كشف سياسي عراقي عن انتشار مسلحي جبهة النصرةلبلاد الشام في مناطق عراقية مرجعًا حدوث ذلك إلى ضعف الحكومة. وقاطع وزراء العراقية والأكراد اجتماع الحكومة اليوم. بينما اعتبر بارزاني محاولة اعتقال العيساوي عملاً يزيد التوتر بين الأطراف السياسية ويعمق الشرخ الوطني، لم يستبعد زيباري انسحاب الأكراد من الحكومة.
حذّر رئيس المؤتمر الوطني العراقي أحمد الجلبي اليوم من خطورة انتشار مسلحي جبهة النصرة لبلاد الشام في مناطق شمال وغرب العراق عازيًا ذلك إلى ضعف الحكومة. وأكد قائلاً: quot;إن انتشار جماعات من جيش النصرة الإرهابي في مناطق كردستان والموصل وديإلى وبابل والرمادي وكركوك وصلاح الدين يأتي من اجل لملمة شتات القاعدة في العراق من جديدquot;.
وأضاف نائب رئيس الوزراء السابق قائلاً على صفحته في شبكة التواصل الاجتماعي فايسبوك: quot; من المؤسف أن شخصيات سياسية وعشائرية (دون ذكر اسمها) تقف خلف هذه التجمعات ودعمها، لذلك على الحكومة ردع كل من يقف ويدعم من يتاجر بدماء الابرياءquot;.
وأشار إلى أن quot;الحواضن التي في كردستان اخطر ولا نجد من يتحرك على هذه الجماعات التكفيرية في الاقليم لأن الكل متخوف في كردستان والمناطق العربية الغربية من هزيمة القاعدة في سوريا بعد أن دعم الاقليم والمناطق الغربية للجماعات المسلحة التي تقاتل داخل سوريا وأكيد سيكون للحكومة السورية في وقتها حق الرد ولن تجد حكومة الاقليم وباقي المناطق الغربية من يدافع عنها وأن استهتار هذه الجماعات ناتج من ضعف الحكومة في تنفيذ عقوبات الاعدام وتأخير تنفيذها اما عكس ذلك فسيستمر نزف الدم العراقيquot;.
وجاء كلام الجلبي الذي يعتبرالاول من نوعه الذي يتحدث عن وجود لجبهة النصرة لبلاد الشام على الاراضي العراقية بعد يوم من اعلان تنظيم القاعدة مسؤوليته عن قتل 48 من الجنود والموظفين الحكوميين السوريين في العراق الاسبوع الماضي قائلاً إن وجودهم يثبت تواطؤ الحكومة العراقية التي يقودها الشيعة مع الرئيس السوري بشار الأسد.
وكان مسلحون مجهولون هاجموا الاسبوع الماضي قافلة تضم سوريين فروا عبر الحدود إلى العراق هربًا من تقدم مقاتلي المعارضة وذلك أثناء عودتهم إلى بلادهم عبر محافظة الأنبار في غرب العراق.
وقالت دولة العراق الإسلامية وهي جناج تنظيم القاعدة في العراق في بيان: quot;في عملية نوعية يسر الله لها أسباب التوفيق تمكنت المفارز العسكرية في صحراء ولاية الأنبار من تدمير وإبادة رتل كامل للجيش الصفويquot; في إشارة إلى الجيش العراقي وما يربطه من صلات قوية مع ايران. ويشير تعبير quot;الجيش الصفويquot; إلى الاسرة الصفوية التي حكمت إيران من القرن السادس عشر إلى القرن الثامن عشر.
وأضاف البيان أنّ quot;الجهد الأمني لولايتي نينوى والأنبار تمكن من رصد حركة هؤلاء وتتبع عملية التجميع والنقل السرية من النقاط الحدودية إلى المعسكرات ومن ثم تأكد أنّهم يسعون الى ترحيل الفارين وإعادتهم إلى سوريا عن طريق ولاية الأنبار عبر منفذ الوليد أو أحد المنافذ غير الرسمية القريبة منه فقام أسود الصحراء ورجال المهمات الصعبة بنشر الكمائن على الطريق المؤدي لتلك المنافذ.quot; وقال التنظيم إن وجود السوريين في العراق يظهر quot;التعاون الوثيقquot; بين حكومتي بغداد والأسد.
وألقت وزارة الدفاع العراقية مسؤولية الهجوم الذي أدى أيضًا إلى مقتل تسعة من الجنود العراقيين المرافقين للقافلة على جماعات سورية مسلحة قالت إنها تسللت إلى داخل الاراضي العراقية. ومنذ كانون الأول (ديسمبر) الماضي ينظم عشرات الآلاف مظاهرات في عدد من المحافظات السنية خاصة في محافظة الأنبار الغربية ضد ما يقولون إنه ممارسات الحكومة وتهميشها لهم.
وجبهة النصرة لأهل الشام منظمة سلفية جهادية تم تشكيلها أواخر سنة 2011 خلال أحداث سوريا وسرعان ما نمت قدراتها لتصبح في غضون أشهر من أبرز قوى الثورة وأقساها على جيش نظام بشار الأسد لخبرة رجالها وتمرسهم على القتال. ولا يعرف بالضبط ما أصل هذه المنظمة غير أن تقارير استخبارية أميركية ربطتها بتنظيم القاعدة في العراق. وقد دعت الجبهة في بيانها الأول الذي أصدرته في 24 كانون الثاني (يناير) عام 2012 السوريين للجهاد وحمل السلاح في وجه النظام السوري.
ومعظم عناصر الجبهة عند تأسيسها كانوا من السوريين الذين قاتلوا سابقًا في ساحات الجهاد في العراق وأفغانستان والشيشان وغيرها, ممن لهم خبرة طويلة في قتال الجيوش. والجبهة تضم كذلك مقاتلين عرباً وأتراكاً وأوزبك وشيشانيين وطاجيك وقلة من الأوروبيين.
وفي كانون الاول (ديسمبر) الماضي قامت الادارة الأميركية بتصنيف جبهة النصرة على أنّها جماعة إرهابية وهو الأمر الذي لقي رفضًا من ممثلي المعارضة السورية وقادة الجيش الحر وأطياف واسعة من الثوار.
اعتقال العيساوي يزيد التوتر
هذا واعتبر رئيس اقليم كردستان العراق مسعود بارزاني محاولة اعتقال قوة عراقية لوزير المالية المستقيل القيادي في القائمة العراقية رافع العيساوي عملاً استفزازيًا يزيد التوتر بين الاطراف السياسية ويعمق الشرخ الوطني بين مكونات الشعب.
وقالت رئاسة الاقليم إنها علمت أن قوة عسكرية حاولت القبض على العيساوي ولذا quot;فإننا نشجب هذا الاجراء الاستفزازي وندين مثل هذه الممارسات التي من شأنها اثارة المزيد من التوتر وتلبيد الاجواء السياسية المتدهورة وتعميق الشرخ الوطني بين مكونات الشعب العراقيquot;.
وحذّرت في بيان اليوم من quot;أن زج الجيش خلافاً للدستور، في الصراع السياسي والخلاف الدائر بين اطراف العملية السياسية والاصرار على اعتماده والتمادي فيه لن يسهم في الحيلولة دون تصعيد التوتر، وانما يشدد من وتيرته وتنجم عنه تداعيات وتبعات خطيرةquot;.
ومن جانبه استنكر نائب رئيس الوزراء لشؤون الخدمات القيادي في القائمة العراقية صالح المطلك محاولة اعتقال العيساوي. وقال بيان صحافي لمكتبه إن quot;المطلك ومعه القائمة العراقية يستنكرون محاولة الاعتداء التي تعرض لها العيساوي أثناء ذهابه لتأدية العزاء لرئيس المجلس المحلي لقضاء الرطبة غرب محافظة الأنبارquot;.
وأشاد المطلك بمواقف شيوخ عشائر الأنبار الذين رافقوا العيساوي ووجهوا بعدم الاحتكاك مع هذه القواتquot;، مبيناً أن quot;توجيه الشيوخ كان له الأثر الكبير في دفع فتنة كبيرة كادت أن تحصل لولا تدخلهم جراء تصرف لا مسؤول من قبل الأجهزة الأمنيةquot;. وأكد أنّه quot;وباقي قيادات العراقية لن يبقوا في مواقعهم ليكونوا شهود زور على عملية سياسية تستهدف شركاءها بهذه الطريقةquot; مشددًا على أنّ quot;ما قامت به بعض الأجهزة الأمنية لا يعبر عن رؤية حقيقية لبناء الدولةquot;.
rlm;وفي وقت سابق اليوم انتقد العيساوي بعد أن نجا من محاولة اعتقاله من قبل قوة عسكرية rlm;معززة بطائرات هليكوبتر عندما كان في طريقه إلى مدينة الرطبة غرب الأنبار سياسة رئيس rlm;الوزراء العراقي قائلاً إن quot;المالكي يراهن على الدم العراقي للبقاء في السلطةquot;.
وأضاف العيساوي القيادي في ائتلاف العراقية أن quot;عشائر الأنبار لن تفرّط في أبنائها، محذراً المالكي rlm;من مغبّة استفزازها أو التحرش بأبنائها ظلماًquot;. وكانت قوة عسكرية مدعومة بغطاء جوّي بطائرات rlm;عمودية حاولت قطع طريق موكب وزير المالية رافع العيساوي في محاولة لاعتقاله.rlm;
ووقعت هذه المحاولة غرب الرمادي، وكان بصحبة العيساوي النائب أحمد العلواني حيث تم تغيير rlm;طريق الموكب إلى الأنبار وسط أنباء عن مذكرة اعتقال أيضاً صادرة بحق قائد الصحوات السابق rlm;أحمد أبوريشة.
وكان العيساوي استقال من منصبه مؤخرًا احتجاجًا على عدم استجابة الحكومة لمطالب المحتجين في محافظات غربية وشمالية لكن المالكي رفض الاستقالةقبل التحقيقمعه حول مخالفات مالية وادارية لكن العيساوي اعتبر ذلك محاولة درج عليها المالكي لاسقاط خصومه السياسيين.
وزراء العراقية والأكراد قاطعوا اجتماع الحكومة
وتأتي هذه التطورات في وقت امتنع فيه وزراء القائمة العراقية والتحالف الكردستاني من المشاركة في اجتماع الحكومة الاسبوعي اليوم الثلاثاء. ويقاطع وزراء العراقية اجتماعات الحكومة منذ شهرين دعمًا للاحتجاجات الشعبية في محافظات عدة بينما جاء غياب الوزراء الأكراد بعد سحبهم إلى اربيل احتجاجًا على المصادقة على موازنة العراق العامة للعام الحالي 2013 من دون حضور النواب الأكراد ولعدم تضمينها مطالبهم بادراج نص يؤكد تسديد مستحقات الشركات النفطية الاجنبية العاملة في اقليم كردستان والبالغة اربعة مليارات دولار.
ومن جهته أكد وزير الخارجية هوشيار زيباري أن الوزراء الكرد مستعدون للانسحاب من الحكومة إذا أمر رئيس إقليم كردستان بذلك، فيما أكد نائب الأمين العام للاتحاد الوطني الكردستاني برهم صالح أن جميع الاحتمالات مفتوحة بشأن انسحاب الكرد من الحكومة.
وقال زيباري في حديث لعدد من وسائل الإعلام على هامش ندوة ملتقى السليمانية التي تنظمه الجامعة الأميركية في المحافظة إن quot;اجتماع الوزراء الكرد وممثلي إقليم كردستان في الحكومة الذي عقد قبل يومين مع رئيس الإقليم مسعود بارزاني جاء للتشاور وليس لانسحابهم من الحكومة العراقيةquot;.
وأضاف الزيباري أن quot;الوزراء الكرد مستعدون للانسحاب من الحكومة العراقية، إذا أمر بارزاني والقيادة الكردية بذلكquot; كما نقلت عنه وكالة quot;السومرية نيوزquot;. من جانبه أكد نائب الأمين العام للاتحاد الوطني الكردستاني برهم صالح أن quot;جميع الاحتمالات مفتوحة بشأن انسحاب الوزراء الكرد من الحكومةquot;.
وتأتي هذه التطورات في وقت أكدت المتحدثة باسم القائمة العراقية ميسون الدملوجي أن المالكي لا يهمه أن ينسحب جميع الوزراء من الحكومة كونه هو من يريد أن يهمش جميع الشركاء باتخاذ قرارات مجلس الوزراء بمفرده وأنه على استعداد لأن يدير جلسات مجلس الوزراء بمفرده. وأضافت في تصريح صحافي اليوم أن من الغريب أن تشترك القائمة العراقية بحكومة لا تعترف بالشراكة الوطنية وتتعمد تلك الحكومة أن لا تضع نظامًا داخليًا لمجلس الوزراء ينظم عمل المجلس.
وكشفت الدملوجي عن وجود لقاءات بين التيار الصدري، وقيادات من القائمة العراقية، والتحالف الكردستاني لدراسة امكانية عودة اجتماعات النجف واربيل..وقالت quot;إننا ننتظر رئيس الاقليم مسعود بارزاني بأمل نجاحه في جمع الاطراف على طاولة واحدة على الرغم من أن الجميع اصبحت لديه القناعة الكافية بعدم الثقة بشخص رئيس الوزراء وأن كل الاتفاقات التي يمكن أن تنتج عن اي اجتماع قد يتنصل عنها المالكي.
وأشارت الدملوجي إلى أن حوارات كتلتها مع الصدريين والكرد تتركز على ضرورة إيجاد الآليات الوطنية quot;لإنهاء التفرد في إدارة الحكم وتسيير شؤون الدولة باعتماد ما تضمنته اتفاقية أربيلquot;، التي تشكلت بموجبها الحكومة العراقية الحالية اواخر عام 2010، وورقة التفاهم التي قدمها التحالف الكردستاني ووافق عليها رئيس الحكومة العام الماضي من دون تنفيذها.
التعليقات