بات المصريون في حاجة إلى أن يشعروا بالأمن بعد أن تخلت الشرطة عنهم في فترة عصيبة من تاريخ الوطن. ويقول المواطن عبد الفتاح زين الدين لـ إيلاف: بعد أن اختفت الشرطة شعرت بالخوف على أسرتي.لم أكن مهيئًا ولم أجد لدي سوى ماسورة مياه قديمةquot;، في وقت تضاعفت أسعار الأسلحة المحلية و الاجنبية الصنع.
فجأة وجد المصريون أنفسهم في مأزق أمني شديد في أعقاب اختفاء الشرطة من شتى أرجاء الجمهورية المصرية يوم quot;جمعة الغضبquot;، وفتح السجون أمام الآلاف من المجرمين، الذين خرجوا للشوارع يسرقون وينهبون الممتلكات العامة والخاصة. و قرروا إثر ذلك، تشكيل لجان من بينهم لحفظ الأمن، وحماية منازلهم ودرء المخاطر عن ذويهم. واستخدموا في ذلك شتى أنواع الأدوات، وكان من بينها العصي والمواسير الحديدية، والسنج والأسلحة النارية، وتهافتوا على تلك الأسلحة، الأمر الذي أدى إلى انتعاش تجارة الأسلحة بشتى أنواعها.
أصبح المصريون في حاجة إلى أن يشعروا بالأمن بعد ان تخلت الشرطة عنهم في فترة عصيبة من تاريخ الوطن، إذ فجأة وجدوا أنفسهم وجها لوجه مع من يحترفون أعمال السلب والنهب، ولم يكن أمامهم سوى البحث عن الأمان الذي فقدوه في صورة سلاح، ما أدى إلى انتعاش عمل ورش الحدادة التي تصنع أسلحة نارية بسيطة وأخرى بيضاء.
يقول المواطن عبد الفتاح زين الدين المقيم في منطقة الجيزة لـquot;إيلافquot;: بعد أن اختفت الشرطة من كافة أنحاء الجمهورية، شعرت بالخوف على أسرتي، ولم أكن مهيئًا لهذه الكارثة، لأن أحداً لم يكن يتوقعها، ولم أجد لدي سوى ماسورة مياه قديمة، أمسكت بها، و نزلت إلى الشارع مع جيراني لحماية البيوت، ولكني وجدت أن تلك الماسورة لن تجدي نفعاً بعد أن سمعت إطلاق نار طوال الليل من قبل البلطجية الذين استولوا على أسلحة الشرطة. وعرض علي أحد الأصدقاء قطعة سلاح محلية الصنع عبارة عن فرد خرطوش 16 مللي، وقال إنّ ثمنها ألفا جنيه، أي ما يعادل 350 دولارا أميركيا، لكني للأسف لم أستطع شراءه، لأني قررت إدخار هذا المبلغ لما هو ألح وأكثر ضرورة مثل الطعام والشراب، لاسيما أنني صاحب محل تجاري، والسوق تعاني من الكساد، بسبب التظاهرات وحظر التجول. وليس لدي أي مصدر آخر للدخل. وقررت الإكتفاء بالماسورة.
أما المواطن عبدالله عبد الكريم من أهالي منطقة إمبابة، فقد إشترك مع مجموعة من جيرانه، وإشتروا قطعة سلاح عبارة عن طبنجة 9 مللي بمبلغ عشرة آلاف جنيه، وهو ضعف سعرها قبل الثورة، حيث كانت تباع بأربعة آلاف جنيه. وقال عبد الكريم لـquot;إيلافquot;: البلطجية أحرقوا مقارات الشرطة، واستولوا على الأسلحة الخاصة بها، وصاروا يهددوننا بها، ويمارسون أعمال السلب والنهب ضد المواطنين العزل، ولم يكن هناك مفر من التعامل معهم بالأسلحة ذاتها، وليس بالعصي أو السنج، ولأنني موظف بسيط ، و ليس لدي أموال كافية، قررت أنا وعشرون من الجيران شراء طبنجة، وتكون في حيازة أي فرد منا طوال الليل أثناء السهر أمام منازلنا، حتى إذا تجرأ أي من المجرمين على مهاجمتنا، نستطيع ردهquot;.
تتركز ورش الحدادة التي تصنع السلاح الناري المحلي في محافظات الصعيد جنوب البلاد و في المناطق العشوائية في القاهرة والمدن الكبرى. ووفقاً للأسطي سعيد صاحب ورشة حدادة في منطقة البساتين في القاهرة، فإن المصريين شعروا بالرعب بعد انتشار أعمال السلب والنهب في أعقاب إختفاء الشرطة نهائياً من البلاد، وبحثوا عن أسلحة الدفاع عن أنفسهم في مواجهة المجرمين الذين نهبوا بعض المتاجر الكبرى وأحرقوا بعض أقسام ومراكز للشرطة، واستولوا على الأسلحة النارية منها، وليس من المعقول أن يواجهوا تلك الأسلحة النارية بالعصي، لذلك اتجهوا إلى شراء تلك النوعية من الأسلحة أيضاً، حتى تكون المواجهة متكافئة.
ويشير ممدوح شريف صاحب محل أسلحة إلى أن أسعار الأسلحة النارية ارتفعت أضعافاً، ويوضح لـquot;إيلافquot; أن سعر البندقية الآلية إرتفع من عشرة آلاف جنيه إلى نحو 40 ألف جنيه، وارتفع سعر الطبنجة 9 مللي من ثلاثة آلاف جنيه إلى 10 آلاف جنيه، فيما ارتفع سعر الطبنجة الألماني من 12 ألف جنيه إلى 35 ألف جنيه، أما الأسلحة محلية الصنع فقد ارتفعت أسعارها بمعدل ثلاثة أو أربعة أضعاف، حيث بلغ سعر فرد الخرطوش من 400 جنيه إلى ما يتراوح بين 1200 و1500 جنيه.
وأصاب ارتفاع الأسعار الذخيرة أيضاً، كما يقول شريف، حيث وصل سعر كرتونة الذخيرة 16 مللي من 200 جنيه إلى 600 جنيه، وارتفع سعر الطلقة الواحدة من 10 إلى 50 جنيها، كما وصل سعر كرتونة الذخيرة 9 مللي من 400 إلى 1200 جنيه.
ولم تسلم الأسلحة البيضاء من إرتفاع الأسعار، كما جاء على لسان المواطن سيد مسعود الذي قال لـquot;إيلافquot;: كان استخدام السنج والمطاوي مقصوراً قبل اختفاء الشرطة على البلطجية والخارجين عن القانون، ولكن صار المصريون يتجولون حاملين إياها ليلاً، لحماية منازلهم من المساجين الفارين من السجون، ما أدى إلى إرتفاع أسعارها. ووصل سعر السنجة إلى 100 جنيه، بعد أن كان 10 جنيهات فقط، وبلغ سعر السكين الكزلك 150 جنيها بعد أن كان 30 جنيها، وارتفع سعر السنجة البرازيلي من 50 جنيها إلى 300 جنيه، وارتفع سعر السنجة السويسري من 200 جنيه إلى 700 جنيه. ويلفت مسعود إلى أن العصي و الشوم والنبابيت لم تكن بمنأى عن ارتفاع الأسعار، فقد ارتفع سعر الشومة من 50 جنيهاً إلى 150 جنيها.
*** الصور خاصة بـ إيلاف
التعليقات