قال الدكتور عدنان الباجه جي في تصريح( لهيئة الأذاعة البريطانية) : (اذا حصلت الأنتخابات في الثلاثين من الشهر الجاري من دون مشاركة واسعة من الشعب العراقي واطراف مهمة في العراق فأنها ستعتبر غير شرعية) وهذا القول الذي سمعناه مرارا من الدكتور الباجه جي في الأيام الأخيرة يعني انه يصدر حكما مسبقا بعدم شرعية الأنتخابات القادمة التي اصبح معروفا بأن ( الأطراف المهمة) التي هي مجاميع الأرهابيين البعثيين ومؤيديهم( هيئة علماء السنة) والخاضعين لأبتزازهم ( الحزب الأسلامي العراقي) لن يشاركوا فيها حتى لو انطبقت سماء (الباجه جي) على ارض ( علاوي). فبما أن الأنتخابات ستجري في الثلاثين من الشهر الجاري وأن ( الاطراف المهمة) لن تشترك فيها فأن هذه الأنتخابات ومهما كانت نتائجها فهي ( من وجهة نظر الدكتور الباجه جي) غير شرعية.والكل يعلم ان سماع مثل هذه الأقوال عن الانتخابات التي تجري في دول العالم الثالث ليس امرا غريبا، لكن الغريب هو ان يشارك شخص او حزب(حتى الرمق الأخير) في انتخابات يحكم عليها مسبقا بعدم الشرعية. كيف لنا ان نفسر اصدار الدكتور الباجه جي حكما (قضائيا) مسبقا بعدم شرعية الأنتخابات ثم يواصل المشاركة فيها ؟ ثمة تفسيران لتصريحات الباجه جي: الأول انه سينسحب من الأنتخابات في حال عدم الموافقة على تأجيلها، وهذا الأحتمال ضعيف جدا، وعندها لايبقى امامنا سوى احتمال اخرهو ان الدكتور الباجه جي يريد ان يهيء الأذهان لأدعات حول عدم شرعية الأنتخابات سيطلقها اذا جاءت (رياح) الأنتخابات بما ( لاتشتهي سفن ) طموحاته وحساباته السياسية. اما اذا جاءت الأنتخابات بما يرضيه فانه سينسى هذه التصريحات وسننساها معه بسبب( ضعف ذاكرتنا).

ان تصريحات الدكتور الباجه جي عن عدم شرعية الانتخابات القادمة امر خطير ويتعارض مع سياقات العمل الوطني لأنه يجعل من الأنتخابات عملية عبثية لاتستحق كل العناء الذي اصاب العراق في سبيل اقامتها، ويشجع كل القوائم التي لاتجيء الأنتخابات بما يرضي طموحها على الطعن بشرعية الأنتخابات بما يحمله هكذا امر من خطر على الوحدة الوطنية.

ان الحكومة المؤقتة والقوى السياسية العراقية( بما فيهم الباجه جي) بذلوا جهودا مضنية لأقناع ( الأطراف المهمة)،التي لايعرف احد من منحها شهادة الأهمية،بالمشاركة في الأنتخابات ولكنها ظلت مصرة على ان تتوقف كل مناحي الحياة في العراق الى ان (تنسحب القوات الجنبية)، وترجح كفّة البعث، وسوف لن تغيّر( الهيئة) موقفها حتى لو اجّلت الأنتخابات ستة سنوات لا ستة اشهر، ولم تجد القوى السياسية العراقية امامها ( بعد تعنت الهيئة ودلالها) سوى خيارين احدهما تسليم مصائر العراقيين ومستستقبلهم بيد (هيئة علماء المسلمين السنة) والبعثيين الذين لايريدون الأ عودة عقارب الزمن الى الوراء، او اجراء الأنتخابات بمن يشارك فيها، وعذرنا في ذلك ( ان ليس بالأمكان افضل مما كان).

واذا كانت الأنتخابات القادمة غير نموذجية بغير مشاركة (هيئة علماء المسلمين السنة ) فانها لن تكون نموذجية ايضا في حال مشاركتهم الأ اذا ضمنت( الهيئه) توقف البعثيين عن ارهاب الناخبين وهذا احتمال غير وارد لاننا نعرف ( في احسن حالات حسن النية) ان لاحاكمية للهيئة على البعثيين اذا لم يكن (العكس) على حد اعتقاد ( سيئي النية).

ان نموذجية اية انتخابات وفي كل البلدان مسألة نسبية فليست هناك انتخابات نموذجية بالمطلق. ولقد قال عضو البرلمان الكندي ( براين ماس) اثناء حضورة لتجمع انتخابي عراقي في مدينة وندزور الكندية ( لاتتوقعوا ان تكون ديمقراطيتكم الوليدة خالية من النواقص وذلك لأن عملية الديمقراطية عملية متطورة لاتصل الى الكمال ابدا فنحن في كندا غير راضين الأن وبعد مسيرة ديمقراطية طويلة عن قيام رئيس الوزراء بتعيين السنتورية ونسعى الى تغيير الدستور بما يؤدي الى انتخاب السنتورية بدل تعينهم.) فأذا كانت ديمقراطية كندا تشوبها النواقص والثغرات فلماذا نتوقع نحن العراقيين( الديمقراطيين جدا) ان تكون اول انتخاباتنا نموذجية ولاتكتسب (شهادة) الشرعية الا اذا شارك بها كل الشعب العراقي( مشاركة واسعة).

ان بعضا من العراقيين يتصور ان في مشاركته في الانتخابات منة على الوطن والدولة ويحاول ابتزاز الجميع كي (يتفضل مشكورا) في المشاركة فيها، في حين ان آلافا من العراقيين( وهم الأطراف المهمين الحقيقين) قدّموا اغلى مايملكون ( وهو شبابهم واحيانا حياتهم) في سبيل ان يحصلوا على حق انتخاب حكومة شرعية، وان شهداء الحرية والديمقراطية العراقيين صعدوا المشانق وقلوبهم تحلم ببلد تحكمه صناديق اقتراع لا اشخاص او هيئات تنسب لنفسها الأهمية والعظمة زورا. ان الحرالذي بطبعه يعشق الديمقراطية يشكر من يتيح له حرية الأنتخاب، وان الديمقراطي الحقيقي لاالمدّعي (لايزعل) اويهدد (بسحب الثقة) من الأنتخابات اذا لم( تنصفه) صناديق الأقتراع.

ان الباجه جي يريد ان يمسك (الرمانتين ) بيد واحدة، رمّانة يغازل بها الأنتخابات ورمانة يغازل بها ( الأطراف المهمة) وكانه يسير على وصية تلك العجوز( المتفتة جدا) التي قالت لأبنتها( حطي ايدك على اثنين يمّه الطمع زين والثالث احكي وياه عن لا تفلسين).

[email protected]