القذافي ولّى وليبيا حرّة |
بروكسل: بدأ الغرب بالفعل، وحتى قبل انتظار سقوط طرابلس، يعد لما بعد عهد العقيد معمر القذافي واضعا نصب عينيه امرين: تفادي تقسيم البلاد بعد اربعة عقود من الحكم الاستبدادي وضمان انتقال ديموقراطي حقيقي.
ودعا الامين العام للحلف الاطلسي اندرس فوغ راسموسن الاثنين المجلس الوطني الانتقالي، الهيئة القيادية للثورة الليبية، الى quot;ضمان اجراء العملية الانتقالية في هدؤ والعمل على بقاء البلاد موحدة وعلى بناء المستقبل على اساس المصالحة واحترام حقوق الانسانquot;.
كما ابدى الرئيس الاميركي نفس الحرص داعيا المجلس الوطني الانتقالي الى quot;ابداء القدرة اللازمة على نقل البلاد الى مرحلة انتقالية تحترم حقوق الشعب الليبيquot;، فيما دعت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاترين اشتون قادة الثوار الى quot;العمل بروح من المسؤولية للمحافظة على السلام والاستقرار في جميع انحاء البلادquot;.
ومع قرب سيطرة الثوار على طرابلس يخشى الغرب ان تعقب سقوط نظام معمر القذافي الاستبدادي، الذي حكم البلاد بقضبة من حديد لمدة اربعة عقود، اعمال ثارية بين المنتصرين والمهزومين يمكن ان تؤثر ايضا على فرص تحقيق المصالحة الوطنية.
وقال دبلوماسي اوروبي متابع للملف quot;يقول لنا الكثير من الليبيين انهم يتوقعون تصفيات حسابات لاننا في حالة حرب اهلية ولان النزاع اشعل توترات كانت كامنة منذ وقت طويلquot;.
ومن شان مثل هذا المناخ ان يعرض للخطر وحدة بلد يضم عشرات القبائل التي تختلف مصالحها احيانا.
وحذر الفارو دي فاسكونسيلوس رئيس المعهد الامني للاتحاد الاوروبي من ان quot;التاريخ يعلمنا انه عندما يتم الاستيلاء على السلطة بقوة السلاح وليس بصورة سلمية فان الشرعية العسكرية تدخل في تعارض مع الشرعية الديموقراطيةquot;.
واوضح انه quot;لتفادي ذلك يجب حدوث اندماجquot; بين مختلف مكونات الشعب الليبي في اي حكومة انتقالية بما فيها quot;القوى الاسلامية المتشددة والقريبة من الاخوان المسلمين لكن غير العنيفةquot; والتي quot;يجب ان يكون لها مكانهاquot;.
واعتبر ان quot;الخطر يكمن في ان يفكر المجلس الوطني الانتقالي في انه يجب ان يسيطر على الحكومة الانتقالية المقبلةquot; داعيا الى الا تكون السلطة حكرا على ممثلي المنطقة الشرقية وان تشارك فيها قوى المعارضة الطرابلسية في الغرب.
وتساءل دبلوماسي اوروبي عما اذا كان التيار الاسلامي في ليبيا سيشارك في لعبة الانتقال الديموقراطي وقال quot;اكثر ما يثير القلق هو الجانب الامني بدءا من السلفيين الذين تربطهم علاقات مع القاعدة في المغرب الاسلاميquot;.
واذا كان الحلف الاطلسي تكفل بعمليات القصف في ليبيا فان الاتحاد الاوروبي، الذي كان مهمشا خلال النزاع، يبدو مستعدا للتحرك مستقبلا عندما يتطلب الامر مساعدة البلاد في بناء مؤسسات ديموقراطية.
واستنادا الى دبلوماسيين فانه من المطروح على المدى القريب ارسال بعثات اوروبية لتدريب قوات الامن كما حدث في العراق وافغانستان اضافة الى قوة مراقبة ميدانية لتفادي حدوث تجاوزات.
وقال وزير الخارجية السويدي كارل بيلد الاثنين ان quot;ليبيا في حاجة الان الى عملية انتقالية لدولة ديموقراطية حقيقية وهي مهمة جسيمة على الامم المتحدة وغيرها المساعدةquot; فيها.
التعليقات