من المعلوم ان الكرد قوم من الاقوام العريقة فى منطقة الشرق الاوسط و لهم جذور تاريخية قديمة تعود الى ماقبل الميلاد باكثر من 700 عام، تاريخ تاسيس اول امبراطورية كردية فى المنطقة (( امبراطورية ميديا)) والتى دامت اكثر من 130 عاما بعد سقوط الامبراطورية الاشورية فى عام 612 م. والكرد قوم اصلاء فى المنطقة و عاشوا جنبا الى جنب مع باقى اقوام و شعوب المنطقة كالارمن و الاشوريين و الترك و الفرس و العرب، وبسبب القرابة التاريخية و الجغرافيا بينهم و العيش المشترك و التقاليد المشتركة مع اختلاف دياناتهم و مذاهبهم الدينية، جميعهم عاشوا فى سلام و وئام و اخوة من جهة ومن جهة اخرى ايضا عاشوا اياما فى الحروب و الويلات و الكوارث معا. ومن اطار هذه الاجواء فمن الطبيعي ان يحاربوا و يقاتلوا و ويصطدموا ويحتلوا اراضى البعض و لكن بحكم الطبيعة و الجغراقيا لا يوجد حرب و سلام دائمين بينهم ومن هنا يحق لجميعهم ان ينتقدوا بعضهم البعض.

كل هذه الشعوب هم اصحاب حق و ارض. ولكن بحكم الاسباب التاريخية و الجغرافية و مصالح الدول العظمى سيطرة بعض من هذه الاقوام من الشعوب على شعوب و اراضى الاخرين بقوة السلاح و التحالفات الشريرة.

ومن المعلوم من بين جميع الشعوب المنطقة الاكثر تضررا هو الشعب الكردى , كون شعب كردستان وتواجده وسط المنطقة و على طريق الغزاة و المحتلين الخارجين و الداخلين دائما اصبحت كردستان جزءا من الصراعات و الويلات و ساحة مفتوحة للحروب فى المنطقة مع العلم ان الكرد ليسوا جزءا من الصراعات و الاحتلالات و ابدا الكرد ليسوا بطامعين فى احتلال اراضى الغير. ولكن الدول الكبرى فى المنطقة كالعثمانيين و الصفويين دائما صراعاتهم تنتهى على اراضى و دماء شعب كردستان و هم يرون فى كردستان الخير الكثير لبلدانهم و شعوبهم لانها ارض خصبة و غنية من ناحية وجود المياه واراضى صالحة للزراعة،ولهذا حاولوا المحتلين بشتى الوسائل و الدسائس السيطرة على الكرد وكردستان، و لاول مرة فى التاريخ الحديث انقسمت كردستان مابين الدولتين العثمانية و الصفوية فى عام 1514 م ((اتفاقية جالديران)) ومنذ ذلك الوقت الكرد و كردستان اصبحوا منقسمون على الدولتين و هم منذ ذلك الوقت بدؤا بالمقاومة و الثورات و الانتفاضات الشعبية ضد المحتلين من اجل الاستقلال و الحرية ولكن التحالفات الشريرة للمحتلين و مصالحهم ضد الكرد و امالهم سدت الطريق على الكرد للوصول الى مبتغاهم.ولكن الكرد عايشوا الظلم و القتل و التشريد مع المقاومة الشرعية من اجل حريتهم و استقلالهم.ومرة اخرى و بعد الحرب العالمية الاولى و الثانيه و بالتحديد فى عام)) 1916 اتفاقية سايكس بيكو(( اى قبل 100 عام و كنتيجة ضعف و هوان الامبراطورية العثمانية المريضة و انهزامها فى الحرب انقسم ميراث الدولة العثمانية مابين المنتصرين من بريطانيا و فرنسا و ايطاليا،ومرة اخرى تكررت العملية الجراحية القيصرية بتجزئة و تقسيم كردستان الكبرى مابين البريطانيين و الفرنسيين على اربع دول فى المنطقة في تركيا و ايران و العراق و سوريا.ومنذ ذلك الوقت و لحد الان الكرد و كردستان منقسمون و متشردون و مظلومون من قبل سلطات تلك الدول، ولكن الكرد استمروا بالمقاومة و حاربوا و ناضلوا من اجل الحرية و الاستقلال،ولهم الكثير من الانتفاضات الجماهيرية و الثورات المسلحة ضد الطغيان والسلطات الحاكمة فى تركيا و ايران و العراق و سوريا. ولن يرضخوا لاوامرهم و تعسفهم و تعصبهم و سياساتهم الخاطئة و اللا انسانية مثل الابادة الجماعية و التطهير العرقى و سياسات التتريك و التفريس و التعريب، ومن ناحية اخرى المحتلين من العرب و الترك و الفرس حاولوا بشتى انواع الوسائل من الظلم و القتل و الفتك بالاعراض و الحرق و التهجير و استعمال الاسلحة الكيمياوية و الابادة الجماعية ضد الكرد فى اربعة اجزاء من الكردستان ولكن لم و لن يستطيعوا ان يمحوا الكرد و كردستان من الوجود بسبب بسالة الكرد و مقاومتهم الشرعية طوال ال 100 عام و اكثر. وهذا خير دليل على اصالة الكرد و عمق جذورهم التاريخية و الجغرافية، ولكن الشعوب الاخرى لم يستطيعوا المقاومة مثل الكرد لذا انقرضوا من الوجود و تشتتوا فى اصقاع العالم مع العلم انهم من اقوام اصلاء فى المنطقة.&

من المعلوم فى تاريخ الثورات و نضالات الشعوب انه لا يوجد شعب مثل الشعب الكردى و مقاومتهم و محاربتهم للاحتلال و التضحيات وخير دليل كثرة شهدائهم و دمائهم المهدورة لكن لحد الان لم يستطيعوا ان ينتصروا على اعدائهم و لم يستطيعوا ان يأسسوا دولتهم المستقلة مع كبر حجم اراضيهم(( 600)) الف متر مربع و كثرة نفوسهم (( 40)) مليون نسمة، والسبب فى ذلك هى النزاعات الداخلية من جهة و من جهة اخرى كثرة الاعداء و المحتلين و تأخر ثقافتهم و بسبب مصالح الدول العظمى رغم محاولاتهم المستمرة لحد الان.

من المعلوم ان المقاومة الكردية و نضالاتهم مستمرة منذ اكثر من 100 عام امر اعتيادى اذا يتدخل فيها بناء تحالفاتهم مع بعض اعدائهم ضد بعضهم فى مراحل مختلفة من ثوراتهم و كفاحهم، كون كردستان تقع وسط اربعة دول هي محتلة لهم وهذا امر صعب على اية ثورة او قيادة ثورية بان تكون حيادية و مستقلة ومستندة فقط على نفسها بلا تعاون وبدون علاقات خارجية مع دول الجوار حتى المحتلين منهم لادامة الثورة و مقاومتها، ولكون كردستان مثل الجزيرة فى وسط بحر هائج و مخيف تحيط بها من كل الجهات دول اما محتله ا و دولة كبيرة او صديقة لدول العظمى، لذلك ليس بمقدور الكرد وحدهم محاربة اربعة دول يعتبرون توابع للدول العظمى فى ان واحد، ولهذا استفاد الكرد بالتفاوض معهم و التحالف مع بعضهم ضد البعض الاخر كتكتيك سياسى و مرحلى لانقاذ مايمكن انقاذه من الدمار و الويلات و الكوارث ضد شعبه و ارضه وهذا العمل ليس ببيع ثوراتهم و بندقياتهم للاخرين ولكن عمل ثورى لادامة الثورة و توسعها و تعريفها للعالم الحر. ولكن اعداء الكرد و مقاومته الشرعية و نضالاته الحرة ينعتون الكرد بانهم )) بندقية للايجار و ليسوا ثوارا (( ولا مقاومين ولا مناضلين من اجل الحرية و الاستقلال. وهذا كذب فى كذب و تهمة باطلة من اساسها لان الكرد لم يحاربوا دولة و لا شعبا ضد دولة و شعب اخر من اجل المال و الثروة ولكن هم قاوموا و حاربوا فقط المحتلين وعلى اراضيهم و بين شعبهم. وخير دليل ملموس فى يومنا هذا هو المقاومة الكردية الشرسة و العظيمة ضد العصابات الداعشية المجرمة و الارهابية فى كل من كردستان الغربية(( وحدات حماية الشعب)) و الجنوبية)) البيشمركة))مع استمرار الثورة و انتفاضاتها المسلحة و الجماهيرية فى كردستان الشمالية(( قوات كريلا pkk ))ضد السلطات التركية و الاردوغانية المجرمة، ان مقاومة الكرد ضد داعش نموذجا حيا و مشرفا و مشرقا امام اعين العالم كله و ان لكرد اليوم بمقاومتهم الباسلة اصبحوا رمزا من رموز المقاومة الشرعية و النضالية من اجل حقوق وعيش جميع شعوب المنطقة بسلام و امان و ليس للكرد انفسهم،والكرد اليوم وحدهم يحارب و يقاوم بدلا من كل الشعوب العالم فى الخندق الامامى بوجه العصابات الداعش المجرمة ومن المعلوم ان الكثير من جيوش المنطقة انهزموا امام زحف و قوة الارهاب الداعشى ولكن الكرد بشهادة العالم و الدول العظمى استطاعوا المقاومة امام هذه الهجمات الارهابية الساندة من الدول الكبرى فى المنطقة وعلى راسهم حكومة اردوغان فى تركيا. و انشاءالله الكرد يحصلون على حقوقهم المشروعة و التاريخية فى الحرية و الاستقلال و تاسيس دولتهم القومية الديمقراطية المستقلة و على اراضيهم رغم انف الاعداء و المحتلين بقوة ايمانهم بقضيتهم وبسواعد ابنائهم من البيشمركة ليثبتوا للقاصي والداني انهم شعب حر وليس كما يدعى البعض بان الكرد بندقية للايجار.

أخيراً يجب التاكيد مرة اخرى على احقية الكرد فى العيش بسلام و وئام واخوة مع كافة شعوب المنطقة بتساوى واحترام متبادل تسوده العدالة لكل الاطراف، ولانهم اي الكرد شعب حى و عريق واصيل فى المنطقة وليس ضيفا على الاخرين من شعوب المنطقة كما يحلوا للبعض ان ينعتهم ويصفهم بصفات غير لائقة، لقد ان الاوان بتحقيق امانيهم و حلمهم الخالد فى الحرية و الاستقلال جنبا الى جنب مع باقى شعوب ودول المنطقة.