إيلاف من الجزائر: السبت 16 نوفمبر. مطار الجزائر يشهد لحظة صادمة: الكاتب الجزائري الفرنسي بوعلام صنصال، المعروف بمواقفه المثيرة للجدل، يُقتاد مباشرةً من صالة الوصول. روايات غير مؤكدة تشير إلى أن الشرطة الجزائرية احتجزته فور وصوله قادمًا من فرنسا، دون أي إعلان رسمي يوضح دوافع الاعتقال أو مصيره.
منذ تلك اللحظة، لم يُسمع صوت لصنصال. انقطعت اتصالاته، وباتت عائلته تترقب الأخبار في حالة من القلق، بينما تؤكد مصادر مقربة أنه أودِع السجن دون تبرير يُذكر من السلطات.
وتشير المعلومات ان السلطات قد أمرت بتوقيف صنصال للتحقيق معه على خلفية تصريحاته الأخيرة المثيرة للجدل حول تاريخ الجزائر ومشاكلها مع الجارة المغرب، والتي أثارت استنكارا لدى أوساط محلية قالت إن الرجل قد تجاوز "الخطوط الحمر".
تهديدات من متطرفين
بوعلام صنصال ليس كاتبًا عاديًا. بروايات مثل قسم البرابرة، رسم صورًا قاتمة للواقع الجزائري، مسلطًا الضوء على دور التيارات المتشددة في العنف الذي عصفت به البلاد خلال "العشرية السوداء".
ولكن ما زاد من حدّة الجدل حوله كان زيارته لإسرائيل عام 2014. موقفه المعلن المؤيد لإسرائيل أثار موجات من الانتقاد، وصلت إلى تهديدات من الإسلاميين، لكنه لم يتراجع، مستمرًا في انتقاد النظام الجزائري.
ويعتبر صنصال الذي يبلغ 75 عاما من الكتاب المعروفين بمواقفهم الناقدة للنظام وللأصولية الدينية والتطرف الإسلاموي، منذ بداية مشواره الأدبي في عام 1999، وقد حصل على الجنسية الفرنسية عام 2024 حسب وكالة الأنباء الفرنسية.
على الرغم من رقابة صارمة على أعماله، ظل صنصال يعود إلى وطنه بشكل منتظم، واصفًا الجزائر بأنها "رغم كل شيء، وطني الذي لا يمكنني التخلي عنه".
فرنسا تتحرك
خبر الاعتقال أطلق جرس إنذار في فرنسا. الرئيس إيمانويل ماكرون عبّر عن قلقه البالغ، مؤكدًا عبر مقربين منه أن "الدولة الفرنسية لا تقبل المساس بحرية التعبير". مارين لوبان طالبت بتحرك فوري، واصفة صنصال بأنه "مناضل شجاع". أما رئيس الوزراء الأسبق، إدوار فيليب، فقد نشر تعليقًا مؤثرًا على منصة "إكس"، قائلاً: "صنصال رمز الإنسانية والعقلانية. يجب أن يعود إلينا حرًا".
التعليقات