من المعروف ان التقية هي ممارسة دبلوماسية عرف بها الشيعة نتيجة للظروف السياسية والامنية التي تحيطهم وملاحقات الخلافة التي لا تعرف الا مقصلة البشر.
فجاءت تلك الخطوة كنوع من تخفيف الوطئة التي القيت على كاهل الاقلية المعارضة في صدر الاسلام... هذا الموضوع بالذات كان ( ولا يزال ) احد اهم بؤر الصراع الدموي الذي يدور بين السلفية ( = جماعات العنف في الغالب ) والشيعة حتى اصبح
قتل المسلم في المنظومة الشرعية والثقافية للقاعدة والزرقاوي ( وهم نماذج بارزة للخطوط السلفية ) يرشح القاتل لتناول الفطور مع النبي بعد موته مباشرةولعله يتناول العشاء ليس الاخير مع النبي ايضا لتكتمل لكيلا يكون الزرقاوي متامرا كما تامر اليهود على يسوع ذلك الاسلوب المسلح في طبيعة تفكيره لايتواني في قطع الرؤوس كما تذبح الخراف ويناظل من اجل اقامة دولة طالبانية يعرف الجميع الدمار الذي خلفته في افغانستان والذي طال حتى المواقع الاثرية التي قد تدر شيئا من المال على فقراء الشعب الافغاني المسكين فزادته بلاءا على بلواته السابقة لتكون كلما حلت في قرية افسدت فيها تحت اسم الدين ومن اجل اللاهوت لتدافع عن الرب فتسحق المربوبين.
ويبدو ان الجماعات السلفية هذه المرة مارست تبادل المراكز فتعلمت كيف تما رس العنف المافيوي وتعلن برائتها عنه بكل وقاحة في اكثر من مرة ولعل البداية ستكون على سبيل المثال من احداث ايلول الشهيرة وكيف حاول ابن لادن ابعادها عن القاعدة في البداية في كذبة بيضاء لا نعلم المصلحة فيها عند جماعات من المفترض انها لا تعتقد بما يسمى بالكذبة البيضاء... الا انه وبعد الحرب الافغانية التي قضت على دولة الاصلاح الالهي في الارض كما ارادتها اعدامات الملا عمر ومنعه حتى لجهاز التلفزيون فانه تبنى العملية بكاملها وتراجع عن تقيته السابقة التي بررها بالخوف على الطلاب وملاهم عمر والقصة تكررت بشئ من الاختلاف فيما يخص احداث العنف في النجف وكربلاء حيث القي القبض على العقل المدبر للعمليتين وهو ليبي الجنسية اعترف بانتمائه للقاعدة واشرافه على تنفيذ العمليتين تلك الاحداث اثلجت قلب ابن لادن حينما يرى اجساد الابرياء ترسم لوحى حمراء بشعة لا ذنب لضحاياها سوى انهم ينتمون الى مذهب لا يرتضيه اباطرة السلفية.
ذلك الاعترف من الليبي جاء بعد نفي قاطع من قبل القاعدة بعد الاحداث بمدة بعدم وقوفها وراء التفجيرات وعلى ذلك المنوال توجد امثلة كثيرة تثير تساؤلات عديدة حول موقف السيد بن لادن ومن يتبعه في تلك الممارسات فهل تخلت بعض الجماعات عن صيحات مناهضة التقية وجعلتها السياسة تعيد النظر في مواقفها السابقة وتخضع لواقع المعارضة والياته التي لا مفر منها فتكون استحقاقات التقية مصلحة حالية لا تثير حفيظة صيحات ابن تيمية او جماعات التشدد والتطرف في هذا المذهب او ذاك هل اصبحت السياسة ترسم لكل مذهب وجماعة اسلامية واقعا جديدا تجعلها تتخلى عن بعض ما تسميه مبادئ اتخمت بها اذان الجميع وملئت فيها الخافقين ؟ وهكذا تجد جماعات العنف اصبحت تمارس التقية حينما تكون التقية في خدمة مصالح معينة فهل
هذا تراجع في عقيدة السلفية ؟ ام ان بشاعة الجرائم التي ارتكبتها عمائم القاعدة لا تسمح بتبنيها على الاطلاق ؟!!!
ولعل هذا يجعل التشكلات الاسلامية بشكل عام تعيد النظر في بعض لافتاتها الابدية التي لا تتخلى عنها وغير مستعدة للدفاع عنها فتريق من اجلها الدماء وتصر عبثا لفترات طويلة بينما قد تاتي لحظة معينة تكون تلك التكتلات قد تخت بعد فوات
الاوان عما اصرت عليه في السابق بقدرة قادر.


كاتب عراقي
[email protected]