يقال أن شيخا طيبا رأي أحد الأطفال يلعب بمجموعة عصافير.. مستمتعا بضربها و برؤيتها متألمة خائفة مذعورة..
ربط أقدامها بخيوط إلي عامود في المنتصف, و كان يطاردها بعصا فتطير هي هربا.. و لكنها في الحقيقة تدور في حلقة حول العامود المربوطة إليه.
أشفق العجوز علي العصافير و عرض علي الولد أن يشتريها منه, و بعد مداولات وافق الولد..
أسرع العجوز لتحرير طيوره.. لكنه فوجئ أن العصافير لازالت تطير في دوائر!!
حاول عبثا أن يفرقها.. لكنها كانت تعود إلي دائرتها.
إسرائيل بالنسبة للعرب لا تختلف كثيرا عن هذا العامود للطيور.. رُبطوا إليها دون فكاك!!
أصبح لعن إسرائيل و سبّها من ضروريات السياسة و الإعلام و الحياة, بل و الصلاة.. إن لم يختم الإمام صلاته بصراخه الشهير "اللهم يَتّم.. اللهم خرّب.. اللهم رمّل.." يشعر المصلون أن ثمة فرض ما ينقصهم!!
باختصار.. فيه "كالّو" أو "قالّو" (مش عارفة ال spelling المضبوط).. المهم إنها بلبوعة كلكوعة مزمنة دائمة النقح في حياة العرب اسمها "إسرائيل".
و بدلا من معالجة هذا الألم و معرفة أسبابه كما قد يفعل أي عاقل, قاعدين نشحت علي خيبتنا!!
المشكلة ليست فيمن يعبروا عن استيائهم من هذا الكالّو, لكن المشكلة في أن هذا الكالّو السياسي أصبح "كالّو مقدسا" وجب علي الجميع الولولة منه.." ولا صوت يعلو فوق نقح الكالّو".. و من حاول علاجه أو مهادنته صار خائنا زنديقا..
نُشر لصافي ناز كاظم مقالا بالشرق الأوسط اللندنية22 نوفمبر..
ناهيك عن الأسلوب الذي أكل الدهر و شرب و عمل عليه كل ما يحلو له!! ناهيك عن منطق الكوميديا السوداء الذي ينافي و يجافي كل منطق!! فإن خلاصة مقالها أن الحلفاء "خلفاء صدام" جاءوا ليكملوا بغيه, ليحموا النظام الصهيوني السفاح.. الذي يغتصب أرضا لا ينتمي إليها، يغير هويتها، ولغتها، وعقائدها، بالقوة والترويع والاغتيالات المعلنة.
يا عيني يا رب!! انفطر قلبي و تأثرت جدا و الدمعة فرّت من عيني بعد كشفك لهذه الحقيقة العارية!!
لكن السؤال هو: مادمتِ بهذا الضمير الحي اليقظ الذي يرفض مثل تلك الممارسات.. ما هو توصيفك لما فعله أجدادك عندما "فتحوا" مصر؟؟؟؟
راجعي تاريخ البلد الذي يؤويك و تحملي جنسيته.. (التاريخ كما يجب أن يكون علي رأي عباس الأبيض).
هل هم سفاحين كما وصفتِ إسرائيل؟ علي الأقل إسرائيل لها "بعض" الحق فيما تدعيه من أرض. و هنا أنا لا أدافع عما تمارسه إسرائيل.. لكن عندما يتعالى أعمي علي أعور و يلصق به كل الموبقات.. فإن المشهد يكون مضحكا لدرجة الغثيان.
أنا مش فاهمة بتجيبوا "وش" منين تقولوا الكلام ده؟؟
لو بتعملوا حاجة عِدلة بنفس العزيمة اللي بتشتموا بيها إسرائيل كان زماننا بقينا ناس محترمة.. لو الوقت اللي بتضيعوه في الدعاء علي "القردة و الخنازير" إشتغلتوا فيه كان زماننا بقينا زي –مش هقول اليابان- بس سنغافورة حتى.. لو حاكمتم صدام بنفس الشدة التي تدينون بها الانتخابات "العار" في أمريكا كان زماننا طلعنا القمر!!
و عقبال كدة لما أعيش و أشوف انتخابات "عار" زي بتاعة الأمريكان في بلادنا.
ماريان جورج- مصر
التعليقات