تقارب الأصوات لصالح يمين الوسط أو اليسار
الهولنديون يختارون حكومة جديدة اليوم
عبد الرحمن الماجدي من أمستردام: يتوجه ملايين الناخبين الهولنديين اليوم الاربعاء للإدلاء بأصواتهم في انتخاب حكومة جديدة بعد سقوط الحكومة الحالية في حزيران / يونيو 2006 التي كان يقود ائتلافها الحزب الديمقراطي المسيحي (يمين الوسط) بعد انسحاب وزيري حزب ديمقراطيي 66 (يسار) وهو حزب صغير، من الائتلاف الحاكم على خلفية سحب واعادة الجنسية الهولندية للنائبة السابقة في الحزب الليبرالي المشترك في الائتلاف الحكومي ايان هيرسي علي (من اصل صومالي) بعد فضيحة إدلائها بمعلومات كاذبة أثناء طلبها اللجوء في هولندا عام 1992، واصرار نواب الحزب المنسحب على سحب الثقة من وزيرة الهجرة والاندماج ريتا فيردونك من الحزب الليبرالي. ومذاك تحولت حكومة رئيس الوزراء يان بيتر بالكينينده الى حكومة تصريف اعمال بعد تقديم استقالتها للملكة بياتريكس والاتفاق على إجراء الانتخابات هذا اليوم.
ويتنافس عدد من الاحزاب في انتخابات اليوم بينها أحزاب دينية ومتطرفة وبيئية صغيرة لا يتوقع لها ان تحرز نسبة كبيرة من الاصوات. لكن ابرز المتنافسين هم حزب الديمقراطي المسيحي الحاكم بقيادة بالكينينده (50 عاما) وحزب العمال بقيادة فاوتر بوس (43 عاما) اضافة الى الحزب الليبرالي يمين وسط بقيادة مارك روتا. اضافة الى الحزب الاشتراكي بقيادة يان ماريانيسن.
وقد أظهرت آخر استطلاعات الرأي تقدم الحزب المسيحي (الحاكم) على الحزب العمالي بنسبة ليست كبيرة من الاصوات. حيث حاز في هذه الاستطلاعات حزب بالكينينده على نحو 45 مقعدا فيما حاز حزب فوتر بوس على نحو 40 مقعدا. مع احتساب نسبة 10% من اصوات المترددين الذين سيعتمد المتنافسون عليها في احراز اي تقدم هذا اليوم.
وشهدت الفترة الماضية حملات انتخابية ومناظرات بلغت مستويات مختلفة حد التشهير الشخصي بين المتنافسين. وفي حمى التنافس تراجعت قضايا كانت تشكل الاولوية في برامج المتنافسين في دورات انتخابية سابقة مثل الاندماج واللاجئين والبيئة والشيخوخة. لتبرز اليوم قضايا الاقتصاد ومستوى الدخل والبطالة.. وهي قضايا ينظر اليها متابعون بانها مهمة على الصعيد الداخلي للفرد الهولندي.
لكن أبرز العماليون مؤخرا ورقة للتشهير بمنافسيهم باعتبارهم ساهموا بتعذيب معتقلين عراقيين أثناء تواجد الجيش الهولندي في العراق قبل انسحابه عام 2005. لكن هذه الورقة لم تصمد طويلا بعد ان اتضح ان طرق التعذيب الذي تحدث عنها العماليون واقر بها منافسوهم كانت تتلخص بوضع نظارات داكنة على اعين الموقوفين العراقيين وإسماعهم موسيقى صاخبة.
ويجد الائتلاف الحاكم نفسه مطمئنا لكسب جولة الانتخابات واعادة تشكيل الحكومة بعد النجاحات التي حققها على مستوى الاقتصاد واتباع سياسة تقشف اثرت في بدايتها على ذوي الدخل المحدود وقطف ثمارها اولا واخرا اصحاب رؤوس الاموال. لكنها وفرت للخزينة مليارات من الايروات انعشت المستوى الاقتصادي في البلاد.
انما يرى العماليون ان تلك الخطة الاقتصادية اصابت في مقتل ذوي الدخل المحدود وفقا لانتقادات زعيم الحزب فاوتر بوس مؤخرا لبالكنينده متحديا اياه ان يقدم مثالا واحد من القرارات التي اتخذتها الحكومة الحالية لصالح ذوي الدخل المحدود. لكن بالكنينده يرى ان لا هم للعماليين سوى التذمر والتباكي والظهور بمظهر القريب للمعوزين. معولا على مشاريع الحكومة الاقتصادية التي ستفيد حتى ذوي الدخل المحدود على الامد البعيد.
هذا التنافس على جيب الناخب جعل المتابعين يرجحون اقتراب كلا الحزبين من تحقيق النسبة نفسها من المقاعد في البرلمان وبالتالي تشكيل الائتلاف الحكومي معا. اذ لاتسمح طريقة توزيع النسب البرلمانية بتشكيل حزب لوحده للحكومة في هولندا.
ويتشكل البرلمان الهولندي من 150 نائبا بينهم عدد من ابناء المهاجرين بمن فيهم مسلمون ينضوي اغلبهم تحت لافتات الاحزاب اليسارية. ومن المؤمل ان يتم اعلان نتائج الانتخابات بعد ساعة من اغلاق مراكز التصويت في التاسعة مساء حسب التوقيت المحلي بعد ان كانت فتحت في السابعة والنصف صباحا (السادسة والنصف بتوقيت غرنتش). ويصوت معظم الناخبين الكترونيا في نحو عشرة الاف مقر انتخابي. ويتوقع ان يكون الاقبال كبيرا حيث يبلغ عدد المسموح لهم الادلاء باصواتهم 13 مليونا وتبلغ نفوس السكان الهولنديين نحو 15 مليون نسمة.
التعليقات