خاطب أحمد الجربا أصدقاء الشعب السوري، فأكد على ضرورة تنفيذ توصيات جنيف - 1، كتشكيل حكومة انتقالية بلا بشار الأسد، ليشارك الائتلاف المعارض في جنيف - 2، وطالب حزب الله والحرس الثوري الإيراني بالرحيل عن سوريا.


بهية مارديني: وجّه أحمد الجربا، رئيس الائتلاف السوري المعارض، أمام اجتماع أصدقاء الشعب السوري الموسّع في الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك ليل أمس الخميس، رسائل متعددة للأطراف العربية والإقليمية والدولية حول جنيف -2 وآفاق الحل السياسي.

وكانت أبرزها أن الائتلاف لن ينخرط في جنيف-2 ما لم تكن هناك بيئة ملائمة تتمثل في غطاء عربي، quot;نرى فيه ضمانة حقيقية للشعب السوري٬ إضافة إلى الضمانات الدولية الملزمةquot;. وكشرط رئيس، شدد الجربا على ضرورة مغادرة الحرس الثوري الإيراني وميليشيات أبو الفضل العباس وحزب الله الأراضي السورية فورًا.

ميليشيات طائفية
وحضّ الجربا على إقرار الأطراف بأن الهدف من مؤتمر جنيف-2 هو تنفيذ بيان جنيف-1، المتمثل في نقل سوريا إلى النظام الديمقراطي، وإتمام المفاوضات ضمن جدول زمني واضح. ولفت إلى وجوب اتخاذ الإجراءات لبناء الثقة في إطلاق سراح المعتقلين، وفكّ الحصار عن البلدات والمدن المنكوبة والمحاصرة، وإمدادها بما هو ضروري لاستعادة حياتها الطبيعية.

وبعدما تحدث عن الوضع الإنساني وحصار المناطق واستخدام النظام للسلاح الكيميائي، طالب المجتمع الدولي والهيئات الدولية بتحمّل مسؤولياتهم في موضوع المختطفين والمعتقلين، وكشف عن الحرب الدعائيّة التي يمارسها النظام بهدف الإساءة إلى الثورة وتصويرِ نفسهِ على أنه يواجهُ مجموعةً من المتطرفين والإرهابيين.

وتساءل الجربا: quot;ماذا يمكن أن نسمّيَ جماعاتِ القتلِ المرسلة من جانب إيران وحزب الله إلى بلادنا؟. إنها ميليشيات طائفية تمارسُ سائرَ فنونِ القتل والجريمة ضد الأبرياء والآمنينquot;.

وأشار الجربا إلى أن الشعب السوري من أكثر شعوب الأرض مناصرة للسلام والاعتدال والتسامح والتعايش، quot;وما نراه اليوم من جماعات مرتبطة بتنظيم القاعدة لا علاقة له بالشعب السوري ولا بثورته ولا بجيشه الوطني الحر، فظهور التطرف أتى بدعم وتخطيط من النظام، الذي راهن على تحويل ثورة الحرية إلى اقتتال أهلي ومذهبي، وصنع العديد من التنظيمات الإرهابية وسلًحها وجعلها تقوم بمهامه في المناطق الذي خرج منها، بينما جاء بعضها الآخر من وراء الحدود كي يسرق ثورتنا، وهذه الظاهرة نمت وترعرعت في ظلِّ التقاعس الدولي عن حماية الشعب السوريquot;.

لمحاكمة الأسد
وقال الجربا: quot;إن إبقاء مجرم الكيميائي طليقًا وصمة عارٌ على جبين المجتمع الدولي والإنسانيّة، بل سلوكٌ يقوِّض أسس الشرعيّة الدوليّة والقانون الدوليّ والإنسانيّ، ويجعل شعبَنا وكلَّ شعوبِ العالمِ تشعر بأن ما يقال عن حقوق الإنسان والشرعية الأخلاقية والإنسانية لا يؤخذ على محمل الجدquot;، مطالبًا بإحالة مرتكبي مجزرة الكيميائي إلى محكمة الجنايات الدوليّة.

وأضاف: quot;من الغريب وغير المعقول أن يؤخذ السلاح الكيميائي ويترك المجرم الذي استخدمه طليقًاquot;. واعتبر أنه لا أفقَ للسوريين إلّا برحيلِ هذا النظام، quot;ففي رحيله حرية السوريّين، وتحقيق السِّلم الأهليِّ والمصالحة الوطنيّةquot;. وأعرب عن التزام الائتلاف الوطني السوري بإيجاد حلّ سياسي على أساس تنفيذ بيان جنيف-1، الذي ينص على تفاصيل واضحة وملموسة حول المرحلة الانتقالية، بما في ذلك تشكيل حكومة انتقالية ذات صلاحيات كاملة، تشمل الجيش والأمن والقضاء٬ ووضع جدول زمني لإجراء انتخابات ديمقراطية، quot;فالحلّ السياسيّ الذي يبقي على رأسِ النظامِ وطغمتِه ليسَ حلًا، لأنه يكافئُ المجرمَ على جرائمهquot;.

وحدد الجربا مفاتيح مهمة يجب العمل عليها، quot;وهي إعادةَ بناءِ الجيشِ السوري على أسس وطنيّة تحدِّد وظائفَه بحمايةِ الوطن وصون وحدته وحراسة ثرواته، وإبعادَه عن الولاءاتِ الحزبية والضيِّقة، وبناء أجهزة الأمن على أسسٍ تجعلُ منها حارسًا لمصالح المواطنين، تصونُ حياتهم وممتلكاتهم وتحمي حرياتِهم، وتكون محددّةَ المرجعيّات والمسؤوليّات وخاضعةً للمساءلة القانونية، وبناءَ هيئةٍ قضائيةٍ مستقلةٍ تكون حكمًا ف يما يواجه مواطناتنا ومواطينيناquot;.