تتردد أصداء بيان النصرة مبايعة أيمن الظواهري، إذ ثمة من يرى أن فريقًا في المعارضة ورط الجبهة للتخلص منها، وليطرح نفسه بديلًا، ويقول المعارض معاذ صفوك إن البيان قطع الطريق على كل من يريد محاورة بشار الأسد.


لندن: اعتبر الشيخ معاذ صفوك، المعارض الاسلامي والمختص في الشؤون الجهادية السورية، أن إعلان جبهة النصرة ولاءها لزعيم القاعدة أيمن الظواهري، يهدف إلى نسف خيار التفاوض والحوار من قبل معارضين سوريين لا يمثلون الشعب السوري. وتزامن بيان جبهة النصرة مع زيارة وفد من معارضين سوريين إلى لندن.

لا يملكون خيار التفاوض

أشار صفوك لـquot;ايلافquot; إلى أن محمد الجولاني، قائد تنظيم جبهة النصرة السوري المسلح، طمأن السوريين إلى أن سلوك جبهة النصرة quot;سيظل وفيًا للصورة التي عرفتموها، ومبايعتنا للقاعدة لن تؤثر على سياستنا أبدًاquot;، بعد انتشار تسجيل صوتي للجولاني قال فيه إن أبناء جبهة النصرة ومسؤولهم العام يبايعون الشيخ أيمن الظواهري. وشدد على نفي انضمام النصرة إلى quot;الدولة الإسلامية في العراق والشامquot;.

وأكد صفوك أن من يجلسون الآن من معارضين سوريين مدنيين وعسكريين ليتفاوضوا مع الأسد ومخابرات الغرب ليسوا متحدثين رسميين لا باسم الشعب السوري ولا باسم المعارضين.

وأضاف: quot;سهولة تهميشهم ببيان واحد تكشف أنهم وغيرهم لا يملكون خيار التفاوض مع الاسد وخلاصه بصفقة سياسية، كما حدث مع الرئيس اليمني، لأن الشهداء والضحايا أمانة في اعناق الذين يحملون السلاح على الارضquot;.

فصائل أخرى مستفيدة

يأتي تصريح الجولاني ردًا على إعلان مفاجئ صدر عن أبي بكر البغدادي، يقول فيه إن جبهة النصرة فرع تابع لتنظيم القاعدة في العراق، وإنهما يندمجان من أجل إنشاء الدولة الإسلامية في العراق والشام.

وجاء إعلان البغدادي عقب تصريح لزعيم تنظيم القاعدة، أيمن الظواهري، يدعو فيه المتمردين في سوريا إلى القتال وإنشاء دولة إسلامية. لكن الشيخ عبد الجليل السعيد، المدير المنشق لمكتب اعلام مفتي سوريا، اعتبر أن قيادات في المعارضة السورية ورطت النصرة في هذا البيان من أجل التخلص منها.

وشدد السعيد على أن توقيت البيان وأسبابه يصبان في مصلحة الاسد، الذي يوسم النصرة بالارهاب والقاعدة، quot;فهناك فصائل اسلامية أخرى تقاتل على الارض وجماعات سياسية اسلامية معارضة مستفيدة من مثل هذه الورطة التي وقعت فيها النصرةquot;.

كيان غريب فاشل

وكان محللون غربيون حذّروا في أن إقدام جبهة النصرة على مبايعة أيمن الظواهري قد يسيء إليها، وينسف بالتالي الدعم الذي تتمتع به في سوريا، لأنها تنضم إلى كيان غريب عن الثقافة السورية، يُعتبر أنه فشل في أماكن أخرى.

ولفتوا إلى أن النصرة، بمبايعتها الظواهري، تتيح لنظام الأسد أن يؤكد بمزيد من القوة أنه يقاتل إرهابيين، يهدفون إلى إقامة دولة اسلامية، كما تضفي صفة رسمية على حالة كانت واشنطن تشتبه فيها منذ بضعة أشهر، إلى درجة أدرجت فيها جبهة النصرة على قائمة المنظمات الارهابية.

كما ستبحث باريس مع شركائها الاوروبيين في مجلس الأمن الدولي أن تحذو حذو واشنطن في هذه المسألة.