ترى مصادر في المعارضة السورية أن معاذ الخطيب قد يعود عن استقالته مقابل توسيع الائتلاف المعارض ليضم عددًا أكبر من النساء وممثلي الطائفة العلوية، فيما ثمّن الغرب أداء الخطيب بتحويله الأزمة في قيادة المعارضة إلى فرصة لإحداث تغيير حقيقي في صفوفها.


لندن: أخذت المعارضة السورية تكثف جهودها لنيل دعم الغرب والمجتمع الدولي عمومًا بعد قرار القمة العربية التي اختتمت أعمالها في الدوحة يوم الثلاثاء منحها مقعد سوريا. وألقى رئيس الائتلاف الوطني للمعارضة السورية معاذ الخطيب الذي أعلن استقالته من رئاسة الائتلاف يوم الأحد، كلمة مؤثرة أمام القادة العرب وصف فيها ما يجري في سوريا بأنه quot;صراع بين الحرية والعبوديةquot;.

وكشف الخطيب أنه طلب من وزير الخارجية الأميركي جون كيرس توسيع نطاق منظومة صواريخ باترويت على الحدود التركية السورية ليغطي شمال سوريا من أجل حماية المدنيين ضد الطيران العسكري للنظام السوري.

وأضاف الخطيب أن كيري وعده بدراسة طلب المعارضة في هذا الشأن وأن المعارضة ما زالت تنتظر قرار حلف الأطلسي لحماية أرواح السوريين وليس القتال نيابة عن المعارضة. ولكن متحدثًا باسم حلف الأطلسي قال إن الحلف لا يعتزم التدخل في الأزمة السورية بمثل هذا الاجراء.

وفاء بالعهود

من جهة أخرى قال مسؤولون في المعارضة السورية إنها تتوقع من بريطانيا وفرنسا الوفاء بما تعهدتا به لتسليح الجيش السوري الحر إذا أصرت الدول الأخرى الأعضاء في الاتحاد الاوروبي على إبقاء الحظر المفروض على إرسال السلاح الى سوريا. واضاف المسؤولون ان المعارضة السورية ستعمل على انتزاع مقعد سوريا من النظام في الأمم المتحدة ايضا رغم معارضة روسيا والصين.

لا ذكر للإستقالة

ولم يأت الخطيب على ذكر استقالته في الكلمة التي نالت تقديرًا وتثمينًا واسعين بتركيزها على حق الشعب السوري في تقرير مستقبله بإرادته بعيدًا عن أي تدخل خارجي. وتوجه الخطيب الى القادة العرب المجتمعين في قمة الدوحة قائلا quot;سلام الله عليكم من الأرامل والأيتام، من المعذبين والمضّطهدين، من الجرحى والمعاقين، من السجناء والمعتقلين، من المهاجرين والمشرّدينquot;.

وأشار الخطيب إلى أنّ السوريين هم الشعب الوحيد في العالم الذي قُصفت مخابزه بالطائرات وانه يدفع ثمن حريته بدمه.

توسيع الائتلاف

ونقلت صحيفة الغارديان عن مصادر قريبة من الخطيب أنه من المرجح أن يسحب استقالته مقابل توسيع الائتلاف ليضم عددًا أكبر من النساء وممثلي الطائفة العلوية والأقليات الأخرى ومعارضة الداخل وتحويل الائتلاف إلى مؤتمر وطني يمثل سائر مكونات الشعب السوري. وقال مراقبون إن من شأن هذا التوسع أن يضعف نفوذ الاخوان المسلمين في الائتلاف بالمقارنة مع قوة الأطراف الأخرى.

وعبر الخطيب عن ثقته برئيس الحكومة الموقتة غسان هيتو الذي يرى كثيرون انه كان مرشح الاخوان المسلمين وقطر، بحسب صحيفة الغارديان ناقلة عن مسؤولين في المعارضة انهم يأملون بأن يقيم هيتو اطارا تنظيميا يدير المناطق المحررة فيما يتولى الخطيب مسؤولية العمل في الخارج.

فرصة للتغيير

وأبدت الحكومات الغربية ارتياحها إلى أداء الخطيب بتحويله أزمة في قيادة المعارضة تبدت بتقديم استقالته إلى فرصة لإحداث تغيير حقيقي في صفوفها ولكنها ما زالت تنظر بعين الشك الى قدرة المعارضة على تذليل انقساماتها وصراعاتها الفئوية. كما تشدد العواصم الغربية على معالجة القضية المتمثلة بالعلاقات المتوترة في احيان كثيرة بين قادة المعارضة في الخارج والمقاتلين على الأرض في الداخل.

ودافع الخطيب عن وجود مقاتلين أجانب في صفوف المعارضة المسلحة ولكنه ناشد اولئك الذين تحتاجهم عائلاتهم العودة الى أهلهم في تنازل صغير إزاء مخاوف الغرب من صعود وانتشار جماعات جهادية مثل جبهة النصرة. كما طالب برحيل المستشارين الذين ارسلتهم ايران وروسيا وحزب الله اللبناني لدعم نظام الأسد.

وتوقع مراقبون أن يشعر النظام السوري بالقلق إزاء وجه الشبه بين منح مقعد سوريا للمعارضة وقرار الجامعة العربية الاعتراف بالمعارضة الليبية قبل أشهر على إسقاطها نظام القذافي بدعم من حلف الأطلسي. ولاحظ المراقبون أن التلفزيون السوري الرسمي لم ينقل وقائع القمة العربية بل استعاض عنها ببرنامج نسائي حول المكياج.