سيف الاسلام و أخوه محمد القذافي باتا في قبضة الثوار، هکذا تناقلت الانباء، وقبله وقبل أن يلقى القبض على صدام حسين، کانت القوات الامريکية قد إکتشفت مخبأ ولديه عدي و قصي و أجهزت عليهما، ويومها تيقن الجميع من أن الدائرة قد بدأت تضيق بصدام حسين وانه قد بات قاب قوسين او أدنى من النهاية المحتومة له، نفس هذا السيناريو يتکرر الان في طرابلس الغرب بليبيا، فأسر سيف الاسلام و محمد ليس بذلك الامر العادي وانما هو بمثابة الدقات ماقبل الاخيرة لناقوس النصر لثورة الشعب الليبي على الطاغية المستبد، وقد لانتفاجأ فيما لو معنا ببيانات او خطب تصدر من العقيد المهزوم و المرفوض على کافة الاصعدة وهو يحث فيها الليبيين للعودة الى الوراء حيث الدکتاتورية و الظلم و الاستبداد.

وعلى الرغم من التقارير التي تحدثت عن إحتمال لجوء القذافي للجزائر، لکن التحذيرات التي أطلقها المجلس الانتقالي الليبي و کذلك عموم الموقف الدولي الحدي من الدکتاتور الليبي، تدفع الجزائر لکي تمتنع تماما عن هکذا مغامرة مکلفة و غير مأمونة العواقب بإستقبال القذافي، أما بخصوص لجوء القذافي لدول أفريقية أخرى، فإن ذلك يعني ذهابه بأرجله الى مصيره حيث أن الاجهزة الاستخبارية الدولية مبثوثة هناك لمتابعة آخر أخبار العقيد الليبي.

ومن هنا، فإن فکرة سيناريو الحفرة الليبية سيکون أمرا واردا و احتمالا قائما قد لايجد القذافي مناصا منه، لکن عليه أن يطور الفکرة و يدفعها للأمام و يمنحها طابعا خاصا به، وفي کل الاحوال ستکون الحفرة المهيأة للعقيد أفضل و أحسن بکثير من حفرة الرئيس العراقي الاسبق، ومن المحتمل جدا أن يکون العقيد القذافي قد فکر و خطط لها قبل هذه الايام العصيبة التي تمر به، وقطعا أنه و على طريقة الملوك القدماء، سيفتك بکل واحد عمل في مشروع الحفرة الخضراء لکي يضمن سلامته و أمنه و دوام استمرار ثورة(الفاتح من سبتمبر!)، وبما أن العقيد رجل عصامي و أصيل و يرفض الاعتماد الکلي على کل ماقد قدم من الخارج، فإنه قد لايستخدم التکنلوجيا الحديثة للإتصالات وقد يعتمد على دابة خضراء من المحتمل جدا أن يکون حمارا لأنه أبعد مايکون عن الشبهات، وعن هذا الطريق سيبقى العقيد على تواصل مع ليبيا و العالم ومن هناك سيلقي خطبه الرنانة الطنانة المثيرة للضحك و القرف و الغثيان معا، وسيظل العالم مشغولا به لحين تلك اللحظة التي يرى فيها العالم تکرار سيناريو إخراج العقيد الليبي من حفرته و طوي صفحته السوداء وللأبد.