توسّعت الإحتجاجات في العراق من التظاهر ضد اعتقال عناصر حماية وزير المالية رافع العيساوي إلى المطالبة بإسقاط الحكومة وإطلاق المعتقلين، بعدما التحقت بمتظاهري الأنبار عشائر الصدر وأنصاره، وانضمت إليهم سامراء، وقطع الطريق الدولي إلى سوريا والأردن لليوم الرابع.


اتخذت السلطات العراقية إجراءات أمنية مشددة ودفعت بقوات حول تجمّع المتظاهرين إثر توسع الاحتجاجات التي تشهدها محافظة الانبار بانضمام وفود تمثل التيار الصدري بزعامة رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر، وعشائر الجنوب، إضافة إلى وفود شعبية من محافظات ديالى والموصل وصلاح الدين وكركوك وشيوخ قبائل ووجهاء من النجف والبصرة والكوت والديوانية والحلة والناصرية مع مئات رجال العشائر الذين يقودهم رئيس شيوخ عشائر الجنوب فاروق المحمداوي الذي أكد تضامنه مع مطاليب أهل الانبار.

وقد خرج المحتجون في تظاهراتهم اليوم تحت شعار quot;أربعاء الكرامة quot; حيث طالبوا بالتغيير هاتفين quot;الشعب يريد إسقاط النظامquot; داعين الحكومة إلى وقف إجراءاتها القمعية والتعهد بإصلاح المؤسسات العامة وتعديل مسار العملية السياسية وتجنب عمليات تسقيط الخصوم السياسيين إضافة إلى إطلاق سراح المعتقلين الأبرياء والإفراج عن النساء المعتقلات اللواتي تعرضن إلى الاغتصاب .

العيساوي يرفض الانجرار إلى حرب طائفية

وفي كلمة له بالمتظاهرين، قد وصف القيادي في العراقية وزير المالية رافع العيساوي الحكومة بأنها صانعة الأزمات ويجب أن ترحل، وأشار إلى أن قضية اعتقال عناصر حمايته سياسية بامتياز وليست قضائية.

وأضاف العيساوي quot;أن هذا الحشد الكبير ليس حزبياً ولا انتخابياً، وانما هو حشد شعبي، فأهل الأنبار ومعهم الأحرار الذين جاؤوا للتعبير عن سخطهم على سياسات القهر الذي يتعرضون له، وهو حشد لا يفرق بين ابناء العراق وانما يدعو إلى الوحدة والتضامن بين جميع العراقيين بلا استثناءquot;. وشدد على ان الظلم الذي وقع على السنة العرب في العراق لم يكن وراءه الشيعة العرب الذين يعانون مثل ما يعاني أهل السنة ولكنه من تدبير ثلة معروفة في توجهاتها وأجندتها، ضد كل المخلصين والخيّرين من أبناء الشعب العراقي، في إشارة إلى رئيس الوزراء نوري المالكي وائتلاف دولة القانون الذي يتزعمه.

وأشار إلى quot;ان العصابة التي اعتقلت حمايتي دنست الجيش العراقي وسمعتهquot; وقال إن افراد حمايته quot; مخطوفون من قبل ميليشيات وليسوا معتقلينquot;. وأشار إلى ان حشود المتظاهرين المحتجين في الانبار يمثلون مختلف مكونات وقطاعات الشعب العراقي. وشدد على ان quot;الظلم وقع على المكون السني، ولكن هذا لن يدفعنا إلى جر البلاد إلى حرب طائفية فنحن حماة العراق واهلهquot;. واشار إلى ان quot;الحكومة الحالية هي التي تخلق الأزمات، فمرة ازمة مع الاخوان الأكراد ومرة ازمة مع العرب الشيعة ومرة مع التيار الصدريquot; .
واضاف مخاطبا المتظاهرين بقوله quot;إن المادة الرابعة ارهاب، والمخبر السري وسياسة الملفات تحت اقدامكمquot;. وقال quot; انا واخوتي سنعود إلى بغداد العراقيين جميعاً ونحن لن نتركهاquot; داعياً المعتصمين إلى أن quot;يثبتوا على مطالبهم وان يكونوا هم المفاوضين مع الحكومةquot;.

ومن جهته، أعلن مجلس علماء العراق فرع سامراء (125 كم شمال غرب بغداد) اليوم عن بدء أهالي القضاء بتنفيذ عصيان مدني بمشاركة أعضاء من مجلس المحافظة، والنائب الأول للمحافظ. ويطالب المعتصمون بإطلاق سراح المعتقلات والمعتقلين وإرجاع الجوامع المغتصبة، وإقرار قانون العفو العام وإلغاء قانون المساءلة والعدالة واعتماد التوازن في الأجهزة الأمنية .

تأجيل جلسات البرلمان حتى 8 الشهر المقبل

وقد انعكست الأزمة التي تواجهها البلاد حاليا على اجتماعات مجلس النواب بسبب عدم حضور الاعضاء لليوم الثالث، وفشل تحقق النصاب القانوني للانعقاد ما أرغم رئاسة البرلمان على تأجيل أعمال المجلس حتى الثامن من الشهر المقبل.

وفشلت محاولات قام بها نواب الأنبار لإنهاء عملية إغلاق الطريق الدولي السريع الذي يربط بغداد بعمان ودمشق، والذي يقوم به محتجون وإنهاء اعتصام ينفذه عدد من رجال الدين وأبناء العشائر في المحافظة. واشترط المحتجون لإنهاء فعالياتهم استجابة الحكومة خلال 24 ساعة لمطاليبهم بإطلاق سراح المعتقلات وتصحيح مسار العملية السياسية والكف عن استهداف الرموز الوطنية ومشاركة المكون السني في إدارة المؤسسات الأمنية والحكومية .

وكان وزير المالية رافع العيساوي قد أعلن في مؤتمر صحافي الخميس الماضي بحضور عدد من قادة القائمة العراقية التي يتزعمها اياد علاوي رئيس الوزراء العراقي الاسبق ان قوة وصفها بـquot;الميليشياquot; اعتقلت افراد حمايته. واشار إلى quot;أن قوة من الميليشيات اعتقلت افرادًا من حمايتي امس وعند ابلاغ رئيس الوزراء بذلك وعدنا بالتدخل وقد تفاجأنا اليوم باختطاف جميع افراد فوج حمايتي ومسؤولهمquot;. وأضاف quot;احمل المالكي مسؤولية اختطاف افراد حمايتي وعليه تحمل مسؤوليته وقد حاولنا الاتصال به اليوم انا ورئيس مجلس النواب الا انه اغلق هاتفه quot;، مشيرا إلى أن quot;المالكي يحاول خلق أزمة جديدة بفعلته هذه غير القانونية ولا نعلم إلى اين يريد جرّ البلاد فاذا كانت ضربة لنا قبل الانتخابات فانه ودولة الميليشيات واهمون وندعوهم لمراجعة موقفهم ونؤكد اننا لن نخاف حتى لو اعتقل جميع افراد الحمايةquot;.