تحظى انتخابات مجلس الأمة الكويتي اليوم باهتمام دولي لافت، تمثل في وفود صحافية دولية وفرق مراقبة عالمية وأكاديميين حضروا إلى الكويت، ليشهدوا يومًا تحتذي به كل الديمقراطيات في العالم الحديث، وفي خدمتهم مركز إعلامي متكامل.


الكويت: مع اقتراب ظهيرة يوم quot;انتخابات أمة 2013quot;، مال الإقبال إلى التراجع، بفعل ارتفاع حاد في درجات الحرارة. لكن ذلك لم يؤثر على الجو الإيجابي الذي اتسم به اليوم الانتخابي منذ الصباح. فقد أعرب عدد من الأكاديميين الدوليين والصحافيين الأجانب، الذين يزورون الكويت لمتابعة الانتخابات البرلمانية، عن تفاؤلهم بارتفاع نسبة المشاركة في التصويت لانتخاب أعضاء مجلس الأمة الرابع عشر.

فقد نقلت وكالة الأنباء الكويتية عن كريستين كاو، وهي طالبة دكتوراه في جامعة كاليفورنيا في لوس أنجيليس، عن اعتقادها بأنه سيكون هناك إقبال أكبر هذه المرة، مقارنة بالانتخابات التي جرت في كانون الثاني (ديسمبر) الماضي، مؤكدةً أن ارتفاع نسبة المشاركة يعتبر أفضل في الانتخابات.

وبحسب بيانات وزارة الإعلام الكويتية، شهدت الانتخابات الماضية مشاركة 43 بالمئة من الناخبين، مقارنة مع انتخابات شباط (فبراير) 2012، التي سجلت نسبة مشاركة 60 بالمئة. ويزور عدد من الصحافيين الغربيين الكويت، بناء على دعوة من الحكومة الكويتية، لتغطية الانتخابات التشريعية، كما يتواجد فريق مراقبة دولي، مكوّن من 35 فردًا، لمراقبة عملية التصويت.

ذاكرة مؤسسية
بنت كاو تفاؤلها هذا بشأن ارتفاع نسبة المشاركة في انتخابات quot;أمة 2013quot; على استطلاعات للرأي تابعت نتائجها، وأشارت إلى أن تقارير صحافية تتحدث عن نسبة مشاركة تصل إلى 53 بالمئة، quot;إلا أن هذه النسبة مازالت أقل مما كانت عليه خلال انتخابات العامين 2008 و2009quot;.

وقالت: quot;تنبغي الإشادة بالكويت لامتلاكها واحدة من أكثر الثقافات السياسية حيوية، وصاحبة أكثر مشاركة في الخليج، وبالتأكيد في منطقة الشرق الأوسطquot;. كما أشادت بالحكومة الكويتية quot;التي كانت سخية، لدرجة أن تحضرنا إلى هنا للمتابعة، وكل هذا يظهر إيمانها بشفافية وقوة انتخاباتهاquot;.

وأضافت: quot;ذهبنا إلى المركز الانتخابي أمس، حيث كانوا يسجلون المرشحين، ويعدون بطاقات الاقتراع، وتابعنا العملية بكاملها ويمكنني القول إن لديهم جميع الإجراءات المطلوبة لإجراء انتخابات نظيفة ونزيهةquot;.

وتابعت قائلة: quot;أمضيت شهورًا في الكويت أدرس الانتخابات، وأسأل الناس عن آرائهم، وحقيقة أن الجميع مشترك في السياسة في هذه الدولة أمر مثير للإعجاب، وتمكنك رؤية هذا في الطريقة التي ينظم من خلالها المرشحون حملاتهم، فالكويت تتمتع بواحدة من أكثر السياسات المفعمة بالحياة، ولديها تاريخ طويل من الانتخابات، ونحن نسمّي هذا ذاكرة مؤسسية تتعلم من خلالها الشعوب سبل التصويت الأمثلquot;.

وقال مراسل وكالة كيودو اليابانية للأنباء في الشرق الأوسط ومدير مكتبها في القاهرة كنجي هاسيغاوا: quot;حصلت تظاهرات كبيرة في شهري تشرين الأول (أكتوبر) وتشرين الثاني (نوفمبر) 2012، لكن بعد الانتخابات في كانون الأول (ديسمبر) الماضي يبدو أن الوضع هادئ الآنquot;. ووصف استعدادات الكويت بأنها ممتازة، quot;خصوصًا أن الانتخابات تجري في منتصف فصل الصيف، في وقت يقدر فيه خبراء الأرصاد درجات الحرارة بنحو 50 درجة مئوية في منتصف اليوم، وهذا يتزامن أيضًا مع صيام شهر رمضانquot;.

مركز إعلامي متكامل
من ناحية أخرى، قال طارق المزرم، الوكيل المساعد لقطاع الإعلام الخارجي في وزارة الإعلام، إن المركز الإعلامي لانتخابات أمة 2013 يقوم بدور فاعل في تغطية الانتخابات. وأضاف لوكالة الأنباء الكويتية أن المركز يعنى بخدمة ممثلي وسائل الإعلام العربية والأجنبية المشاركة في تغطية الانتخابات، quot;وقد تم تجهيزه بجميع وسائل الاتصال التقنية والبث المباشر لتحقيق التفاعل والتواصل بمختلف أشكاله، وتزويد المؤسسات الإعلامية بالمعلومات المطلوبة والمواد والمطبوعات التعريفية الخاصة بالكويت، فهناك أستوديو خاص للإذاعة، وآخر للتلفزيون، كما يتضمن أجنحة خاصة لبعض الجهات، مثل وزارة الإعلام والمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب ووكالة الأنباء الكويتيةquot;.

وقال المزرم إن المركز سيقدم الخدمات الإعلامية إلى مراسلي الصحف ووكالات الأنباء العربية والأجنبية، وسيزوّدها بالمعلومات والبيانات الخاصة بالانتخابات، إلى جانب تنظيم زيارات ميدانية للصحافيين، الذين يمثلون وسائل إعلام في دول مجلس التعاون الخليجي وأوروبا وأميركا إلى مراكز الاقتراع، للإطلاع عن كثب على مجريات العملية الانتخابية.

أضاف: quot;تمت دعوة أكثر من 50 صحافيًا، وأكاديميين مهتمين بالشأن الكويتي، يمثلون جامعات مهمة، منها جامعتا جورجيا و(يو.سي.ال.أيه) الأميركيتان، ومركز (تشاثم هاوس) للدراسات البريطاني، كما تم منح تأشيرات دخول إلى الكويت لإعلاميين، بينهم ممثلو هيئة الإذاعة البريطانية وإذاعة صوت أميركا وراديو سوا وسكاي نيوز وقنوات الجزيرة والعربية والحرة.