هاهو السيستاني أخيراً يكشف عن أطماعه السياسية ويطبل للقائمة الشيعية.. ويدخل العراق في نفق سياسي مظلم وخطير ودموي، وإني لأرى كارثة قادمة تأخذ شكل رعونة وإنتهازية ولهاث خلف السلطة، وإرتماء كامل في أحضان ايران، ونسيان مصالح العراق.


يوما بعد آخر تسعى الاحزاب الشيعية نحو حتفها وتحفر قبرها بيدها، وتفوت الفرصة على ابناء الطائفة الشيعية الحصول على حقوقهم السياسية نتيجة هذا السلوك المتهالك نحو السلطة والمال والارتهان للهيمنة الايرانية.


حذرنا سابقاً من خدعة (( التقية )) التي يمارسها السيستاني، ولعبة إعلان المواقف المهادنة التي تدعي تأييدها للعملية الديمقراطية، وأكدنا ان هناك مخططاً من قبل اللوبي الايراني لسرقة الارادة السياسية الشيعية العراقية، وان السيستاني مهما أظهر تباعده عن سلطة الملالي في ايران واستقلاله عنهم ظاهريأً.. فأنه يلتقي مع إيران في تنفيذ إستراتيجية موحدة.. وهي الابقاء على هيمنة اللوبي الايراني على شيعة العراق المستمرة منذ ألف عام!!


لاحظ مدى إحتقار السيستاني لشيعة العراق حينما أقدم على إرسال أحد الاشخاص مبعوثاً للجامعة العربية يتحدث بأسم العراقيين من أصول ايرانية بصحبة شخص لبناني!!


لاشك إننا أمام عصابات خطرة مكونة من الاحزاب الشيعية ومرجعية السيستاني.. تعاني من عمى البصيرة عن رؤية حقيقة واضحة هي ان العراق أصبح جزءً من الامن القومي الامريكي والتحدي الاول أمام تنفيذ مشروع نشر الديمقراطية، والاهم من هذا أن أمريكا جاءت الى المنطقة لضرب جماعات الاسلام السياسي والارهاب – وليس العقيدة الاسلامية السامية – وبالتالي ان كافة ممارسات المرجعية والاحزاب الشيعية هي بالضد من المشروع الامريكي، وهي بمثابة إعلان حرب على أمريكا... فهل يتصور هؤلاء ( العباقرة ) أن أمريكا أسقطت نظام صدام وخسرت مئات الشهداء من جنودها ومليارات الدولارات من أجل تسليم السلطة والعراق لجماعة الاسلام السياسي وتسمح لعناصر ترتدي العمائم الدينية مرتبطة بايران بالجلوس على كرسي السلطة؟!

أشرنا في مقالات سابقة.. إن الغباء السياسيي للاحزاب الشيعية والمرجعية.. سيجبر الولايات المتحدة الامريكية على الاستعانة بالبعثيين للحفاظ على مشروعها في العراق من التهديد الشيعي الايراني، فالتوجهات العلمانية للبعثيين لاتشكل خطراً على المشروع الامريكي الديمقراطي، بينما توجهات التنظيمات الشيعية والمرجعية تعد تهديدا حقيقياً للوجود الامريكي ولمستقبل العراق ككل، واجهزة حزب البعث جاهزة لاستلام المهمة، فعناصر فرق الحرس الجمهوري والمخابرات والامن والاستخبارات تقف على أهبة الاستعداد للعودة الى السلطة، ولعل اجتماع بعض مسؤولي الادارة الامريكية بهيئة علماء المسلمين في مبنى السفارة الامريكية ببغداد هي اشارات تحذيرية للشيعة- واود التأكيد على إنني ضد عودة البعثيين للسلطة وأطالب بمحاكتهم وتنفيذ حكم الاعدام بهم-

دائما كان سبب مأساة العراق هم الطبقة السياسية الذين أدخلوه في دوامة الصراعات والاعدامات والحروب... والان مرة أخرى تدخل الطبقة السياسية العراق في بداية كارثة تلوح في الافق بسبب إنعدام مشاعر الانتماء الوطني لدى النخب السياسية، وغياب الاخلاص للبلد وتفضيل مصالحه على كل المصالح الاخرى، وبسبب العمالة لاعداء العراق، ولكن من نعم الله تعالى على العراق وجود الولايات المتحدة الامريكية على أرضه التي ستكون صمام الامان للمحافظة على وحدته واستمرار الديمقراطية فيه... ولقد أثبتت الاحداث أن أمريكا أكثر إخلاصاً للعراق من العراقيين.

[email protected]