قال أحمد الجربا إن لديه دلائل على استخدام النظام السوري السلاح الكيميائي ضد شعبه، طالبًا محاسبته على جرائمه، قبل البحث في عقد جنيف-2.


وسط الحديث عن تسوية دولية بشأن سوريا، أكدت مصادر في الائتلاف الوطني السوري المعارض من نيويورك لـquot;ايلافquot; أن رئيس الائتلاف أحمد الجربا أكد، خلال لقاءاته المختلفة مع مسؤولين عرب وغربيين على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، على امتلاكه دلائل على استخدام النظام السوري السلاح الكيميائي في سوريا.
وأشار إلى تصريحات الرئيس السوري بشار الاسد حول عدم وجود مشكلة من جهة السلطات في تأمين وصول المفتشين الدوليين إلى مواقع تخزين الاسلحة الكيميائية، إذ قال الاسد في مقابلة اجراها معه التلفزيون الصيني quot;سي سي تي فيquot; أن الأسلحة الكيميائية في سوريا موجودة في مناطق ومواقع آمنة، وهناك سيطرة كاملة عليها من قبل الجيش العربي السوري، الامر الذي يؤكد أن النظام السوري هو الذي استخدمها، طالما انها باعترافه بحوزته وتحت سيطرته ولابد من محاسبته وعقابه على جرائمه التي يحصد بها ارواح المدنيين بالسلاح التقليدي والكيماوي، وذلك بحسبما نقل عن الجربا وما ستؤكد عليه كلمته امام عدد من الوزراء في نيويورك والمؤتمر الصحافي الذي سيعقده هناك اليوم.
لافروف يناقض الأسد
ولفتت المصادر إلى أن تصريحات وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف تناقض تصريحات الاسد، محاولًا اجراء رتوش تجميلية عليها حين قال إن المعطيات الروسية حول سوريا تثبت وقائع سيطرة المسلحين على المناطق التي كانت تقع فيها مستودعات السلاح الكيميائي. وقال لافروف في مقابلة مع القناة الأولى الروسية: quot;أثناء عمل مفتشي منظمة حظر الأسلحة الكيميائية تمهيدًا لوضع مواقع تخزين السلاح الكيميائي تحت المراقبة، يجب على من يمول مجموعات المعارضة، والمتطرفة منها، أن يجد طريقة لمطالبتها بتسليم ما جرى الاستيلاء عليه ويجب تدميره وفقا لاتفاقية حظر الأسلحة الكيميائيةquot;.
واعتبر لافروف أن موعد تدمير الكيميائي السوري موعد واقعي. وقال: quot;تم الاتفاق على وتائر العملية مع الشركاء الأمريكيين، الذين اقترحوا الأغلبية المطلقة من المؤشرات التي تخص زمن وفترة وإطلاق العملية واختتامهاquot;.
أولوية أممية
كان الجربا قد أكد بعد لقائه جون كيري، وزير الخارجية الأميركي، الثلاثاء في نيويورك، quot;اننا في لحظات حاسمة من المناقشات حول الأزمة الإنسانية الرهيبة في سوريا، والتي سببها الأسد وهو المسؤول الوحيد عن إطالة عمرها، ويجب أن نستغل هذه الفرصة كي ننهي هذه الحرب ضد الشعب السوري ونحاسب هذا النظام المجرمquot;. ولفت إلى أن الائتلاف يود أن يضمن أن عملية نزع الأسلحة الكيميائية لن تستمر عدة سنين كما يريد النظام، الذي يرى مصلحته في أن تتأخر هذه العملية إلى أجل غير مسمى، بينما يستمر في ارتكاب الفظائع بحق السوريين مستخدمًا الأسلحة التقليدية، ولذلك يجب أن تكون أولوية المجتمع الدولي القصوى إيقاف الأسد فورًا ومنعه من الاستمرار في ارتكاب الفظائع الجماعية بحق المدنيين بدل أن يترك ذلك للعمل الدبلوماسيquot;.
واعتبر الجربا أن الطريقة الوحيدة لإنهاء هذه الحرب هي أن يتنحى الأسد، ويسمح للديمقراطية بأن تعود لسوريا، quot;ولا يمكن الوصول إلى هذا إلا إذا أجبر المجتمع الدولي نظام الأسد على قبول هذه الشروطquot;.
لجدول زمني واضح
وطلب الجربا من الولايات المتحدة أن تعلن عقد مؤتمر فوري يرتكز على مفهوم أساسي، وهو وجوب التزام جميع الأطراف بعملية انتقال نحو الديمقراطية، ووقف هجمات قوات الأسد على المدنيين فورًا، وتشكيل حكومة انتقالية ذات صلاحيات تنفيذية كاملة، quot;ويجب أن يكون هناك جدول زمني واضح واتفاق يضمن محاسبة أفراد نظام الأسد، المسؤولين عن جرائم حرب ضد المدنيين، وأن أولئك المجرمين لن يكونوا أبدًا جزءًا من سوريا الديمقراطية في المستقبل، ويجب على نظام الأسد وحلفائه أن يؤكدوا على حضورهم وفق هذه الأسس. وفي حال عدم موافقتهم، فإن ذلك سيكشف الطرف الذي يعرقل الحل، ويقف في وجه وقف الأزمة، والانتقال نحو الديمقراطية في سورياquot;.
وأضاف: quot;إن لم تكن تلك المفاهيم الأساسية من ضمن أهداف أي مؤتمر، فلن يكون ذلك المؤتمر فاعلًا في إيقاف قتل السوريين، وسيكون انحرافًا عن هدفه النهائي، وهو التحول الديمقراطي في سورياquot;. كما قال: quot;عندما نتحدث عن جنيف، يجب توضيح هدف المؤتمر وهو تشكيل حكومة انتقالية بصلاحيات تنفيذية كاملة كي تصل بسوريا إلى مستقبل ديمقراطي، ولذلك فإن الموقف الدولي في هذه الأوقات يحتاج لقيادة الولايات المتحدة، والقيام بما يجب لوضع حد لهذه الحربquot;.
خلافات وهمية
وحول الخلاف الدولي حول سوريا وملف السلاح الكيماوي، قال فهد الرداوي، مدير مكتب تيار التغيير الوطني المعارض، لـquot;إيلافquot;: quot;انهم يسوقون خلافًا هزليًا وعدم التقاءٍ في وجهات النظر، لكن العلاقة الحميمة من تحت الطاولة في أرقى مستوياتها، ومصلحة روسيا إيجاد شراكة مع الولايات المتحدة لمحاربة النفوذ الاسلامي المتطرف، ومصلحة أميركا هي الترسانة الكيماوية السورية لضمان عدم وقوعها بيد الاسلاميين المتشددين وتهديد أمن اسرائيل الحليف الأبرز لها في المنطقة وفي نفس الوقت استعادة هيبة خطوطها الحمراءquot;.
الرداوي اعتبر أن اللعب بات على المكشوف، فالدب الروسي يحصد مليارات الدولارات الخليجية من خلال عقود كثيرة منها العسكرية والنفطية، الأمر الذي سيمنح روسيا تواجدًا اقتصاديًا في الخليج المرتبط أصلًا بالدولار, وهذا الشيء الذي كانت تفتقده روسيا ما يعكس لنا متانةٍ في شراكة أميركية ndash; روسية، تعيش في أفضل حالاتها منذ عقودٍ طويلة. ورأى أن التواجد الروسي، الصديق الحميم لإيران النووية في الخليج يحمل مؤشرًا خطيرًا جدًا، ولا يغيب عن ذاكرتنا كيف سلمت أميركا العراق لإيران التي تزعم بأنها عدوة لها.
وتوقع الرداوي أن الاتفاق الأمريكي الروسي سيكون بمثابة خط بياني وبوصلة نحو جنيف-2، quot;وخارطة طريق تتضمن آليةً لإخراج السلاح الكيماوي من سوريا، بجدول زمني يوصل نظام الأسد لنهاية ولايته من دون غالب أو مغلوب، مع ترك سوريا ساحة نزاع لتصفية الحسابات بين كثير من الدول.