لقد احسن اردوغان. أحسن جدا عندما قال انه لا يوجد دين شيعي ودين سني، بل هناك دين واحد هو الإسلام. من يجهل الإسلام، يعلم أن الشيعة والسنة إن هما إلا دين واحد. في حين أننا نحن المسلمون نسينا أننا، سنة وشيعة، دين واحد.&
قيمة الكلمة انها تأتي من زعيم اسلامي سني. وهو عمل لم يقدم عليه كثير من القيادات السياسية السنية على مر التاريخ. بل إن بعضهم زاد على نكران ذلك بمضاعفة الكره للشيعة.
هناك من سيسأل ولماذا لم تصدر عن القيادات الشيعية أقوال مماثلة؟ وسأرد بأنه قد حصل أن قامت قيادات شيعية بالدعوة لذلك. سأذكر السيد حسن الصفار في السعودية. ومقتدى الصدر في العراق. ولكلا الرجلين نفوذ عظيم. سأضيف على ذلك بأن القيادات الشيعية كانت السباقة الى دعوات كهذه. وليس السبب أنها أفضل أو اكثر وعيا، بل لكون الشيعة أقلية في محيط اسلامي كبير. وهو ما يفرض حكمة في حدودها القصوى عند التعامل مع العنصر المذهبي. وعندما أقول أقلية، فأنا لا أقصد دولة واحدة، فالشيعة ربما كانوا أكثرية في العراق وإيران، وحتى لبنان، لكنهم في المجمل، ومقارنة بالدول السنية المحيطة بهم، يعتبروا أقلية. ولعل هذا مايفسر أيضا أن العنف في الإسلام، والتطرف، كان سنيا في أكثره. القاعدة، النصرة، داعش، كلها حركات القاسم المشترك بينها، عدا عسكريتها وعنفها، هو أنها جميعها سنية. ذلك أن الأقلية تجنح دوما للمهادنة والسلم. بل وتسعى الى إثبات وجودها بالنجاح في جوانب علمية وثقافية واقتصادية. لقد استهلك العداء السني الشيعي الكثير من الطاقة والشباب. وللأسف، فقد لعب الإعلام السني دورا مؤججا، ومتناقضا في الوقت نفسه، مع الإرادة الصادقة لدول المنطقة في تعزيز الوحدة الوطنية. كلمة الرئيس التركي كانت رائعة. ولن أقول إنها أتت في الوقت المناسب، إذ أن أي شيء يحقق السلام في النفوس وعلى الأرض هو مناسب في أي وقت جاء. أتمنى ان لا تنتهي تلك الكلمة الى النسيان. أتمنى أن تكون فاتحة عهد جديد من المصالحة مع الذات الأخرى، والتي هي مكمل لذاتنا.
&
&