد في بلدة صغيرة في أوكلاهوما، وقضى جزءًا من طفولته في ويلز البريطانية، حيث درس في بلدة أمه quot;هافرفورد ويستquot;، ثم عاد إلى الولايات المتحدة عند بلوغه سن الثالثة عشرة، وخلال سنوات دراسته الثانوية كان رفاق صفه يسمونه بـ quot;مهووس الكومبيوترquot;. وبعد عودته من العراق بدأ الجندي المثلي الشاب يشكو من شعوره بالعزلة في الجيش.

ومع قضائه ما يقرب من 14 ساعة وهو يقرأ وثائق سرية أصبح مانينغ يشعر أكثر فأكثر بخيبة أمل من السياسة الخارجية الأميركية، وراح يصف quot;الاستخبارات العسكريةquot; بأنها تجمع النقائض. وقيل إن مانينغ تعقب أثر أدريان لامو وتواصل معه باعتباره خبيرًا سابقًا في القرصنة الكومبيوترية (هاكر) في الولايات المتحدة، ويعتقد أن الأخير هو الذي ساعده في نقل المعلومات التي في حوزته إلى العالم الخارجي.

لكن لامو نبّه السلطات الأميركية لاحقًا، وقدم لهم سلسلة من الرسائل المتبادلة بينه وبين مانينغ. وكان الأخير قد أخبر لامو عن عثوره على معلومات فظيعة، وهي تعود إلى الحيز الخاص بالجمهور، أكثر من أن تبقى طي النسيان في حجرة مظلمة في واشنطن دي سي.

وكان السماح الممنوح لمانينغ قد فتح الباب أمامه للوصول إلى معلومات هي خاصة بالموظفين العاملين في الجيش الأميركي والموظفين الحكوميين والمتعاقدين الخاصين. ويحاول المحققون الكشف عما إذا كان هناك من ساعد مانينغ من داخل الجيش الأميركي أو خارجه.

وزعم لامو أن مانينغ قد أخبره عن معرفته بما لا يقل عن شخص واحد ضمن المؤسسة العسكرية الأميركية يستطيع الوصول إلى بيانات من دون الحصول على إذن. وكان موقع quot;ويكيليكسquot; قد نشر شريطًا في نيسان/أبريل الماضي يصوّر فيه هجوم طائرات أباتشي على مدنيين في العراق ومقتل كادرين صحافيين من وكالة رويترز عام 2007.

وتم اعتقال مانينغ في الشهر اللاحق، ثم وجهت له تهمة quot;تحويل بيانات محظورةquot; وإيصال معلومات دفاعية إلى quot;مصدر غير مصرح بهquot;، وهذا يعني عقوبة بالسجن يصل أقصاها إلى 52 سنة. ومع الكشف اللاحق للوثائق السرية المتعلقة بحربي العراق وأفغانستان، وصف البنتاغون مانينغ بأنه quot;شخص موضع اهتمامquot; في البحث الجاري عن المصدر.

لكن موقع quot;ويكيليكسquot; رفض تأكيد أن يكون مانينغ طرفًا في التسريبات. وقبل أسبوعين قال عضو في مجموعة تشكلت لدعم مانينغ إن مكتب التحقيقات الفيدرالي في مطار شيكاغو أوهاير الدولي قد اعتقله. وزعم ديفيد هاوس، 23 سنة، الذي كان يزور مانينغ في قاعدة كوانتيكو، أنه تعرض للاستجواب بشكل مطول، وتمت مصادرة كومبيوتره المحمول الخاص.