منذ التشكيلة الاولى لحكومة اقليم كردستان الى يوم لم نسمع ولم نقرأ في أرشيف التاريخ السياسي لحكومة الإقليم عن وزير واحد قدّم استقالته لأنه لم ينجح في عمله، اولم يستطع تسيير قطاعه وتقديم خدمات اساسية للمواطنين من خلال وزارته، الا ان السيد (صلاح الدين بابكر) وزير الكهرباء في التشكيلة الثامنة ( الحالية ) لحكومة الاقليم فاجئ الجميع باستقالته قبل يومين من منصبه في وقت يشهد الإقليم ازمات سياسية واقتصادية حادة، تتزامن مع الاحدات الامنية الخطيرة التي يشهدها العراق وسيطرة عناصر تنظيم داعش على عدد من المدن والمنافذ الرئسية في البلد.

وقال السيد بابكر (مواليد مدينة السليمانية 1965 (يحمل شهادة عليا في الصناعة )&في مؤتمر صحفي عقده في مقر المكتب السياسي للاتحاد الإسلامي الكردستاني- الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين بالإقليم، يوم امس إنه كان يأمل تقديم خدمات أساسية للمواطنين من خلال وزارته وعليه قدم العديد من الخطط لإجراء الإصلاحات لكنها لم تنفذ بسبب الأزمة المالية.&

نعم ان السيد بابكر استقال من منصبه ليس لعدم نجاحه في عمله أو القدرة على التحكم في تسيير وزراته، بل لعدم وجود دعم لخطط وزارته من قبل الحكومة بعد ان قدم العديد من الخطط لإجراء الإصلاحات لكنها لم تنفذ بسبب الأزمة المالية الخانقة التي تعاني منها حكومة الاقليم.

يذكر أن الاتحاد الإسلامي الكردستاني شارك في التشكيلة الثامنة لحكومة إقليم كردستان بثلاث حقائب وزارية هي (الكهرباء والعمل والشؤون الاجتماعية وهيئة المناطق الكردستانية والواقعة خارج إدارة الإقليم ).

ويرى المراقبون، ان اسباب استقالة وزير الكهرباء تعود الى انه صاحب مواقف و اثبت فعلا بانه ليس منفذ لأوامر وتعليمات فقط، اضافة الى انه لم يربط منصبه بالامتيازات والمصالح الشخصية والحزبية،اضافة الى انه لم يخون القَسَم الدستوري والامانة ممن وضع فيه ثقته....&

والسؤال الذي يطرح نفسه هنا هو:&لماذا تغيب فكرة او ثقافة ( الاستقالة الطوعية ) لدى الوزراء والمسؤولين الحكوميين وحتى الحزبيين في بلداننا عندما يعجزون عن اداء مهامهم او يفشلون او لم يستطيعوا ان يقدموا خدمات أساسية للمواطنين؟&