رغم كل مايصدر من كلام دبلوماسي كردي عن الوحدة الوطنية، فأنه لايعدو عن كونه للاستهلاك الاعلامي، وإن الوضع السياسي والاداري لأكراد العراق هو التمرد والانفصال العملي عن الدولة العراقية، يرافق هذا الانفصال تواطؤ وصمت غريب من القوى السياسية العراقية، والجماهير!!

لقد أدرك الاكراد إستحالة إعلان دولتهم رسمياً في الوقت الراهن، فلجأوا الى خديعة مكشوفة.. وهي الانفصال العملي بصمت، والزحف المستمر على أجزاء أخرى من الاراضي، وإنتظار معجزة الاستحواذ على كركوك وثرواتها النفطية، ومعجزة أخرى هي موافقة الدولة العراقية، والشعب العراقي، ودول الجوار، والولايات المتحدة الامريكية على أعلان دولتهم الكردية.

لاأدري لماذا يستمر الاكراد في ترديد المغالطات التاريخية، والجغرافية، والسياسية، ومحاولة القفز على البديهيات فهم يرددون دوماً إنهم لايرغبون في العيش ضمن العراق الواحد...

ويتجاهلون حقيقة أساسية وهي إن العراق (ليس دولة محتلة لشمال العراق)، وإنما الاكراد هم الذين (جاءوا الى شمال العراق) مهاجرين من دول الجوار، وإن أرض الشمال هي جزء من حدود الدولة العراقية التي كان يسكنها قبلهم الاشوريون والتركمان قبل دخولهم الاسلام، وأقوام أخرى.

ومغالطة أخرى يرددها الاكراد وهي المطالبة بحق تقرير المصير وفق الطرق الديمقراطية...

ويتغاضون عن بديهية معروفة في كل زمان ومكان، وهي( إن وحدة الاراضي والشعب ) في كل دول العالم( أهم من الديمقراطية)، والحقوق العرقية، والطائفية، بدليل وجود قوانين الطواريء التي لها فعالية تعطيل كل الحقوق المدنية في الدول الديمقراطية، وإن جميع هذه البلدان الديمقراطية ترفض إقتطاع أجزاء منها حتى بواسطة الطرق الديمقراطية، وتحت ذريعة حقوق الاقليات، والطوائف.

تؤكد وقائع التاريخ إن أكراد العراق دائماً يكررون أخطاءهم في التعامل مع الوطن الأُم العراق، فقد حملوا السلاح ضد العراق منذ عقد الخمسينات في الوقت الذي كانوا يتمتعون بكامل حقوقهم، وتسببوا من تلك الفترة ولغاية عقد الثمانينات في قتل آلاف الجنود المساكين، وإستنزاف إقتصاد العراق... وكانت النتيجة فشلهم الذريع، وأندحار كل مخططاتهم، وسيتكرر فشلهم مرة أخرى حتماً بعد إستعادة الدولة العراقية قوتها، وإعادة تشكيل القوات المسلحة الباسلة التي ستتولى مسؤولية شرف الحفاظ على وحدة أراضي الوطن، وردع كل من يحاول العبث بسيادة بلاد الرافدين المقدسة.

[email protected]