لم تسفر عمليات التصويت بعد عن انتخاب رئيس للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، والأمل معقود على جولة جديدة من التصويت اليوم السبت.


لوانا خوري من بيروت: انقضى اليوم الثاني من اجتماعات الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية في إسطنبول، ولم يتصاعد الدخان الأبيض، ما يؤشر إلى فشل القوى المنضوية تحت لواء هذا الائتلاف في اختيار رئيس له، خلفًا لأحمد معاذ الخطيب، الذي استقال في آذار (مارس) الماضي. وينتظر أن تجري جولة ثانية وأخيرة من التصويت اليوم، عسى أن يتم التوافق على اسم لا خلاف عليه.

وبعد جولة أولى من التصويت، جرت مساء الجمعة، انحصرت المنافسة على رئاسة الائتلاف بين أحمد عاصي الجربا، ممثل جناح المعارض ميشيل كيلو، ومصطفى الصباغ، الأمين العام الحالي للائتلاف،وتصدر الجربا بفارق ثلاثة أصوات فقط.

وبحسب ما أفاد به المكتب الإعلامي للائتلاف، حاز الجربا 49 صوتًا، والصباغ 46 صوتًا، ولؤي الصافي عشرة أصوات، وزياد أبو حمدان صوتين فقط. ولا يفوز أي مرشح برئاسة الائتلاف إلا إذا نال أكثرية 58 صوتًا.

كما أفاد المكتب بأن سهير الأتاسي فازت بأحد منصبي نائب رئيس الائتلاف، بينما انحصرت المنافسة على المنصب الثاني بين محمد فاروق طيفور وسالم المسلط وواصل الشمالي. كما يتنافس أنس العبدة وبدر جاموس على منصب أمين عام الائتلاف.

صافي ينفي
كان اختيار الرئيس الجديد للائتلاف مقررًا في أواخر أيار (مايو)، لكن التصويت أرجئ بسبب عدم التوصل إلى اتفاق خلال ثمانية أيام من اللقاءات جرت على مدار الساعة، وانكشفت خلالها محاولات التأثير التي تمارسها السعودية وقطر في عملية الاختيار، علمًا أن المعارضين السوريين استطاعوا توسيع هامش حركتهم، بالرغم من سيطرة الإخوان المسلمين على الائتلاف، بدعم من قطر.
كما تردد أن السعودية تقدم الدعم إلى الجربا، ليكون لها الأثر الأكبر في اتخاذ القرار داخل أروقة الائتلاف، ولتقليص تأثير الإخوان المسلمين. وهذا ما نفاه لؤي صافي، عضو الهيئة السياسية في الائتلاف، في حديث للرأي الكويتية، قائلًا: quot;إن الدول الشقيقة والإخوان يدعمون مطالبهم، والصراع السياسي بين الكتل ليس حول وجهة الثورةquot;. كما أكد صافي أن لا ضغوط قطرية أو سعودية تمارس على الكتل من أجل التصويت أو دعم شخصية معيّنة لرئاسة الائتلافquot;.

حمص تستغيث
يأتي هذا الاجتماع في مرحلة مصيرية تعيشها الثورة السورية، بعدما أصيب مقاتلو المعارضة ببعض النكسات في القصير، ومناطق أخرى في سوريا، وتراجعهم أمام الجيش النظامي المدعوم من مئات مقاتلي حزب الله. وهذا ما يجب أن يكون دافعًا لتجاوز كل العقبات من أجل توحيد الصفوف سياسيًا، خصوصًا أن حملة النظام السوري على حمص مستمرة، إذ بدأ الجيش السوري الاثنين الماضي حملة عنيفة لاسترداد أحياء في المدينة يسيطر عليها الجيش الحر، علمًا أن حمص هي عقدة مواصلات أساسية بين شمال البلاد وجنوبها.

وقد أفاد المركز الإعلامي السوري بأن القنابل الكيماوية تسقط بكثافة على أحياء حمص، بينما وجَّه الائتلاف نداءً من أجل الحصول على السلاح الضروري لمنع سقوط حمص، التي تشهد حملة عسكرية غير مسبوقة.

وكان مجلس الأمن فشل أمس الجمعة في اعتماد بيان يطالب بالسماح بدخول مساعدات إنسانية إلى مدينة حمص، التي تكثف قصف قوات النظام السوري عليها خلال الأيام القليلة الماضية، بسبب عدم موافقة روسيا على نص البيان.