كربلاء: قال عدد من اهالي كربلاء التي تبعد 110 كيلومترات جنوبي بغداد وثاني المدن الشيعية المهمة في العراق بعد النجف ان المواجهات العسكرية التي تدور رحاها الان في مدينة النجف ولليوم السادس على التوالي بين مليشيا جيش المهدي والقوات الامريكية اثرت تأثيرا كبيرا على الحياة الاقتصادية لمدينتهم التي يخيم عليها الان حالة من الحذر المشوب بالقلق. وقال محمد كاظم (43 عاما) صاحب محل اقمشة ان حركة التسوق في المدينة قد تاثرت كثيرا بسبب احداث النجف التي تجري الان. واضاف "قبل المواجهات كنا نفتح محلاتنا منذ الساعة السابعة والنصف صباحا ونستمر حتى منتصف الليل يشجعنا في هذا حركة الزوار للمدينة." وتابع قائلا ان الوضع الان مختلف تماما فعدد الزوار انخفض كثيرا "والمدينة يخيم عليها الحذر والترقب والجميع يعيشون حالة من القلق والسبب هو الوضع الماساوي الذي تعيشه النجف." وتعتمد محافظة كربلاء التي تضم مرقدي الامامين الحسين بن على واخيه العباس اعتمادا كبيرا على السياحة الدينية التي تشكل العصب الرئيسي للحياة الاقتصادية للمدينة شانها في ذلك شان مدينة النجف.

ويذكر ان عدم استقرار اي من مدينتي النجف وكربلاء يؤثر على الاخرى ذلك ان انشطة السياحة الدينية لهاتين المدينتين مرتبطة بعضها ببعض حيث اعتاد الزوار على زيارة المدينتين في ان واحد يشجعهما في ذلك قرب المسافة حيث لا يفصل المدينتين سوى 50 كيلومترا. وقال علاوي جبر (35 عاما) صاحب شركة للنقل ان حركة الزائرين كانت قبل اندلاع المواجهات في النجف جيدة جدا وان كل الحافلات التي تعمل في شركته وعددها 15 سيارة ميني باص لنقل الركاب "كانت تذهب كل يوم الى النجف حيث مرقد الامام علي او الى الامام الكاظم في بغداد او الى محافظة سامراء حيث مرقد الامام الحسن العسكري وتعود في نفس اليوم."

واضاف ان الحركة الان شبة معدومة "حتى اننا اصبحنا عاجزين عن تغطية اجور العمال العاملين في الشركة." وقال جبر "الوضع الحالي ينذر بالجريمة بسبب البطالة الكبيرة التي طالت العديد من الناس الذين يعتمدون في معيشتهم على كسب رزقهم بشكل يومي." ووسط هذا الركود الاقتصادي الكبير الذي تعيشه المدينة يرافقه ترقب لما يحدث في النجف وخوف كبير يعبر عنه اهالي المدينة من ان تمتد المواجهات الجارية الان في النجف لتصيب مدينتهم فان المسؤولين عن الامن يؤكدون على استقرار المدينة رغم بعض الخروق التي تحدث هنا وهناك.

وقال العميد عباس الحسيني قائد شرطة كربلاء ان الوضع الامني في مدينة كربلاء "طبيعي وان اجهزتنا تمارس دورها في توفير الامن والاستقرار بشكل جيد." واضاف الحسيني ان هذا الاستقرار مرده الى ان "اهالي المدينة قد نبذوا اي عملية تهدف الى زعزعة الجو الامني وخلق اي حالة من التوتر ممكن ان تسيء الى المدينة واهلها وعتباتها ومقدساتها." ومضى يقول ان "حدوث بعض الخروقات الامنية هنا وهناك لا يؤثر على الوضع العام للمدينة... هناك جرائم بسيطة تحدث كما تحدث في اي دولة." وقال الشيخ جلال الحسناوي من مكتب الصدر انه رغم المواجهات الدائرة الان بالنجف "الا اننا في كربلاء مازلنا ملتزمين تماما بالهدنة ونأمل من الجميع ضبط النفس وعدم اعطاء الفرصة للقوات المحتلة للدخول الى المدينة واستباحتها كما فعلوها اخر مرة في حزيران يونيو الماضي." واضاف " نامل من اهل كربلاء ان يتوحدوا صفا واحدا اذا تطلب الامر ذلك."