برلين: في حديث له مع الإعلام في برلين اليوم لم يخف الرئيس العراقي غازي الياور بأن أهم نقاط بحثه مع المسؤولين الألمان هي قضية الديون المترتبة على بلاده ويرغب أن تعفى منها بالكامل ويصل حجمها إلى 5،3 مليار دولار، وألمانيا هي أكبر دائن من بين البلدان الغربية.
لكن رئيس الجمهورية الألماني هورست كولر الذي التقاه ظهر اليوم، وهو رجل مال وكان مدير صندوق النقد الدولي سابقا وعده بعزم برلين وضع كل ثقلها لتنفيذ المجتمع الدولي لخطة عون للعراق تتضمن أيضا شطب جزء من الديون وليس كاملها، وحسب قوله أيضا أهم الخطوات حاليا عودة الأمن والاستقرار إلى العراق كي تتوفر الفرص لتعميره من جديد، وسددت ألمانيا قسطا وفيرا مما وعدت به للعمل على استتباب الأمن مثل تدريب رجال الأمن والشرطة العراقية ومدهم بكل المعدات المطلوبة، وهو واثق بأنها ستواصل هذه المهمة ولن تقتصر على المجموعات التي دربت حتى الآن على يد اختصاصيين.

رغم ذلك شكر الياور ألمانيا على نيتها شطب جزء من ديون بلاده واعتبر المحادثات التي جرت مع المسؤول كانت صريحة وواضحة وإيجابية أيضا ما يتعلق بقضايا أخرى لم يذكر تفاصيل عنها. وكان الياور بدأ زيارته التي تستغرق يومين بلقاء مع رئيس الجمهورية ويلتقي مساء اليوم المستشار غرهارد شرودر ووزير الخارجية يوشكا فيشر وتتركز المحادثات على مشاركة القطاع الاقتصادي الألماني لإعادة بناء العراق كذلك العون الإنمائي الذي تعزم برلين تقديمه لتأهيل قطاعات مختلفة مثل التعليم والبنية التحتية. وبعد لقائه أمس زعيمة الحزب المعارضة المسيحي الديمقراطي انجلا مركل وتناول الوضع العام في العراق ومنطقة الخليج العربي كان للرئيس العراقي الياور اجتماع مهم مع 340 من الفعاليات الاقتصادية والمالية والصناعية الألمانية، وذلك بدعوة من الرابطة الاتحادية للصناعيين الألمان تناول إمكانيات الاستثمار في العراق، فحتى الآن ما توفر لهم من مجالات للاستثمار ليس على المستوى المطلوب أو يوازي حجم تواجدهم سابقا في العراق.

وبرلين هي أول محطة أوروبية للرئيس العراقي ويزور فيها إسبانيا وبريطانيا وبروكسل حيث مركز الاتحاد الأوروبي، وبدون أسباب واضحة ألغيت زيارته إلى باريس وكانت من المفترض أنها المحطة الأول له في أوروبا، لكن السبب واضح هو التشنج الذي يسود العلاقة بين العاصمتين نتيجة عدم إطلاق سراح الصحافيين الفرنسيين حتى الآن وخطفا قبل أيام.