الوجوه عابسة.. متجهمة..
يا ربي مفيش وشّ بيضحك أو حتي مبتسم..
الضاحك في بلدي ثلاث.. إما منافق.. أو أهبل.. أو بيستهبل..
كان لزاما عليّ أن أكون مبتسمة.. و إخترت الإستهبال كأخف الأقدار.
- تسمع المذيعة الغندورة و هي تسأل طفل "ما سبب نصر أكتوبر يا حبيبي؟؟" يجيب الطفل بنفس بلاهة سائلته "عشان الجنود كانوا بيقولوا الله أكبر"!!
أنا مش فاهمه!! يبقي أكيد المصريين الأقباط كانوا بيقولوا "الله محبة".. هي دي الوحدة الوطنية..
- تذهب لعملك صباحا و لا يأتي الأتوبيس في موعده.. لا بأس "كل تأخيرة و فيها خيرة".. ولا تنس أن تتمني يوما سعيدا للسائق و هو ينزلك في "المحطة" و التي هي ليست محطة إنما يقف فيها لأنه "شِنتل" و يكفي ان يكون السائق شيخا و أنت "تستفزة" كونك مسيحي لتعرف كم هو "شِنتل".
- يعطيك شخصا موعدا "بعد الظهر"!!
بعد الظهر ده امتي يا جدعان؟؟ أفضل مستنية من 12 و طالع يعني ولا إيه؟؟ إن جاء في خلال ربع ساعة من الموعد فهو بذلك "عدّاه العيب و أزح"، ولا بأس أن يتأخر عن الموعد نصف ساعة (إن كان محترما) و ساعتين (إن كان غير محترم). ثلاثين دقيقة في بلد يتعامل ب "بعد الظهر" ليست معضلة. المهم إن حضرته أو حضرتها وصلوا بالسلامة.
- يطل عليك أحد الطفيليات الإعلامية و يتحفك بالحديث عن مصر هبة النيل و نبراس الأمم، مصر الأهرامات.. مهد الحضارات.. و مهبط الأديان.. مصر زويل و نجيب محفوظ.. أم كلثوم و صلاح جاهين..
و ماله؟ برضه التفاؤل مطلوب.. و بث المشاعر الإيجابية في نفوس الشعب الكادح وظيفة الإعلام.. أمّال إحنا بندفع فلوس عشان يقولوا كلام يعكر الدم؟!
- أن يكون الترسو في حفل عمرو دياب في رأس السنة ب 450 جنيه و البريمو ب 850!! عيني عليك يا زويل محدش هيعبرك حتي لو ندوة ببلاش. بس و ماله.. برضه الواد عالمي و من حقه يفرد نفسه، و صدق من قال رزق الهبل ع المجانين..
- تركب تاكسي ثم يقرر "الباشمهندس" (مع الإعتذار لكل المهندسين) أو "النجم" أن ينزلك أول الشارع، لأنه مكسر و لن يدخله.. لا بأس أيضا.. "المشيّ رياضة"، و حذاري أن تلومه بل إحمد ربك شاكرا أن لك رجلين تمشي عليهما، و حذاري أن تنقص أجرته لأنه لم يوصلك للمكان المتفق عليه لأنك حينها ستواجه بقذائف متريليوز حيه أخفها "لما أنتم مش قد التاكسيات بتركبوها ليه؟؟"..
- تدخل أحد المكاتب الإدارية "بالجامعة الأمريكية" و أكرر "الجامعة الأمريكية".. تجد البخور مقاد و القرآن الكريم.. هي دي "الخصوصية الثقافية" و الجامعة الأمريكية بالنسخة المصرية..
- تركب المترو فتشجيك احدي الراكبات "التي لا تعرف وشها من قفاها" بدعاء ركوب الناقة لتردده خلفها.. و ماله، ناقة ناقة بس المهم الناس تكون محترمه و أمينة.. و الأمانة من الإيمان..
- أن تشتري قميصا من محل له توكيلات عالمية، ثم تجد قطع صغير مُداري بأيدٍ ماهرة.. الله عليك يا مصر طول عمرك ولادة، و الفسيخ في إيد ولادك شربات..
- ماء الشرب الذي لا غني لنا عنه قتل ثلاث سمكات ذهبيات لصديقتي.. في لحظة تعرضك لموقف مشابه يجب أن تسجد لله شكرا أنك لازلت علي قيد الحياة تشرب ماء يقتل السمك و أنت لازلت تبرطع في الدنيا طولا و عرضا، تأكل ما لا يقو عليه الفرنجة و الخواجات.. مما هو مدعاة للفخر و التفاخر.. ينظرون إليك حسدا و أنت تغوص حتي كوعك فيما يسبب لهم التسمم و يستوجب غسيل معدة و شربة الخروّع، تشم بَلا أزرق و هباب أسود إلي أن أصبحت قادرا علي إستنشاق ثاني أكسيد الكربون و الإستغناء به عن الأكسجين، و تسمع ما لا يحتمله الجهاز السمعي لثور!!
ماذا تريد أكثر من هذا؟ تفوقت علي السمك و الخواجات و الطبيعة و الثيران!! يا ساتر علي البني آدم.. طول عمره طماع!!
أشكرك يا رب لأنك أوجدتني في هذا البلد و ليس في أي بلد آخر..
.. بلد تغنيك عناء التعليم و وجع القلب و الدماغ.. يكفي أن تكون "راقصة" أو تعرفها و لو من بعيد لتأخذ وضعك ثالث و مِثلث..
.. بلد لا تعرف الله لكن تحفظ مواقيت الصلاة و التراويح و التسابيح عن ظهر قلب..
.. بلد تحفظ تراثها و أمثالها.. تفتخر بما صنعه غيرها.." و قالوا للحمار مين أبوك قاللهم الحصان خالي"..
.. بلد "مستنقع" تعلمك ألا تشجب الطفيليات لأنك أنت نفسك يجب ان تكون طفيل فيها لتعيش أو تتعايش..
السؤال الذي يلح عليّ ولا أعرف له إجابة أو بالأحري أخشي من إجابته هو.. "ما هي مدة صلاحية الجهاز الإستهبالي لدي المصري؟" وهل سنستورد أجهزة بديلة من الصين تكون أكثر كفاءة أم أننا تفوقنا أخيرا علي الصين في أحد المجالات؟؟
ماريان جورج- القاهرة.
التعليقات