انخفضت أسعار النفط و بنسبة 12% في ألأسواق النفطية العالمية في الأسبوع الماضي بعد ان وصل سعر النفط الخام الأمريكي الخفيف الي أعلي مستوياته ليصل عند 50 دولار للبرميل الواحد. ومن غير المعروف ان كانت أسعار النفط تواصل انخفاضها أم انها ستستقر أم انها سترتفع مرة أخري و مع فصل الشتاء القادم. وأصبح من الصعب التكهن يأسعار النفط للفترة المقبلة أو للسنوات القادمة في غياب طاقة نفطية فائضة أي احتياطيات جاهزة للتصدير من الدول النفطية من داخل وخارج دول "الأوبك". و ستظل أسواق النفط وأسعار النفط تحديدا غير مستقرة الي تكون وتتكون طاقة انتاجية فائضة من النفط الخام في السنوات القادمة في نهاية 2007.

والاجتماع القادم في منتصف الشهر القادم في فينيا لمنظمة الدول المصدرة للنفط " أوبك" سيكون أجتماعا عاديا والمتوقع ان ينتهي بالتزام المنظمة بتهدئة و استقرار الأسعارو التزامها المطلق بأنتاج النفط بأقصي طاقاتها المتوافرة. لكن لن يساعد الأجتماع من تهدئة و أستقرار أسعار النفط علي المدي القريب.

و لكي تستقر أسعار النفط مرة أخري و تستعيد "أوبك" مكانتها و سيطرتها علي أسواق النفط لا بد علي الدول النفطية من زيادة استثماراتها النفطية و بسرعة حيث لم تتغيرالطاقة ألانتاجية للمنظمة منذ عام 2000 ومازالت عند 500 ر31 مليون برميل في اليوم في حين ان الطلب العالمي قد زاد بأكثر من 6 ملايين برميل في اليوم و من المتوقع ان يتواصل زيادة الطلب العالمي علي النفط و بشكل مستمر حيث من المتوقع ان يزداد استهلاك الولايات المتحدة من النفط وبنسبة 4% و الصين وبنسية 30% مما يعني ان أسعار النفط ستظل مرتفعة طالما لم تتوافر كميات نفطية زائدة لدي الدول المنتجة للنفط.

وفي نفس الوقت وطوال السنوات الأربع الماضية لم تستثمر الدول النفطية في التنقيب و البحث و الاستكشافات النفطية الجديدة بل الذي حدث هو العكس حيث انخفضت عدد الآبار المنتجة و بنسبة 10% في كل من فنزويلا، نيجيريا، إيران، قطر و الكويت. ولا تفصح ولا تعلن الدول النفطية عن برامجها المتعلقة حول الأستثمارات النفطية. وقد تكون الدول النفطية علي حق بعدم زيادة استثماراتها النفطية خوفا من عدم استغلال الطاقات الفائضة و لاتحقق عائدا مناسبا علي استثماراتها المالية. و تؤكد وكالة الطاقة الدولية بأن دول " أوبك" ستزيد طاقاتها الأنتاجية و بمقدار 300 ر 2 مليون برميل مابين عامي 2005 -2007 و لكن العمل الفعلي و التنفيذي لم يبدأ بعد.

ونقول و نكرر مرة أخري بأن أسعار النفط لن تستقر طالما الدول النفطية لا تمتلك طاقات انتاجية فائضة لتقابل الطلب العالمي المتزياد علي النفط. و الحل الأول والأخير بيد الدول المنتجة للنفط و ذلك بزيادة استثمارتها النفطية لمسايرة الطلب المتزايد.

*محلل نفطي [email protected]