حقّق الرئيس الأميركيّ اوباما مكسبا سياسيا كبيرا اثر مقتل بن لادن، فيما يستعد لخوض انتخابات الرئاسة التي يامل في الحصول عليها لفترة ثانية.


ملف: أوباما يطوي صفحة quot;العدو الأولquot; أسامة بن لادن

واشنطن: ادى اصدار الرئيس الاميركي باراك اوباما امرا بشن عملية سرية لقتل زعيم تنظيم القاعدة اسامة بن لادن الى تحقيقه مكسبا سياسيا كبيرا فيما يستعد لخوض انتخابات الرئاسة التي يامل في الحصول عليها لفترة ثانية.

ويرجح ان يؤدي القضاء على بن لادن الذي لم تتمكن الادارة الاميركية السابقة من القبض عليه، الى تحقيق اوباما مكاسب سياسية كبيرة وقد يغير المفهوم عن قيادته وامكانياته في مجال الامن القومي.

وبعد دقائق قليله من الاعلان عن مقتل بن لادن ليل الاحد الثلاثاء، بدأت حشود هائلة بالتجمع امام البيت الابيض وهم يهتفون باسم بلدهم quot;يو اس ايه، يو اس ايهquot; ويلوحون بالاعلام الاميركية في مشهد نادر من الابتهاج والفرح.

وقد سمعت اصوات المحتشدين من داخل البيت الابيض، ولا شك في انها سترفع معنويات فريق اوباما بشكل كبير بعد عامين من الازمات المتتالية داخل البلاد وخارجها والتي بدت في بعض الاحيان انها اكبر من طاقة الرئاسة.

كما يعد القضاء على بن لادن دليلا على ان اوباما قادر على تولي سلطة بلاده بسهولة ويسر، ومن المؤكد انه سيعزز سلطته بين قادة العالم.

الا انه بالنظر الى تقلبات السياسة المعاصرة واستمرار التحديات الاقتصادية، فان نصرا بهذا الحجم لا يضمن وحده للرئيس الاميركي اعادة انتخابه لفترة ثانية.

فعادة ما تركز الانتخابات الاميركية على الاقتصاد نظرا لان الناخبين لم يشعروا بعد بانعكاسات تحسن الاقتصاد الاميركي، ولذلك فيبدو ان اوباما لا يزال في منطقة خطرة سياسيا.

وقد اظهر استطلاع نشرته شبكة سي بي اس وصحيفة نيويورك تايمز الشهر الماضي ان 46% من الاميركيين فقط اعربوا عن رضاهم عن اداء اوباما، فيما اظهرت جميع الاستطلاعات ان تعافي الاقتصاد المتعثر يثير مخاوف الناخبين.

رغم ذلك فانه مهما حدث قبل موعد الانتخابات الرئاسية في تشرين الثاني/نوفمبر 2012، سيذكر التاريخ الاميركي لاوباما انه الرئيس الذي قتل بن لادن، وبالتالي فقد تعزز ارثه بعد يوم الاحد بشكل كبير خلال ساعات قليلة.

ولا تزال تفاصيل الغارة الجريئة على مخبأ بن لادن المحصن في باكستان غير واضحة، الا ان مسؤولين اميركيين قالوا انه نفذتها قوات خاصة في مروحيات بعد عملية استخباراتية استمرت عدة اشهر.

ولو ان العملية فشلت لتعرض اوباما لسيل من الانتقادات القاسية التي كانت من الممكن ان تقوض نسبة التاييد له وتثير الانتقادات لاسلوبه في القيادة.

وكان ذلك سيدفع الكثيرين الى مقارنته بالرئيس الديموقراطي جيمي كارتر الذي تضررت مصداقيته السياسية عندما فشلت عملية لانقاذ رهائن في ايران.

وبعد النجاح في القضاء على بن لادن، سينبري حلفاء اوباما الى وصفه بالذكاء والشجاعة والحزم في القيادة والشخص الذي قضى على اكبر اعداء اميركا.

وصرح عضو الكونغرس الديموقراطي غاري كارمان لشبكة quot;سي ان انquot; ان هذه العملية هي quot;لحظة اكتمال المهمةquot; التي quot;لم يكن بامكان الرئيس (السابق جورج) بوش سوى ان يحلم بهاquot;.

وقال quot;هذا واحد من اهم الاحداث التي جرت خلال المئة عام الماضيةquot;.

واضاف quot;اعتقد ان ما حدث جعل الرئيس في وضع سياسي يجعل منه القائد الاعلى للقوات المسلحة في عملية عظيمة لم تشبها شائبة لها تبعات لا يمكن تصورهاquot;.

اما رجل الكونغرس الجمهوري بيتر كنغ الذي كثيرا ما انتقد اوباما بشان الامن القومي، فقد اشاد بالرئيس.

وصرح لسي ان ان quot;كان من الممكن ان تحدث العديد من الاخطاء، ولكن الرئيس كان شجاعا وقرر المضي قدماquot;.

وقال quot;انها عملية تمت بمهارة عالية. احيي رئيس الولايات المتحدة على تحقيق ما اعتقد انه واحد من اعظم الانجازات في التاريخ الاميركيquot;.

ومن المتوقع ان يحرم مقتل بن لادن الجمهوريين من اقوى اسلحتهم في انتخابات 2012 وهي مقولة ان اوباما قائد ضعيف وغير حازم ويعتذر نيابة عن بلاده.

وسيجعل هذا الحدث موقف منافسه الجمهوري في 2012 اكثر صعوبة من حيث انه لن يتمكن من القول انه متهاون مع الارهاب أو انها قائد عسكري ضعيف.

وسيراقب المحللون ليروا كيف سيؤثر مقتل بن لادن على تصميم اوباما البدء في سحب القوات الاميركية من افغانستان.

ويتزايد الاستياء من الحرب في افغانستان بين صفوف الاميركيين، ويتساءل الناخبون الاميركيون لماذا تصمم واشنطن على البقاء في البلاد لسنوات مقبلة بعد مقتل بن لادن، عدوها اللدود.

وقد تتضرر مكاسب اوباما السياسية اذا ما نجحت فلول القاعدة او الجماعات الاسلامية المتطرفة في الانتقام لمقتل بن لادن بمهاجمة مصالح اميركية.