بغداد: يقول المحللون إن إقدام جبهة النصرة الناشطة في قتال نظام الرئيس السوري بشار الاسد، على مبايعة زعيم تنظيم القاعدة ايمن الظواهري، قد يسيء اليها وينسف بالتالي الدعم الذي تتمتع به في سوريا.

وتنصلت جبهة النصرة وهي مجموعة جهادية تضم بين صفوفها سوريين وعددا كبيرا من الاجانب ايضا، من اعلان الفرع العراقي للقاعدة دمجهما تحت راية واحدة. وقال المسؤول العام لجبهة النصرة ابو محمد الجولاني في تسجيل صوتي بث اليوم عبر مواقع جهادية quot;هذه بيعة من ابناء جبهة النصرة ومسؤولهم العام نجددها لشيخ الجهاد الشيخ ايمن الظواهري (...) فاننا نبايعه على السمع والطاعةquot;.

وشدد الجولاني على ان الجبهة لم تستشر في اعلان quot;دولة العراق الاسلاميةquot; تبنيها وتوحيد رايتهما تحت اسم quot;الدولة الاسلامية في العراق والشامquot;. لكن تحالف النصرة مع القاعدة يمكن ان يقوض الرصيد الذي تتمتع به لدى الشعب السوري.

وقال بيتر هارلينغ المتخصص في الشؤون السورية في quot;انترناشونال كرايزيس غروبquot; quot;لقد حصدت دعما لا يستهان به اذ يمكنها ان تدعي تحقيق نتائج وخصوصا انها تجنبت عزل نفسها عن محيطها المباشرquot;، اي عن المدنيين.

واضاف ان quot;اعلان المبايعة للقاعدة سيرتد عليها لانها تنضم الى كيان غريب عن الثقافة السورية ويعتبر انه فشل في اماكن اخرىquot;. واوضح كولي بونزل من جامعة برينستون في الولايات المتحدة ان هذه المبايعة توضح ايضا ان النصرة quot;جزء من القاعدةquot;. واضاف ان quot;جبهة النصرة ... لم تعد قادرة على اخفاء هذه الصلةquot;.

وبمبايعتها انور الظواهري، تتيح النصرة لنظام بشار الاسد ان يؤكد بمزيد من القوة انه يقاتل quot;ارهابيينquot; يهدفون الى اقامة دولة اسلامية. الا ان اعلان ابو محمد الجولاني لم يكن مفاجئا، فقد اضفى صفة رسمية على حالة كانت واشنطن تشتبه فيها منذ بضعة اشهر.

ولم تكن جبهة النصرة معروفة قبل بدء النزاع السوري منذ عامين، وظهرت في الاشهر الاولى للنزاع مع تبنيها تفجيرات استهدفت في غالبيتها مراكز عسكرية وامنية، ثم برزت كقوة قتالية اساسية. وادرجتها واشنطن على لائحة المنظمات الارهابية.

وقال ماتيو غيدير استاذ الحضارة الاسلامية والمتخصص في المجموعات الجهادية في جامعة تولوز-لو ميراي ان quot;القرار الاميركي هو الذي دفع بجبهة النصرة الى الارتماء في احضان القاعدةquot;. واضاف quot;هذا خطأ استراتيجي سيكلفهم غالياquot;.

وقلل بيتر هارلينغ من اهمية الصلات التي تجمع النصرة والقاعدة في العراق وراء الحدود العراقية السورية، لكنه ذكر بأن اعدادا كبيرة من المقاتلين الذين تدربوا على القتال في العراق اضطلعوا بدور اساسي في بروز جبهة النصرة.

وقد عرفت المجموعتان بعملياتهما الانتحارية والسيارات المفخخة. لكن المحللين يقولون ان النصرة تعلمت من اخطاء القاعدة في العراق، بتأكيدها على سبيل المثال انها لا تهاجم الا جنود ومسؤولي نظام بشار الاسد.

ودائما ما يلقى مدنيون مصرعهم في هذه الاعتداءات. لكن القاعدة في العراق لا تتردد في المقابل في ان تستهدف عمدا السكان وسرعان ما حصدت عداء الشعب العراقي.