مارة في نيويورك يقرأون خبر نشر موقع ويكيليكس الوثائق السرية عن العراق |
يؤكد جوليان اسانج مؤسس موقع ويكيليكس المتخصص في نشر الوثائق السرية ان المآل انتهى به الى وضع استثنائي بسبب اصراره على السير في هذا الطريق وبدون مهادنة، وهو ما جعله بمثابة quot;الطريدةquot; بالنسبة لأجهزة المخابرات الغربية.
يعيش جوليان اسانج مؤسس موقع ويكيليكس الذي كشف وثائق حرب العراق وقبلها افغانستان، حياة طريد تلاحقه اشباح مخابرات غربية اطلقت عملاءهالتعقبه.
في المطعم يطلب وجبة طعامه همسا وفي الفنادق يسجل باسماء مستعارة. يصبغ شعر رأسه بلون مختلف بين حين وآخر ، ينام على الارائك والأرض ، ويستخدم النقد بدلا من بطاقات الائتمان ، وكثيرا ما تكون النقود مستعارة من اصدقاء.
يطالب اسانج مؤيديه ان يستخدموا هواتف خليوية مشفرة ويبدل هاتفه مثلما يبدل الآخرون قمصانهم.
وتنقل صحيفة نيويورك تايمز عن اسانج ان المآل انتهى به الى وضع استثنائي بسبب اصراره على السير في هذا الطريق وبدون مهادنة.
يرى اسانج ان الاسابيع القليلة المقبلة ستكون الأخطر في رحلته المحفوفة بالمنزلقات والمطبات. والآن بعدما نشر 391832 وثيقة من وثائق حرب العراق على موقعه اعلن في مؤتمر صحفي في لندن ان الوثائق تمثل اشمل تقرير عن أي حرب دخلت السجل العام والأغنى بالتفاصيل.
جرى كثير من الماء منذ عام 2006 الذي استخدم فيه اسانج ، وهو استرالي في التاسعة والثلاثين من العمر ، خبرة سنوات من القرصنة الالكترونية وما يسميه اصدقاؤه ذكاء يقرب من العبقرية ، لتأسيس موقع ويكيليكس. واحدث موقعه انقلابا في طريقة الكشف عن الفساد والجرائم السياسية بجمع الأسرار بالجملة ثم نشرها فورا وفي سائر انحاء العالم.
وتلاحظ صحيفة نيويورك تايمز ان الحكومات ليست وحدها التي تحقد عليه بل ينتقده البعض من رفاقه ايضا ممن تخلوا عنه بسبب ما يرون انه سلوك متعال وشعور بالعظمة لا يضاهيه ادراك لعواقب ما ينشره من اسرار رقمية.
يقول العديد من زملاء اسانج انه قرر بمفرده نشر وثائق الحرب في افغانستان دون ان يشطب اسماء مصادر في المخابرات الافغانية. وقالت عضو البرلمان الايسلندي بريجيتا يونسدوتير التي عملت متطوعة في موقع ويكيليكس ان ما فعله وطريقته في الحديث عنه بعد ذلك أزعج عاملين معه.جوليان اسانج
كما يخضع اسانج للتحقيق في قضية اغتصاب وتحرش جنسي رفعتها ضده امرأتان سويديتان. ولكن الادعاء السويدي لم يصدر موافقته على التهم ولا قرر اساقطها بعد ثمانية اسابيع على رفع الدعوى ضده. ويؤكد اسانج ان التهم تهدف الى التشهير به والنيل من سمعته لكنه لا ينكر ان القضية زادت من الضغوط على حياته التي يعيشها متخفيا. وفي هذا الشأن قال اسانج وهو يتناول الغداء في مطعم منزو في لندن ان المرء حين يصل الى حد التطلع احيانا الى السجن ليكون قادرا على قضاء يوم في قراءة كتاب لعله يدرك حينذاك ان الوضع اصبح أصعب مما يتمنى.
شب اسانج على الطوق وهو يغني خارج السرب ، وتفادى دخول السجن في استراليا بمعجزة بعد ادانته في 25 قضية قرصنة الكترونية عام 1995 حين كان في الرابعة والعشرن من العمر.
ان الشوط الذي قطعه اسانج منذ ذلك الحين زاخر بالجواسيس والمنشقين والمتمردين والمشاكسين الذين كشفوا أخطر الأسرار التيب مرت عليهم خلال سنوات عملهم في ميادين حيوية شتى وعلى مستويات عليا. وبدا اسانج شخصية فُصلت الانترنت على مقاسة واختُرعت له خصيصا بتداعيات ما زالت مجهولة سواء عليه هو أو على حافظي اسرار العالم.
التعليقات