الجاليات العراقيَّة تحلم بالتغيير |
أصبح الموقع الإجتماعي الشهير quot;الفيس بوكquot; وسيلة قوية لممارسة الحملات الانتخابية، حيث اهتم عدد كبير من العراقيين في الإمارات بنشر صور بعض المرشحين وفقرات من برامجهم الإنتخابية ومقاطع فيديو لمؤتمراتهم الدعائية، فيما تباين مستوى الاهتمام بهذه الإنتخابات، وفضل البعض متابعة العملية عن بعد وعدم المشاركة.
توفيق السيد من دبي:انقسمت الجالية العراقية في دولة الامارات العربية المتحدة ما بين مؤيد ومعارض ومتابع من بعيد للإنتخابات العراقية غير أنه بمجرد الإعلان عن فتح باب التصويت للعراقيين المقيمين في الخارج عن طريق مقرات السفارات، إرتدى كل منهم عباءته السياسية للإعلان عن مناصرته لمرشحين معيَّنين لدرجة دعت البعض منهم إلى طباعة بوسترات دعائية لبعض القوائم الإنتخابية كقائمة أياد علاوي التي تحظى بدعاية مكثفة في المناطق التي تشهد تجمعات عراقية وقد لجأ البعض لتكثيف الدعاية في المقاهي والمطاعم العراقية وكذلك المراكز التجارية كمركز الفردان التجاري في الشارقة.
أما الجديد في الدعاية الإنتخابية ودعم المرشحين في كثير من التجمعات العراقية لأبناء الجالية في الإمارات هو استخدام quot;الفيس بوكquot; الذي أصبح وسيلة قوية لإدارة الإنتخابات عن بعد، حيث اهتم عدد كبير من العراقيين في الإمارات بنشر صور بعض المرشحين وفقرات من برامجهم الإنتخابية ومقاطع فيديو لمؤتمراتهم الدعائية التي عقدت داخل العراق كنوع من الدعم الانتخابي لهؤلاء المرشحين وقد تصدّرت قائمتا رئيس الوزراء الحالي نوري المالكي زعيم quot;ائتلاف دولة القانونquot;ورئيس الوزراء الأسبق إياد علاوي زعيم quot;الكتلة العراقيةquot; الليبرالية، قمة صراع المنافسة، إلا أنّ مناصري رئيس الوزراء السابق إبراهيم الجعفري ونائب الرئيس العراقي عادل عبد المهدي المرشحين عن قائمة quot;الائتلاف الوطني العراقيquot; يحاولون تكثيف الدعاية لهم بقوه خصوصاً في الآونة الاخيرة، من خلال عقد شبه ندوات في المقاهي والمطاعم العراقية.
وعلى النقيض فضل كثير من العراقيين عدم الحديث في الامور الإنتخابية لأنها تؤدي من وجهة نظرهم إلي مشاحنات تصل إلى حد التلاسن والتشابك بالأيدي أحيانا وليكتفوا بالجلوس في مقاعد المتفرجين.
وعن تقييم العملية الإنتخابية في العراق أكد أبو فيراس محاسب يعمل في إحدى شركات المقاولات أن ما يجري الآن داخل العراق إكتمال لمخطط سابق تم رسمه بعناية من جانب الإدارة الاميركية وللأسف كثر من العراقيين يتشدقون بعبارات أبعد ما تكون عن الحقيقة، فلم نكن عبيدا في يوم من الأيام حتي يحررنا الأميركيون وأين الحرية التي أعلنوها كحجة لدخول العراق؟ فكم شهيد راح ضحية ذلك التدخل الذي دمر العراق لأهداف استراتيجية معلومة للجميع وأين الأمن الذي وعدونا به فكلها وعود من أجل الحصول على مزيد من المكاسب، وتساءل هل يضمنون تأمين الناخبين داخل مقار اللجان الانتخابية في مختلف محافظات العراق؟ مؤكدا أن ما يحدث الآن في العراق سيناريو محبوك تم تحصيل فاتورة إعداده وتنفيذه مسبقا، فالازمة الحقيقية قادمة بعد خروج الأميركيين وباقي القوات الغريبة من العراق نهائيا فالعراق سيتحول الى ميدان لحرب العصابات ولن يستطيع أحد أن يوقف نزيف الدم فالعراق يتجه نحو نفق مظلم وتقسيم لبقايا جسده الدامي.
وما بين المؤيدين والمعارضين لقوائم انتخابية بعينها اعلن عدد كبير من العراقيين حيرتهم إزاء الانتخابات العراقية فمن جانبه قال أبو طلال الذي يعمل موظفاً في إحدى شركات الصرافة quot;أنا في حيرة من أمر المرشحين لا أعرف لمن سأصوت فجميعهم تولّوا السلطة ولم يفعلوا لنا شيئا يذكر فالرهان على هؤلاء المرشحين أصبح أمراً غاية في الصعوبةquot;، غير أنه تمنى أن يأتي من يصلح حتى يتحسن حال العراق الذي بات أسير الصراعات والتفرقة بين ابناء الوطن الواحد، معبرا عن اشتياقه للعراق بقوله quot;اشتقت إلى دروب بغداد ونزهة بين أحضان الفراتquot;، وعن رأيه في حيادية مدراء المراكز الإنتخابية قال أعتقد أن الإنتمائات السياسية والتيارات الدينية ستكون عقبة واضحة أمام مسألة الحيادية وإن كان البعض سيتظاهر بعكس ذلك.
أما علي الظاهري فأكد ضرورة المشاركة في الإنتخابات للوصول بالعراق إلى بر الأمان عن طريق برلمان قوي لديه القدرة على إنتشال العراق من رحى العنف الذي بات يدور في فلكه وأعلن تأييده لنوري المالكي زعيم quot;ائتلاف دولة القانونquot; وآصفا إياه بالرجل الأقوى في مواجهة الإرهاب ومحاولاته الواضحة في القضاء على العنف الطائفي في العراق، وعن مدى الديمقراطية التي يعيشها العراق اليوم، أكد أن الديمقراطية الحقيقية لم تكتمل ملامحها داخل العراق بعد لأن العراق لم يشهد إستقرارا سياسيا منذ الإطاحة بنظام صدام حسين حتى الآن.
وعن التغيير المتوقع في العراق قال محمود الهاشمي الذي التقته quot;ايلافquot; في أحد المطاعم العراقية quot;التغيير قادم لا محالة ولكن في كل الأحوال سيصب في مصلحة الأميركيين الرعاة الرسميين للإنتخابات العراقية ومن يقول غير ذلك فهو مخطئquot; ليكتفي بذلك قائلا quot;دعني أتناول فطيرة البيتزا فالأمر محسوم يا سيديquot;.
وعن إمكانية تزوير الإنتخابات أوضح محمد الهاشمي وهو طبيب عراقي أن التزوير أمر وارد فما أعلنته المفوضية العليا للإنتخابات في العراق عن عزمها تطبيق إجراءات رادعة للحد من عمليات تزوير محتملة خلال مرحلة الإقتراع يشير بل يؤكد أن هناك مخططات معدة للتزوير، إضافة إلى أن هناك تيارات سياسية معارضة إتهمت المفوضية بالانحياز للجهات الحاكمة بهدف دعمهم بأشكال مختلفة، وقال سأشارك في الإنتخابات كواجب وطني وسأصوت لمن أجده يعمل لصالح العراق ورفض الإفصاح عن مرشحه المفضل.
من جهة أخرى أعلنت المفوضية العليا المستقلة للإنتخابات في العراق، أن بطاقات التصويت للإنتخابات العراقية المقبلة، ستطبع في الإمارات، وإمكانية تزويرها أقل من إمكانية تزوير الدولار.
وقال عضو مجلس مفوضي المفوضية العليا المستقلة للإنتخابات في العراق سردار عبدالكريم في تصريح سابق لوكالة quot;كردستانquot; للأنباء، إن شركة إماراتية فازت بمناقصة طباعة بطاقات الإقتراع، ومنعا لمحاولات تقليد بطاقات الإقتراع رفض سردار الإفصاح عن إسم الشركة الإماراتية.
موضحا أن لكل محافظة بطاقات إقتراع خاصة بها، وذلك بسبب الإختلاف بين أسماء الكيانات السياسية والتحالفات المشتركة في كل محافظة عن غيرها من المحافظاتquot; مضيفا أنه من المقرر أن يحصل كل ناخبعلى بطاقة واحدة، وأسماء الكيانات السياسية مدونة على الجانب الأيمن للبطاقة، وعلى الجانب الأيسر سلسلة أرقام تعادل ضعف عدد المقاعد المخصصة لكل محافظة، فمثلا محافظة السليمانية لها 17 مقعدا فيوجد في تلك السلسلة 34 رقما، يضع الناخب علامة صح إلى جانب اسم المرشح الذي يختارهquot;.
وأعلن أن وزارة المالية العراقية خصصت 280 مليار دينار عراقي بما يعادل 238 مليون دولار اميركي كمصاريف للإنتخابات، تم ايداعهم
في حساب المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في العراق.
ومن المقرر أن تجري الإنتخابات العراقية للدورة الثانية لمجلس النواب العراقي، في 7 مارس/آذار المقبل وبموجب قانون الانتخابات العراقية ستجري الانتخابات على أساس القائمة المفتوحة حيث يستطيع الناخب التصويت لصالح مرشح بعينه أو التصويت لقائمة.
يذكر أن المرشحين لخوض معركة الإنتخابات التشريعية في العراق يتنافسون على 325 مقعدا في البرلمان في ثاني انتخابات برلمانية منذ الإطاحة بنظام صدام حسين في 2003 ويتنافس نحو 6100 مرشح عراقي خلال تلك المعركة على أصوات 18 مليونا و900 ألف ناخب داخل العراق، إضافة إلى مايقرب من مليون و400 ألف آخرين يتوزعون في 16 دولة عربية وأجنبية.
التعليقات