عبّرت قوى وشخصيات عراقية عن أملها في أن يؤدي مقتل زعيم القاعدة أسامة بن لادن الى طيّ صفحة الفتنة والتطرف في البلاد، بينماأبدت الحكومة عن ارتياحها، في وقت وضعت القوات العراقية في حال تأهب قصوى وسط تحذيرات من تفجيرات انتقامية.. بينما قالت القائمة العراقية إن الحكومة تتحمل أي فشل بعد مهلة المائة يوم للإصلاح لحصرهاكل الصلاحيات في مكتب رئيسها نوري المالكي، في حين رفض الأكراد وائتلاف دولة القانون إجراء انتخابات مبكرة.
عراقي يتابع التقارير عن مقتل بن لادن |
قال رئيس مجلس النواب العراق أسامة النجيفي في جلسة برلمانية انquot; اليوم شهد طيّ صفحة سوداء عبر مقتل اسامة بن لادن، ونأمل أن تطوى معها صفحات التطرف بكل انواعها، وتغلق ابواب الفتنة بمختلف مساراتها واتجاهاتهاquot;.
وعبّر عن امله بأن يتخلص العراق من شرور التطرف والفتن في الايام المقبلة بجهود الخيرين ووعي الشعب العراقي بكل الوانه واطيافه.
من جانبه، اكد وزير الدولة العراقي الناطق باسم الحكومة علي الدباغ ان الحكومة تلقت بارتياح بالغ نجاح القوات الأميركية quot;في قتل رأس تنظيم القاعدة الإرهابي (أسامة بن لادن) خلال عملية عسكرية نفذتها ضمن جهودها لمكافحة الإرهابquot;.
وأضاف في تصريح صحافي مكتوب تلقته quot;إيلافquot; أن جرائم تنظيم القاعدة الإرهابي quot;التي عاناها أبناء شعبنا العراقي، إضافة إلى شعوب العالم الآمنة؛ تُمثل خطراً كبيراً على أمن وسلامة المجتمع الدوليquot;. وقال ان العراق يؤكد مؤازرته أي جهد دولي لإستئصال أقطاب التطرف الأعمى وعناصر الإرهاب، الذين روّعوا بجرائمهم المجتمعات الآمنةquot;.
طالباني لاوباما: العالم تخلص من أكبر رموز الشر
الى ذلك، قال الرئيس العراقي جلال طالباني في رسالة الى الرئيس الاميركي باراك اوباما ان العالم قد تخلص بمقتل بن لادن من واحد من أكبر رموز الشر quot;من رجل صار تجسيدًا للبغضاء والكراهية لبني البشرquot;. وأضاف quot;إذ نهنئكم، وأنفسنا، على النجاح الباهر الذي حققته العملية التي نفذتها وحدة عسكرية اميركية، نؤكد انها غدت تتويجًا لكفاح عالمي من اجل استئصال آفة الإرهاب البغيضة التي عانتها شعوب كثيرة، ومنها شعبنا العراقي، حليفكم في الحرب على الارهاب. كما إن مقتل بن لادن، زعيم تنظيم quot;القاعدةquot; الارهابي، اصبح النهاية المحتومة لمجرم أساء إلى دين التسامح والمحبة، دين الاسلام الحنيف، وقتل الآلاف من الابرياء من مختلف الديانات وكثير منهم من المسلمينquot;.
واضاف quot;لقد تركت زمرة بن لادن واعوانه بصماتهم الدموية في بلادنا، وادت عمليات الذبح العلني للابرياء والتفجيرات التي تحصد ارواح النساء والأطفال والشيوخ إلى استشهاد وجرح الآلاف من ابناء وطننا من مختلف المذاهب والاديان والقوميات، وسعى التنظيم الذي قاده بن لادن إلى إشعال نيران حرب أهلية وفتن طائفيةquot;.
واكد ان quot;مقتل بن لادن يثير مشاعر الارتياح، ليس بدافع الثار والانتقام والشماتة، بل لأنه يمثل إحقاقاً للعدل واقتلاعاً لجذر من اخطر جذور الظلم والأفك. واننا لعلى ثقة راسخة من ان التنظيمات الارهابية، رغم إنها آيلة إلى الزوال الحتمي، فإنها سوف تحاول القيام بعمليات ثأرية يائسة، الأمر الذي يقتضي المزيد من التعاون والتنسيق على الصعيد العالمي من اجل القضاء المبرم والنهائي على الارهابquot;.
وقال في الختام ان التخلص من بن لادن quot; يستحق التهنئة للشعب الاميركي ولسائر شعوب العالم الرافضة للعنف الوحشي الأعمى المؤدي إلى الموت والخراب والدمار وإعاقة مسيرة الشعوب نحو الحرية والديمقراطية والعدالةquot;.
التحالف الشيعي يدعو إلى ثقافة التسامح ضد ثقافة الارهاب
اما رئيس التحالف الوطني الشيعي الحاكم ابراهيم الجعفري، فقد قال انه quot;لا يكفي أننا ننتظر سقوط الرموز، وانما لابد أن نحارب ثقافة الإرهاب، بثقافة السلم والمحبة والعدل والإحسان والطمأنينة، ونواجه مؤسسات الشر في كل مناطق العالم التي تحرك مثل هذه الظواهر الشاذة، وتجعل لها مبررًا لأن تكون مضحية، فيندفع البعض من الأبرياء فيسقطوا في شراك هذه الدعاوى الضالة، وتفرز رموز منحرفة وشخصيات شاذة لتتصدى لزهق الأرواحquot;.
واشار الى ان تحقيق الانتصار استراتيجي، وليس تكتيكيًا وآنيًا، على مستوى الرمز quot;أذكّر كل إدارات العالم أنها ينبغي أن تعالج الأسباب التي شكلت مناخًا وثقافة، ودفعت بهذه الظواهر لئلا تتكرر مرة أخرى، لذلك يجب أن يكفوا عن دعم كل آثار العدوان والإحتلال والإغتصاب وقهر الإرادات الشريرة التي قمعت الشعوب وأعطت مبررًا لمثل هؤلاء الشذاذ لينادوا ويصدحوا بشيء اسمه المقاومة أو شيء اسمه تحرير الإنسان والإنتصار إلى إرادة الانسانquot;.
وقال انه إذا كان الإرهاب معولمًا، فلابد أن يكون الرد ردًا معولمًا، يرتقي إلى حجم الإنسان في كل مكان، ولا ينبغي أن تتغنى بعض الإدارات بأنها استطاعت أن تنتصر وتقهر الرمز، ولابد أن تقهر الثقافة، ولابد أن تقدم الثقافة الجديدة بأطر حضارية إنسانية لا تتعثر في أهدافها الشخصية وفي دوراتها الإنتخابية، إنما ينبغي أن تكون أكبر من هذا حتى تستطيع أن تدخل التأريخ من أعرض أبوابه.
من جانبها استبعدت القائمة العراقية أن يسهم مقتل بن لادن بحل المشاكل الأمنية في البلاد لأن quot;مشكلة الأمن في العراق سياسية.
العراقية والتيار الصدري يحذران من تصاعد الارهاب
قال القيادي في القائمة العراقية ظافر العاني في تصريح صحافي quot;أنا لا اعتقد أن مقتل بن لادن سيسهم في حل المشاكل الامنية في العراق لان مشكلة الأمن هي في الأصل مشكلة سياسيةquot;،لافتًا إلى انه quot;قد يكون أسامة بن لادن المنظّر الروحي والفكري للقاعدة، لكن لا اعتقد ان شخصًا في جحور افغانستان هو من يقود كل العمليات المنظمة في العالم، سواء كان باسم دولة العراق الاسلامية او باسم بعض التنظيمات التي تعلن انها تمثل القاعدة في العراق أو في دول أخرىquot;.
وأضاف العاني في تصريح نقلته وكالة quot;السومرية نيوزquot; أن quot;تأثير مقتل بن لادن على تنظيم القاعدة في العراق سيقتصر على التأثير المعنوي نظراً إلى ارتباطه العقائدي بالتنظيم العالمي، ولن يتعداه إلى التأثير التنظيميquot;، مبيناً أن quot; تفكير القاعدة في العراق محلي، وليس مرتبط تنظيمياً بالقاعدة الأم، إلا أن الظروف التي مرت بالبلاد ساعدت ولا تزال تساعد على ديمومة الأعمال المسلحة فيهاquot;.
اما القيادي في التيار الصدري بهاء الاعرجي فقد اكد أن تنظيم القاعدة سيصعّد من عملياته الإرهابية في العراق وافغانستان بعد مقتل زعيمه أسامة بن لادن لوجود quot;المحتل الأميركيquot; وضعف الأجهزة الأمنية العراقية، مطالبًا بحسم الوزارات الأمنية واتخاذ الإجراءات الأزمة لمنع القاعدة من تنفيذ هجماتها بأسرع وقت ممكن.
وقال بهاء الاعرجي إن quot;تنظيم القاعدة سيعمل على تصعيد عملياته الإرهابية في العراقبعد مقتل زعيمه اسامة بن لادن، لوجود المحتل الاميركي، وضعف المؤسسة الأمنية وفتح الحدود مع دول الجوارquot;، مبينًا أن quot;تلك القضايا كانت ابرز الأسباب لوجود القاعدة في العراقquot;.
وأضاف الاعرجي أن quot;القاعدة سترد بشكل قوي على مقتل زعيمهاquot;، مشيرًا الى أن quot;وجود المحتل الأميركي سيدفع القاعدة لزيادة هجماتها الإرهابية في العراق وأفغانستانquot;، بحسب تعبيره. واعتبر مقتل زعيم القاعدة quot;ضربة كبيرة ونوعية للتنظيم، ستولد رد فعل قويًاquot;، داعيا quot;الى اتخاذ الحيطة والحذر والتهيئة لرد فعل القاعدة وعدم السماح بوقوعهاquot;.
العراق يضع قواته في حال تأهب
من جهتها وضعت القوات العراقية تشكيلاتها المسلحة في حال تأهب قصوى لمواجهة اي عمليات انتقامية يقوم بها تنظيم القاعدة والجماعات المسلحة المرتبطة بها، وخاصة جماعة دولة العراق الاسلامية.
وحذرت السلطات العراقية من قيام منظمات مسلحة مرتبطة بتنظيم القاعدة بتفجيرات انتحارية اثر الاعلان عن مقتل زعيم التنظيم اسامة بن لادن، فيما تلقى المواطنون العراقيون بارتياح مصرعه.
وقالت قيادة قوات عمليات بغداد انها اتخذت احترازات امنية، وشددت من اجراءاتها المسلحة في عموم البلاد تحوطًا لتفجيرات انتحارية تنفذها تنظيمات مسلحة مرتبطة بالقاعدة، وخاصة دولة العراق الاسلامية الجناح العسكري للقاعدة في بلاد وادي الرافدين، والتي تتهمها السلطات العراقية بتنفيذ معظم العمليات المسلحة التي تشهدها البلاد ضد اهداف مدنية وعسكرية، وخاصة ضد القوات الاميركية.
واشارت قيادة عمليات بغداد الى ان هذه الاجراءات الاحترازية تستهدف حماية المواطنين من اي ردود افعال quot;اجراميةquot; تنفذها عناصر القاعدة ضد اهداف عراقية. وتوقعت ان يؤثر مقتل بن لادن على قوة القاعدة وذراعها العراقي دولة العراق الاسلامية وعملياتها في العراق الذي يشنّ حربًا شعواء ضد عناصرها. وعادة ما تعلن القوات العراقية بين الحين والاخر عن قتل واعتقال امراء وقياديين للقاعدة في مناطق مختلفة من البلاد.
وابلغ مصدر عراقي quot;ايلافquot; ان العراقيين تلقوا بارتياح نبأ مقتل بن لادن، واشار الى ان هذا الحدث هو الان محور نقاشات العراقيين واحاديثهم التي تستذكر عمليات التفجير، وخاصة الانتحارية بالمفخخات والاحزمة الناسفة التي اودت بحياة الاف منهم خلال السنوات الثماني الماضية التي اعقبت سقوط النظام العراقي السابق ربيع عام 2003.
وخلال السنوات الاربع الاخيرة،حققت القوات العراقية والأميركية انتصارات مهمة على جناح القاعدة بالعراق، ومن بين ذلك قتل كبار قادته العام الماضي. ويقول مسؤولو الجيش الاميركي إن عمليات مكافحة الإرهاب ضد تنظيم القاعدة في العراق قوّضت تنظيمه، وأضرّت بالاتصالات بينه وبين قيادة القاعدة خارج البلاد.
وقتل زعيما تنظيم القاعدة في العراق ابو ايوب المصري وابو عمر البغدادي القائد المزعوم لتنظيم دولة العراق الإسلامية في غارة في ابريل/ نيسان 2010. وكانت هذه ضربة كبيرة للجماعة، التي أنحي باللائمة عليها في سقوط مئات القتلى في العراق بعد احتلاله عام 2003.
العراقية تحمّل الحكومة الفشل والأكراد والمالكي ضد انتخابات مبكرة
قالت القائمة العراقية بزعامة إياد علاوي ان الحكومة تتحمل أي فشل بعد مهلة المائة يوم للإصلاح لحصرهاكل الصلاحيات في مكتب رئيسها نوري المالكي، وأوضحت أن الحكومة إذا أرادت تأكيد المسؤولية التضامنية في إدارة عليها تنفيذ اتفاقات اربيل، وتسمية الوزراء الأمنيين بأسرع وقت.
وقال مستشار القائمة العراقية هاني عاشور ان الحكومة ستتحمل وحدها مسؤولية الفشل بعد مائة يوم من الوعود لكونكل الصلاحياتما زالت محصورة في مكتب رئيس الوزراء نوري المالكي. موضحًا ان quot;هناك شعوراً بدأ ينمو لدى الكتل السياسية من أن الحكومة ستحاول إلقاء الفشل في تحقيق نتائج ايجابية للنهوض بواقع الخدمات وتحقيق الانجازات بعد مهلة المائة يوم على الكتل الأخرى، التي ليس لديها دور كبير في ذلك الفشلquot;.
واكد ان الحكومة ستتحمل وحدها ذلك الفشل لكون الشراكة الوطنية ضمن اتفاق أربيل لم تتحقق،وما زالتكل الصلاحيات والقرارات في يد مكتب رئيس الوزراء المالكي.
وأشار عاشور في تصريح مكتوب تلقته quot;إيلافquot; الى أن رئاسة الحكومة تحرص على تأخير تسمية الوزراء الأمنيين الى ما بعد انتهاء مهلة المائة يوم خوفًا من تدهور الوضع الأمني بعد الفشل في تحقيق انجازات وعدت بها، ولم تتمكن من تحقيقها، ما سيرفع غضب الجماهير التي ستكتشف ان أي مطلب من مطالبها لم يتحقق.
واضاف ان الحكومة ستحرص على أن يكون القرار الأمني في يدها لمعالجة الغضب الجماهيري. وقال ان الحكومة إذا أرادت تأكيد أن للعراقيين مسؤولية تضامنية في إدارة العراق، وفق ما نصت عليه اتفاقات أربيل في إطار مبادرة رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني والدستور العراقي، quot;فعليها تنفيذ بقية تلك الاتفاقات وتسمية الوزراء الأمنيين بأسرع وقت ممكن، وقبل انتهاء مهلة المائة يومquot;. واوضح انه بخلاف ذلك، ستكون الحكومة هي المسؤول المباشر عن أي تردي في الواقع الأمني والخدمي، وعليها تحمل النتائج كاملة.
وكان زعيم العراقية علاوي قد دعا الى اجراء انتخابات مبكرة في البلاد لاصلاح الاوضاع السياسية والامنية والاقتصادية في العراق، مؤكدا ان الحكومة الحالية قد فشلت في انجاز الاصلاحات المطلوبة في هذا المجال.
لكن التحالف الكردستاني اكد اليوم ان الانتخابات المبكرة ليست في مصلحة العملية السياسية ويجبدعم الحكومة. وقال الناطق باسم التحالف الكردستاني مؤيد الطيب إن الانتخابات في حال اجرائها فإنها لن تفرز قائمة فائزة بالغالبية تمثلكل اطياف المجتمع العراقي، وقادرة على تشكيل حكومة غالبية.
وأضاف في تصريح صحافي ان نتائج الانتخابات دفعت الكتل السياسية الى تشكيل الحكومة بالشكل القائم على اساس الولاءات المذهبية والطائفية والقومية، والتي ستبقى قائمة لدورات انتخابية اخرى عدة،quot;ولايوجد امامنا خيار سوى ان ندعم الحكومة بشكلها الحالي، ونبني جسور الثقة في ما بينناquot;.
وحول انتخاب نواب رئيس الجمهورية، قال الطيب ان الوضع السياسي الحالي يتطلب الموافقة على تعيين ثلاثة نواب لرئيس الجمهورية حفاظًا على مبدأ التوافق وعدم انهيار الحكومة لأن الوضع الحالي متأزم ويحتاجمرونة. واشار الى انه بالرغم من ان رئيس الجمهورية لا يحتاج اكثر من نائب واحد على الاكثر، لكن بوجود المحاصصة وما تقتضيه المصلحة العامة، يجب ان تفعل هذه الاتفاقات، حتى لا تفشل العملية السياسية برمتها، بالرغم من علمنا ان ذلك الامر يثقل الميزانية العامة للدولة.
كما رفض ائتلاف دولة القانون بزعامة المالكي اجراء انتخابات مبكرة في العراق، وقال الناطق باسم الائتلاف حاجم الحسني انه لأمر غير ملائم ان تتبادل الاطراف السياسية الاتهامات بشأن التنصل عن تنفيذ اتفاقية اربيل، ولاسيما ان بنودها واضحة ومكشوفة، ولا تحتاج تأويلاً، ولا ينبغي لأحد الاطراف ان يفرض نفسه على طرف آخر، quot;لأننا جميعاً نؤيد تنفيذ الاتفاقيةquot;.
وشدد على ان اجراء انتخابات مبكرة لا يشكل حلاً للمشكلة السياسية في العراق، وانما يتمثل الحل في تشكيل حكومة موسعة في البلاد، لأن الدعوة الى اعادة الانتخابات التشريعية تعني تعطيل العملية السياسية في البلاد، وستنتج آثاراً سلبية.
وكان المالكي امهل في اواخر شباط (فبراير) الماضي الوزارات وإدارات المحافظات مائة يوم لتقويم عملها ومعرفة مدى نجاحها أو فشلها تنتهي في السابع من حزيران (يونيو) المقبل. ولوّح المالكي أخيرًا بتقديم استقالته، اذا فشل وزراؤها في تحقيق الاصلاحات المطلوبة او وضع الخطط الكفيلة بتحقيق ذلك.
وتدور خلافات بين القائمة العراقية والتحالف الوطني حول بعض بنود اتفاقية أربيل، التي وقعتها القوى السياسية في اواخر العام الماضي، ومنها تشكيل مجلس السياسات الاستراتيجية. وتواجه البلاد حاليًا ايضًا مشكلة تعثر تعيين وزراء الوزارات الامنية للدفاع والداخلية والامن الوطني، بعد خمسة اشهر من تشكيل الحكومة الحالية، حيث مازالت تدار بالوكالة من قبل المالكي، الذي عزا أخيرًا اسباب ذلك الى عدم وجود توافق سياسي على الأسماء المطروحة.
النجيفي: حان الوقت لخروج العراق من طائلة الفصل السابع
هذا وقال رئيس مجلس النواب اسامة عبدالعزيز النجيفي ان الامم المتحدة تقوم بدور مهم في استقرار الاوضاع في العراق، واعرب خلال اجتماعه في بغداد اليوم مع رئيس بعثة الامم المتحدة في بغداد اد ميلكرت عن امله في ان يستوفي العراق متطلبات المجتمع الدولي للخروج من طائلة الفصل السابع المفروض عليه منذ احتلال الكويت في عام 1990.
واكد النجيفي ان الوقت قد حان لعودة العراق الى طبيعته كدولة مهمة كاملة الاهلية في التعاطي مع المجتمع الدولي، مشيرا الى ان الامور تسير مع دولة الكويت الشقيقة بالاتجاه الصحيح في تسوية الامور العالقة وغلق هذا الملف. واضاف انه من المؤمل نجاح المفاوضات الثنائية في اتفاق نهائي، يفضي الى تسوية مرضية للطرفين، تقوم على اساس الاحترام المتبادل.
وإستمع النجيفي الى تطورات الجهود في قضية كركوك الشمالية الغنية بالنفط المتنازع عليها والمناطق الاخرى، معتبرًا ان الحلول النهائية غير متاحة الآن، وان الاوضاع الراهنة تحتاج تهيئة الاجواء لمرحلة استقرار تسبق الحلول النهائية، وتتطلب قناعة جميع الاطراف بذلك، مشيرًا إلى ان ذلك يتمثل في المشاركة في السلطة بصورة حقيقية بينكل الاطراف، وتثبيت وضع كركوك لمرحلة لاتقل عن خمس سنوات، قبل ان نفتح القضايا التي تتكلم حول مصيرها.
وشدد على ضرورة اجراء الانتخابات فيها بتشريع قانون خاص بها يحظى بقبول جميع الاطراف، ويثبت فيه نص لايسمح لكركوك ان تنضم الى اي جهة خلال مرحلة انتقالية، تجري خلالها عمليات تحقق البيانات السكانية السابقة واللاحقة بعد اضافة معدلات النمو.
وحول محافظة نينوى، اشار النجيفي الى ضرورة استمرار المفاوضات ومعالجة الامور بطريقة تثبت حدود المحافظة وتدعم مشاركة قائمة نينوى المتاخية (الكردية) في مجلس المحافظة، لافتاً الىضرورة اجراء ترتيبات لحماية المناطق المختلف عليها، خاصة بعد انسحاب القوات الاميركية، محذرًا من ان بقاء الاوضاع كما هو حاليًا تنذر بشرارة تفجير.
من جهته، اكد ميلكرت دعم الامم المتحدة للاطراف المعنية في العراق من اجل الوصول الى حلّ مرضي لجميع المشاكل التي تواجه العراقيين.
التعليقات