نيويورك: دعا الموفد الدولي الى سوريا الاخضر الابراهيمي مجلس الامن الدولي الى التحرك لانهاء الرعب الذي يدمر سوريا حيث عثر الثلاثاء على قرابة 80 جثة في مدينة حلب شمال البلاد لشبان قتلوا برصاص في الراس.

وقال الابراهيمي خلال اجتماع مغلق لمجلس الامن ان quot;مستويات الرعب غير المسبوقةquot; تعمل على quot;تدميرquot; سوريا، كما نقل عنه دبلوماسيون.

وقال الابراهيمي امام اعضاء مجلس الامن الخمسة عشر ان شرعية الرئيس بشار الاسد quot;فقدت مصداقيتها بصورة لا يمكن اصلاحهاquot; بعد 22 شهرا من النزاع الذي اوقع اكثر من ستين الف، كما افاد دبلوماسيون شاركوا في الاجتماع المغلق.

واشار الموفد الدولي الى سوريا الى quot;عدم وجود تقدمquot; في جهود السلام التي تبذل في سوريا.

ميدانيا، حقق مقاتلو المعارضة تقدما مهما خلال الساعات الماضية في مدينة دير الزور الاستراتيجية في شرق البلاد.

وفي مدرسة اليرموك في حي بستان القصر في جنوب مدينة حلب، قال مقاتل معارض قدم نفسه باسم quot;ابو سيفquot; لفرانس برس، ان المقاتلين quot;انتشلوا 78 جثة، ولا زالت 30 اخرى موجودةquot; في نهر قويق، مشيرا الى عدم امكان انتشال الجثث المتبقية quot;بسبب قناصة القوات النظامية المتواجدين في حي الاذاعة المجاورquot;.

وكان مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن افاد عن انتشال 65 جثة على الاقل quot;لشبان في العشرينات مكبلي الايدي بمعظمهم واعدموا برصاصات في الراسquot;.

وتبادل طرفا النزاع المسؤولية عن قتل هؤلاء. فقال ضابط في الجيش السوري الحر عرف عن نفسه باسم quot;ابو صدىquot; لفرانس برس، ان نظام الرئيس بشار الاسد quot;اعدمquot; الضحايا.

في المقابل، ذكر مصدر امني كبير في حلب لفرانس برس ان quot;المعلومات التي حصلنا عليها تؤكد ان الجثث بمعظمها تعود لمواطنين من بستان القصر خطفتهم مجموعات ارهابية بتهمة الموالاة للنظامquot;.

واضاف انه quot;تم تنفيذ حكم الاعدام بهمquot; في بستان القصر ليل الاثنين ورميهم في النهر.

ومساء، اتهمت دمشق جبهة النصرة الاسلامية المتطرفة بارتكاب quot;اعدام جماعيquot; بحق القتلى، بحسب ما افادت وكالة الانباء الرسمية (سانا)، مشيرة الى ان هؤلاء هم مدنيون كانوا مخطوفين لدى الجبهة.

وافادت الوكالة quot;ان مجموعات ارهابية من جبهة النصرة في حلب نفذت اعداما جماعيا بحق عشرات المخطوفين والقت بجثامينهم في نهر قويق بمنطقة بستان القصر في حلبquot;.

على صعيد آخر، استولى مقاتلو المعارضة خلال الساعات الماضية على مركز للامن السياسي وعلى جسر اساسي في مدينة دير الزور بعد معارك عنيفة، بحسب المرصد.

وكان المركز محاصرا منذ اسابيع، وهو ليس الاول يستولي عليه المقاتلون في المدينة.

وسيطر المقاتلون المعارضون في محيط المركز على جسر السياسية عند المدخل الشمالي الشرقي لدير الزور المؤدي الى محافظة الحسكة، وعلى جسر الدرة الاصغر الموازي.

واوضح عبد الرحمن ان التقدم في دير الزور quot;مهم جدا، لانه تقدم في مدينة استراتيجية تعتبر مدخلا الى المنطقة التي تحوي الثروة النفطية والغازية الاساسيةquot;. اما السيطرة على الجسر فتعني quot;قطع الامدادات بشكل كبيرquot; على القوات النظامية في محافظة الحسكة (شمال شرق).

في ادلب (شمال غرب)، سيطر المقاتلون على مجمل سجن ادلب الواقع على مسافة ثلاثة كيلومترات من المدينة التي تسيطر عليها قوات النظام. واشار المرصد الى تعرض السجن لقصف من القوات التي انسحبت منه مع عدد كبير من السجناء الذين لم يتمكنوا من الفرار.

واكد مصدر في شرطة ادلب ان الاخيرة عمدت الى نقل السجناء الى quot;مقار أمنية في المدينة ونقل كافة الآليات المموجودة داخل السجن تمهيدا للانسحاب منهquot;.

في دمشق، افاد المرصد عن اصابة عضو مجلس الشعب السوري عبد الرزاق قطيني بجروح بالغة جراء عبوة ناسفة الصقت بسيارته، انفجرت على الطريق بين ساحتي العباسيين والقصور.

وتواصلت العمليات العسكرية والاشتباكات الثلاثاء في مناطق عدة، وافيد عن مقتل ثمانية اشخاص بينهم ستة اطفال في غارة على السفيرة في ريف حلب، بحسب المرصد.

وادت اعمال العنف الثلاثاء الى مقتل 91 شخصا في حصيلة غير نهائية، بحسب المرصد.

وينعكس النزاع السوري ازمة انسانية متفاقمة، مع اعلان المفوضية العليا للاجئين التابعة للامم المتحدة ان اكثر من 700 الف لاجىء سوري فروا الى البلدان المجاورة.

واعلنت الامم المتحدة في كانون الاول/ديسمبر انها تتوقع ان يبلغ اجمالي عدد اللاجئين السوريين في الدول الاربع المجاورة لسوريا (تركيا والاردن ولبنان والعراق) 1,1 مليون بحلول حزيران/يونيو، في حال استمرار النزاع.

واعلنت اللجنة الدولية للصليب الاحمر الثلاثاء ان معاناة السوريين بلغت مستويات غير مسبوقة، وان الدمار يعيق الوصول الى المحتاجين وينبغي البحث عن طرق اخرى بسبب الدمار الذي لحق بالطرق..

وعشية مؤتمر دولي في الكويت للدول المانحة يتناول مساعدة اللاجئين السوريين، اعلن الرئيس الاميركي باراك اوباما تقديم مساعدة اضافية بقيمة 155 مليون دولار الى هؤلاء.

وفي شريط على يوتيوب اراد من خلال quot;التحدث مباشرة الى الشعب السوريquot;، اوضح اوباما ان المساعدة الجديدة quot;ستعني مزيدا من الملابس الدافئة للاطفال ومزيدا من الادوية للمسنين اضافة الى طحين وقمح لعائلاتكم واغطية واحذية وسخانات للذين يعيشون في ابنية متضررةquot;.

وستتضمن المساعدات quot;علاجات لضحايا العنف الجنسي ومراكز طبية متقدمة للجرحى. وفي الوقت الذي نعمل فيه من اجل وضع حد لاعمال العنف التي تتعرضون لها، فان هذه المساعدة ستلبي بعض احتياجاتكم المباشرة واليوميةquot;.

واتى الاعلان الاميركي بعد ساعات من اعلان المفوضية الاوروبية انها ستقدم في مؤتمر الكويت 100 مليون يورو لمساعدة اللاجئين، تضاف الى مبلغ مماثل دفعته سابقا.

ويهدف الاجتماع الذي يعقد برعاية الامم المتحدة، الى جمع 1,5 مليار دولار لمساعدة نحو اربعة ملايين شخص داخل سوريا اضافة الى اللاجئين منها. ويشارك 60 بلدا في الاجتماع، بما فيها روسيا وايران، الداعمان الاساسيان لنظام الرئيس الاسد.

وتعهدت منظمات خيرية الثلاثاء خلال مؤتمر عقدته في الكويت بتقديم 182 مليون دولار للمدنيين السوريين الذين يعانون بشكل مباشر من النزاع الدامي.

وفي سياق متصل، انتقدت منظمة quot;اطباء بلا حدودquot; الفرنسية عملية توزيع المساعدات الدولية التي تعاني من quot;خلل خطيرquot;.

وقالت ان quot;المناطق الخاضعة للسيطرة الحكومية تتلقى القسم الاكبر من المساعدات الدولية، في حين لا تتلقى مناطق التمرد سوى النذر اليسيرquot;، نظرا لان الهلال الاحمر السوري quot;هو الهيئة الوحيدة المخولة من قبل الحكومة لتوزيع المساعداتquot;.

وفي باريس ايضا، اعلنت لجنة الشؤون الخارجية والدفاع في مجلس الشيوخ الفرنسي ان وفدا من الائتلاف الوطني السوري المعارض quot;اعرب عن خيبة املهquot; من الدعم الدولي quot;غير الكافيquot;، مشددا على quot;ضرورة تلقي السلاح للتمكن من القتال بشكل فعالquot;.

ونقلت اللجنة عن وفد ضم نائب رئيس الائتلاف رياض سيف ورئيس المجلس الوطني جورج صبرا وممثل الائتلاف في باريس منذر ماخوس، عدم رغبته quot;بتدخل خارجي في سورياquot;، بل ان مطلب السوريين quot;هو الحق في التسلح للدفاع عن النفس وانهاء هذا الوضع الفظيعquot;.

ودعا مؤتمر للمعارضة السورية عقد في جنيف الثلاثاء وضم بشكل اساسي ممثلين عن هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديموقراطي، الى عقد مؤتمر جنيف-2 يستند الى مؤتمر جنيف الذي عقد في حزيران/يونيو الماضي لحل الازمة السورية.

وكانت مجموعة العمل حول سوريا انعقدت في جنيف في الثلاثين من حزيران/يونيو الماضي واتفقت على خطة انتقالية لسوريا لا تشير مباشرة الى رحيل الرئيس السوري بشار الاسد عن السلطة، وتلحظ خصوصا تشكيل حكومة انتقالية قد تضم اعضاء في الحكومة السورية الحالية.

وانعقد المؤتمر في جنيف تحت شعار quot;من اجل سوريا ديموقراطية ودولة مدنيةquot; وصدر في ختام اعماله التي استمرت يومي الاثنين والثلاثاء بيان quot;اعتبر ان اتفاق جنيف الدولي اساس صالح للتنفيذquot; كما دعا quot;الى عقد مؤتمر جنيف الدولي-2 بحيث يأخذ بعين الاعتبار المستجدات الميدانية ومتطلباتها من جهة مع وجود آليات ملزمة بقرار من مجلس الامن وفق الفصل السادس من جهة ثانيةquot;.

ويأتي اللقاء غداة لقاء جمع في العاصمة الفرنسية دبلوماسيين دوليين وممثلين عن الائتلاف الوطني المعارض، وطالبت خلاله المعارضة السورية بمزيد من السلاح والمال.