واشنطن: الوثائق المسربة تشكل خطرا على الأميركيين

يرى خبراء ان نشر موقع ويكيليكس الاف الوثائق العسكرية السرية عن الحرب في افغانستان قد يتسبب بوقف تقاسم المعلومات عبر الانترنت بين وكالات الاستخبارات الاميركية.

لاس فيغاس: ردا على سؤال وجه إليه حول هذه القضية على هامش مؤتمر حول الأمن المعلوماتي الذي اختتم الخميس في لاس فيغاس، قال الجنرال المتقاعد في سلاح الجو والرئيس السابق لوكالة الاستخبارات المركزية الاميركية (سي اي ايه) مايكل هايدن quot;انه امر مدمر على مستويات عديدةquot;.

وتذكر الرئيس السابق لوكالة الاستخبارات الاميركية quot;في السنوات التي تلت 11 ايلول/سبتمبر 2001، كلما حدث خطب ما يوجه الحزبان الي اللوم لعدم تقاسم (المعلومات) بشكل كافquot;. وتابع quot;كنا نقول لأعضاء مجلس الشيوخ: +نعم، نعم سنتقاسم+ (المعلومات) لكن ضميرنا كان يقول لنا ان هناك مخاطر حقيقية لنتقاسمها. هذا ما استنتجناه للتوquot;.

فقد عرض نشر ويكيليكس ل92 الف وثيقة عسكرية سرية خصوصا اللعبة المزدوجة لاجهزة الاستخبارات الباكستانية في افغانستان. ويرى محللون ان القضية تكشف التحديات التي يمثلها عصر النظام الرقمي على الامن من خلال جعله ممكنا عرض معطيات هائلة بمجرد كبسة على فأرة جهاز الكمبيوتر.

ولفت جيمس لويس خبير المعلوماتية في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية الى ان quot;تسهيل تقاسم (المعلومات) ومن ثم الثقة بالناس ليعملوا بشكل افضل، امر لا ينجحquot;. ولم يكشف ويكيليكس مصدر الوثائق التي نشرت، لكن الشكوك تحوم حول برادلي مانينغ محلل المعلومات الاستخباراتية في سلاح البر المعتقل حاليا في سجن عسكري اميركي في الكويت.

ويشتبه في ان مانينغ الذي اوقف في ايار/مايو نقل الى ويكيليكس شريط فيديو يصور غارة قامت بها مروحية للجيش الاميركي ما تسبب في 2007 بمقتل موظفين في وكالة رويترز واشخاص اخرين في بغداد. وقال البنتاغون في حزيران/يونيو انه يحقق بشأن احتمال قيام برادلي مانينغ بنقل اشرطة فيديو و260 الف برقية دبلوماسية سرية.

واشار هايدن الى ان مانينغ كان في مركز متدن نسبيا في الهرمية العسكرية واذا تبين انه هو فعلا الذي نقل هذه المعلومات فذلك يبرز خطر تقاسم المعلومات على نطاق واسع. واعتبر الذي قاد في السابق وكالة الامن الوطني، اجهزة التنصت الاميركية الضخمة، قبل ان يتقاعد في 2009، quot;ان ذلك يجب ان يشكل تحذيرا للجميعquot;، وتوقع ان quot;يكون رد الفعل على هذه القضية رفض الشفافيةquot; من جانب اوساط الاستخبارات.

وهو يرى ان الوكالات تحتاج فعلا إلى العمل بشكل وثيق مع اخصائيين في التكنولوجيات الجديدة في شركات خاصة بغية تعزيز الادوات الداخلية التي تسمح بتقاسم المعلومات. لذلك يمكن برمجة اجهزة الكمبيوتر لتنطفئ اتوماتيكيا عندما يتم تحميلها بكميات كبيرة من المعطيات، او تجهيزها بنظام يسمح بتسجيل كل ما يطبع على لوحة المفاتيح.

وعندما سئلت عما اذا كان من شأن قضية ويكيليكس ان تحض الوكالات الى العودة الى التكتم والانعزال، قالت ميليسا هاثواي المسؤولة السابقة عن المعلوماتية في الحكومة التي انتقلت الى القطاع الخاص في 2009، quot;اني متأكدة ان الناس ستتمهل قبل الكبس على زر الارسال. انهم سيفكرون مرتينquot; بالامر.