أكد المعارضون السوريون أحمد الجربا واللواء سليم إدريس وديلاور السباهي أن لا وجود لقضية الاقليات في سوريا، بل هي فزاعة رفعها النظام بوجه الغرب، مستدرًا عطفه. وقالوا إن سوريا المواطنة الحقة هي ما يريده السوريون جميعًا.
يكاد يكون ملف الاقليات هاجس كل المسؤولين الغربيين في لقاءاتهم مع المعارضين السوريين، على الرغم من التطمينات التي تقدمها المعارضة. وفي حديث quot;إيلافquot; مع احمد الجربا، رئيس الائتلاف السوري المعارض، واللواء سليم ادريس، رئيس هيئة الأركان في الجيش السوري الحر، ومع المعارض السوري ديلاور السباهي، عضو تيار التغيير الوطني، كان الاجماع واضحًا على أن الاقليات السورية جزء لا يتجزأ من الشعب السوري المقهور.
إعادة نظر
يرى الجربا أن مكونات الشعب السوري هي من قادته إلى موقعه اليوم في رئاسة الائتلاف الوطني. وأشار إلى ان لا وجود لنزيف أو لمخاوف الاقليات إلا في الفزاعة التي صدرها النظام للغرب، quot;فمخاوف الأقليات السورية ناتجة من السياسة السلطوية للنظام السوري، من الاب إلى الابن، والتي استمرت أربعين عامًاquot;.
ويؤكد ادريس منع النظام للسوريين من طرح أي موضوع او فكرة تتصل ببنية مجتمعهم، ويلفت إلى أن مجرد ذكر الطوائف كان جريمة لا تغتفر، وتعتبر خيانة لوحدة الشعب والوطن، فكم الأفواه كان يمنع التلميح او التصريح عن مشكلة طائفية نشأت في حكم الاسد.
ويقول السباهي إن النظام السوري حاول تفتيت الشعب ليبقى في الحكم، وحاول زرع الفتنة بين مكوناته. ويتشارك الجربا وإدريس في وجوب إعادة النظر في فكرة مصطلح الاقليات في سوريا، quot;لأن المجموعات الأثنية والدينية في سوريا تصل إلى 50% من سكان سوريا، لكن الشعب السوري غير طائفي، ومتصالح مع مكوناته، وهو شعب مسالم حمل السلاح كرد فعل على بطش النظام، المسؤول سابقًا وحاليًا عما جرى ويجري.
سوريا المواطنة
ولفت ادريس إلى تعرض فئات ومكونات الشعب السوري جمعاء لاضطهاد النظام، ولاقصاءات متنوعة من قبله، quot;فالظلم وقع على هذه المكونات بغية تسخيرها لمصالح النظام مع بقية المجموعات السورية، فلاذت بالصمت خلال عقود طويلة، تحت هواجس الخوف والعقاب والترهيب، لكن تاريخها شهد حركات ونشاطات مناهضة لسياسات النظام، وبرز منهم معارضون أشاوس، لذلك لا يمكن القول إنهم أقليات أو يشاركون النظام معركة بقائه، كما يحاول النظام أن يروجquot;. ففكرة الشراكة الحقيقية والكفاءة دون النظر إلى ديانة أو طائفة هي ما يعتمدها ادريس في التعامل بين أفراد الجيش الحر، ليؤسس به سوريا كما يريدها الشعب السوري.
ويرى السباهي أن سوريا هي المواطنة وليست الطائفة، quot;فالامر ينطلق من مفهوم حقوق المواطن وواجباته فقط وليس من انتمائه العرقي او الطبقيquot;. يضيف: quot;كلما كانت الثقة بين المواطن والدولة وطيدة كلما زادت التنمية، بما يحقق رفع لحمة النسيج الاجتماعي، وهو ما افتقدناه في عصر الاسدquot;.
ويعتقد الجربا انه بمجرد طي صفحة الاستبداد السلطوي والطائفي والتفتت المجتمعي، وبنهاية النظام الشمولي، تدخل سوريا عصر المواطنة والحرية والديمقراطية والحرية وحكم القانون والمساواة والعدالة، إضافة إلى نظرته المستقبلية في عدم التفرقة بين مواطن وآخر بسبب الدين أو اللون أو الجنس أو العرق أو القومية أو الطبقة، وأن تكون سوريا لجميع مواطنيها بلا استثناء، quot;فهذا هو الضمان الكافي لتأسيس مجتمع مدني حقيقي، نحتاجه لطي صفحة سوداء من عمر النظامquot;.
التعليقات