إيلاف من لندن: حماس كانت تتصرف مثل دولة، إذ كان لديها جهاز مختبرات خاص ومنفصل عن أي جهة أو دولة مضيفة أو داعمة، ولم تشارك تلك الدول - بما فيها إيران وقطر وتركيا - بأي تقارير أمنية كانت تعدها وتعمل عليها.
على سبيل المثال، كانت السودان - منذ عهد عمر البشير وحتى الانقلاب العسكري وما تلاه من أحداث مستمرة - هدفًا استخباريًا مهمًا لحماس، نظرًا للأملاك والعقارات والمنشآت التابعة للحركة، إضافة إلى أموال طائلة مودعة في البنوك وخزائن خاصة لدى شركات وأصحاب رؤوس أموال هناك.
"إيلاف" حصلت على وثائق تشير إلى أن السودان كان هدفًا استخباريًا لحماس، مع توصيات بالعمل مع النظام السوداني في الفترات المختلفة، سواء قبل أو بعد عهد البشير.
وتُظهر الوثائق أنها أُعدّت بحرفية استخبارية عالية، بحسب خبير بريطاني اطلع عليها. وأكد الخبير أن حماس تعمل استخباريًا مثل جهاز استخبارات دولة بكل المقاييس، مضيفًا أن الحركة تفوقت على حزب الله في جمع المعلومات. وأشار إلى أن إسرائيل لم تستطع اختراق أسرار حماس العميقة إلا بعد احتلالها الأرض في غزة والعثور على الوثائق، بالإضافة إلى تسريبات ضخمة من نشطاء فلسطينيين حصلوا على آلاف الوثائق من مبانٍ دمرتها إسرائيل في قطاع غزة.
تظهر الوثائق المرفقة أدناه جانبًا من العلاقات السرية التي نسجتها حركة حماس مع السودان خلال السنوات الماضية، وتكشف استراتيجيات الحركة في بناء شبكة مصالح سياسية واقتصادية وأمنية. من دعم لوجستي إلى خطط استخبارية، تكشف هذه المستندات أبعادًا خفية لعمل الحركة في المنطقة:
وتُظهر وثائق أخرى أن حماس اخترقت أيضًا نظام الاستخبارات التابع للسلطة الفلسطينية، إذ كانت على دراية بكل أنشطة السلطة في الضفة وغزة. لذا، كان من الصعب على حركة فتح مواجهة حماس في غزة، حيث استطاعت الأخيرة مراوغة أجهزة السلطة أكثر من مرة وتنفيذ عمليات وهجمات في الضفة الغربية، نجح بعضها في تحقيق أهدافه.
وفي سياق متصل، أشار المصدر الأمني البريطاني إلى أن السودان قد تكون وجهة لجزء من نشطاء ومقاتلي حماس، في حال تمت صفقة قريبة مع إسرائيل تضمن خروجهم الآمن عبر مصر.
التعليقات