اشيع مصطلح ادب المنفى ضمن التجربة العراقية على مدى اكثر من ثلاثة عقود تبعا لحملات القمع والتبعيث القسرية التي مورست مع اكبر عدد من مبدعي العراق ، الامر الذي اضطرهم لاختيار الاصقاع البعيدة متحملين كل قساوة ظروف الغربة والمعيشة ، ومع هذا لم نهن معهم في كتاباتنا بعد زوال النظام الذي كان سببا في حياة المنفى ،
اللافت للنظر في هذه الايام ان بعضا من بقايا ايتام ثقافة صدام يبثون السموم على واجهات بعض الصحف الرخيصة التي تمثل نزعتهم وولاءتهم المفضوحة ، حيث يحولونه الى ادب منفى جديد ويشيرون بالاسماء لاولئك اللصوص والفاشلين من حملة الانواط والامتيازات الذين تسيدوا المؤسسة الثقافية العراقية ردحا طويلا من الزمن والذين عشعشوا في الاولمبية والمكتب المهني وكل العناوين المنبوذة ،

انا اسأل ،، من يتبنى تأسيس هذا المصطلح ؟


من الذي نفى هؤلاء ؟!

اليس شعورهم العالي بغضبة الشعب العارمة هو الشعور الوحيد الذي دفع بهم لـ (( الفرار )) الى بعض بلدان الجوار ، وشتان مابين الفرار والمنفى ،
من هم هؤلاء (( الفرسان الجدد )) الذين نعرفهم جميعا بدءا/

إن المثقف الحقيقي الذي لا يتنازل عن هموم شعبه ورسالته الابداعية ، لايمكن ان يهزم بهذه الطريقة المخزية ، فالمبادىء ليست تمثيلية كوميدية ، انها فعل حقيقي يرافق المنجز الابداعي ، وبهذا يكشف زيف ولائهم حتى لسياسة حزبهم الفاشي ، هؤلاء الذين سفهوا الثقافة العراقية واشرفوا على موتها ونتاجاتها بدءا من الايام الطويلة ولا اقول انتهاء بـ (( زبيبة والملك ))،
لقد اضرموا نيران الخراب في كل مفاصل الابداع العراقي قصة ، شعر ، رواية ، مسرح ، موسيقى وغناء ، صحافة ،، وتطول القائمة ،
المطلوب ان نفضح هذه اللعبة القذرة ونميط اللثام عن ملامح فرسانها الذين يحاولون تأسيس ما لايمكن تأسيسه بعد كل هذا العذاب الذي اذاقوه لنا ،