توفي نائب رئيس الوزراء العراقي السابق السجين ميخائيل حنا المعروف بـ( طارق عزيز) عن عمر 79 عاماً في سجنه الانفرادي بمعتقل الناصرية، أقصى جنوب العراق.
ترأس عزيز في بداية انقلاب عام 1968 صحيفة الثورة لسان حال حزب البعث الفاشي، وشغل مناصب قيادية منذ عام 1974، منها: عضو قيادة قطرية لحزب البعث وقيادة قومية، وزير الثقافة والإعلام، وزير الخارجية ونائبا لرئيس الوزراء, بالاضافة الى انه كان المفاوض الرئيسي للعراق مع لجان التفتيش التابعة للأمم المتحدة وعلاقة العراق مع المجتمع الدولي والأمم المتحدة بعد غزو صدام حسين دولة الكويت ونظراً لعلاقته القوية مع صدام حسين واخلاصه له دفع الكثيرين لإطلاق لقب "الصندوق الأسود" عليه .....
كشف عزيز في مقابلاته مع الجهات العراقية الرسمية اثناء اعتقاله في سجنه الانفرادي مفاجأت واسرار وخفايا أيام حكم البعث في العراق والعديد من القضايا الحساسة المهمة الاخرى والتي ما زالت محل خلاف وجدل محلي واقليمي ودولي حتى اليوم .
&كما فك طارق عزيز خلال مقابلاته ألغازاً كثيرة من بينها سر اختفاء وزير الخارجية الأمريكي السابق هنري كيسنجر في 22 نوفمبر 1980 في المنطقة وحقيقة تزويد الدول منها (ألمانيا وإسبانيا ) النظام العراقي السابق بالأسلحة الكيماوية التي استخدمت لقصف مدينة (حلبجة )و ومناطق متضرر كثيرة اخرى من سموم (صدام - على الكيمياوي) .
و حدد أيضاً بوضوح موقف الدول العربية والاوروبية والاقليمية ,من الحرب العراقية ـ الإيرانية وعلاقتهم بطرفي الحرب عسكرياً ....!
ومع كشف طارق عزيز في سجنه لجوانب غامضة عن عائلة( حسين كامل) ابناء عمومة صدام المعدوم خلال وجوده في موقع المسؤولية، خرجت الى العلن العلاقة العدائية بينه وبين اقرباء واشقاء صدام حسين تحديدا , وان تهجم المتهم ( وطبان ) الاخ غير الشقيق لصدام حسين اثناء احدى الجلسات المحاكمة عليه والذي كان معه في القفص الاتهام خير دليل على ذالك ,بعد ان حولوا قاعة المحكمة الى قاعة للشتائم و للكلام السوقي و للخطابات التي حاولوا ان تكون نارية لاغراض التضليل لا اقل ولا اكثر ........
نعم , فصدام وطارق عزيز وعلي الكيمياوي وسلطان هاشم و طه رمضان وبارزان ووطبان وسبعاوي التكريتي واخرين كانوا يفتخرون بتاريخهم الدموي وباجرامهم لتدمير الوطن وعلى حساب الملايين من ابناء الشعب العراقي, وحتى اليوم وهم في قفص الاتهام يفتخرون بامجادهم و حزبهم الدموي ويبررون جرائمهم الشنيعة التي يندى لها الجبين ..&
نتذكر جيدا تصريح (طارق عزيز) بعد قصف مدينة (حلبجة) بالسلاح الكيمياوي عندما قال: قصفناهم بالكيمياوي و لو كان لدينا سلاح اقوى لقصفناهم به , ويقصد عزيز قصف مدينة( حلبجة)المغدورة والتي ابيدت بامر من صدام حسين لان كما هو المعلوم استخدام السلاح الكيمياوي لم يكن مسموحا به الا بامر من سيده المعدوم ....
وفي احدى الجلسات المفاوضات بين النظام العراقي البائد والوفد الكردي في بداية التسعينات القرن الماضي وردا على مطالبة الوفد الكردي بمدينة (كركوك) قال طارق عزيز نصأ:( ابكوا على كركوك الف عام كما بكى العرب على الاندلس ) ..... ؟!&
نعم لقد اجرم طارق عزيز بحق الشعب العراقي كسيده المعدوم ولم يندم على الجرائم الفظيعة التى ارتكبها بحق الشعب العراقي , وان القرار الوحيد الذي ندم عليه هو (استسلامه ) للقوات الأمريكية في الرابع والعشرين من أبريل 2003 على حد وصفه .&
لقد دافع طارق عزيز حتى آخر لحظة من لحظات حياته وبقوة عن رئيسه المقبور و قراراته الجائرة بحق ابناء العراق بمختلف الطوائف والشعوب والاديان وحافظ على أسرار وخفايا شقاوات الزمن الماضي الذين دمروا العراق ارضأ وشعبأ .
ويذكر ان عزيز دعى في سجنه الرئيس باراك أوباما لكي (لا يترك العراق للذئاب) (راجع لقاء مراسل صحيفة الغارديان مع طارق عزيز في 6 ـ 8 ـ 2010) ..........,و نسى عزيز او تناسى بأن الشعب العراقي اصبح تحت رحمة المسترية واللوردات والسنيرية والسنيريات وتوصياتهم بسبب سياسة حزبه الفاشي المعادي للشعب العراقي وبسبب مغامرات وقادسيات ومهتارات سيده المعدوم ......
نعم نسى طارق عزيز بان الأدارة الأميركية الحالية هي وبسياستها الازدواجية سهلت الطريق امام الارهابيين ان يعبثوا بامن البلد ... ,وهي التي حولت العراق الى ساحة للمبارزة ولمفخخات الارهابيين القتلة ولتصفية حسابها معهم ... , هي نعم هي وحدها التي تحارب دول الجوار وتسميهم بمحور الشر وثم تحضنهم ليكونوا وصايا على العراق , هي صنعت داعش واخواتها ..... ,وهي التي ساندت البعث الفاشي عندما اغتصبوا السلطة في 1963 .
اخيرا اقول: مات طارق عزيز( ابو صدام )والذي كان من ابرز المقربين للدكتاتور العراقي المعدوم صدام حسين ,، وماتت معه الكثير من الاسرار باعتباره كان بمثابة صندوق صدام الاسود ولسان حاله في الاجتماعات والقمم الدبلوماسية العالمية والعربية والمحلية ......
الكتابة تطول يمكن اختصارها بهذه الكلمات: عاش طارق عزيز 79 عامأ ,و لم يقدم لوطنه خلال كل هذه الاعوام غير الشقاء والبؤس والقتل والابادة الجماعية والخراب والتهجير ..... بالاضافة الى انه كان( صداميأ )اكثر من (صدام ), ونظراً لعلاقته القوية مع سيده المعدوم واخلاصه له سمى احد ابنائه باسم ( صدام ) .&
نعم لقد نفذ عزيز حرفيأ ما تفوهه به (سيده المجاهد) المعدوم صدام حسين ( جئنا للسلطة بالدم ولن نخرج الابالدم ) .....!!
مات طارق عزيز الذي ربطته علاقة قوية ومتينة مع صدام حسين, وماتت معه العديد من الأسرار الخاصة بـ(المعدوم صدام حسين) تحديدا والتي ستدفن معه في الاردن (الشقيق ) ...
التعليقات