طلال سلامة من روما: تراجع بورصة نيويورك إمكانية افتتاح المداولات التجارية في وقت أبكر من المعتمد اليوم، بهدف التفاعل في الوقت المناسب مع التعاملات الأوروبية التجارية، وبشكل خاص حركة بورصة لندن التي تستبق نيويورك بخمس ساعات. وتعد الفكرة - وهي في مرحلة إعداد مبكّرة جداً - من بين عدة خيارات تناقشها إدارة أكبر سوق أوراق مالية في العالم، بداعي تنويع مجرى العائدات. كما تشكل المناقشات الإبداعية حول افتتاح البورصة الأبكر في اليوم جزءاً من طموحها الأوسع لرفع العائدات؛ ولا يعرف لحد الآن سواء كانت هذه الفكرة عملية أم لا. على أية حال، تستكشف بورصة نيويورك الطرق لكي تصبح السوق الثانوية لتجارة الأسهم الأوروبية وليس فقط القيام بدور إيصالات الإيداع الأميركية، المدرجة لها. وتنظر أيضاً إلى زيادة أعمال تبادل الأموال؛ وقدّمت كذلك إلى لجنة الأوراق المالية والتبادل، المنظّم الحكومي الأميركي، طلب رخصة لتوسيع تجارة السندات، الصادرة من الشركات.

وتتزامن المناقشات الداخلية في بورصة نيويورك مع حالة بورصة لندن، الضعيفة حالياً، لأن اندماج الأخيرة المحتمل إما مع البورصة الألمانية Deutsche Boerse أو مع البورصة الفرنسية Euronext سيحدث ثورة إدارية تتطلب توحيد الأنظمة التجارية، في مسار معلوماتي جديد. من جانبها تؤكد بورصة نيويورك أنها لا تنوي دخول حرب المزايدات، للهيمنة على بورصة لندن، لكنها ترغب بالطبع استقطاب جزء من التجارة والنتائج المالية اللندنية، خاصة فيما يتعلق بأعمال تبادل المال والعملات. ويجدر بالذكر أن قاعدة Sarbanes-Oxley Act قد آلت الى تأثيرات ضارّة لأنها ردعت الشركات الأوروبية من الاكتتاب في سوق وول ستريت. ولذا، تعتبر أية محاولة لزيادة تجارة بورصة نيويورك في الأسهم الأوروبية مؤشراً الى ردة فعل أميركية رزينة إزاء التباطؤ في إدراج الشركات الأوروبية في قائمتها؛ كما يرى المحللون هذا التحرك كفرصة النمو الوحيدة لبورصة نيويورك في أوروبا. من جهة أخرى، تتمتع بورصة نيويورك بسيل متواصل من الشركات الآسيوية والأميركية اللاتينية التي تتاجر عندها في حجم أسهم أعلى من ذلك المسجٌل في أسواقها الداخلية.

وحالياً، تبدأ جلسة تعامل سوق نيويورك للأوراق المالية في الساعة 9.30 صباحاً وتغلق في الساعة 4 مساءً، بينما تبدأ تجارة لندن في الساعة 8 صباحاً وتنتهي في الساعة 4.30 مساءً(أي الساعة 11.30 صباحاً في توقيت نيويورك). وفي فرانكفورت، التي تستبق الساحل الشرقي الأميركي بست ساعات، تبدأ التجارة في الساعة التاسعة صباحاً وتغلق تجارتها الإلكترونية في الساعة 5.30 مساءً وتجارتها المكتبية في الساعة 8 مساءً. ونموذجياً، يزيد حجم المداولات التجارية في أوروبا بعد أن تفتح بورصة نيويورك. وأخيراً، يُرى حجم المداولات التجارية الكبير في وول ستريت كدليل على نشاط المستثمرين غير الأميركيين.