إذا كان الزمن العربي يغلق بعتمته على الحب والقصيدة ويهدم حروف العشق ليبني بها أساطير من التخريف والعجز، فإن السنديان يرفض أن يبدّل أوراقه أو يخلع عنه أعشاش العصافير، و قد قرر الاحتفاء كل عام بقصائد الشاعر السوري الراحل محمد عمران.. ولا ننسى أن ريف طرطوس ترك لنا ثروة بحجم القلوب : مسرح سعد الله ونوس وشعر محمد عمران.
تنطلق الدورة التاسعة من"مهرجان السنديان" في 20-21 من الشهر الجاري في قرية الملاجة التابعة لريف طرطوس. وقرية الملاجة هي قرية الشاعر السوري الراحل محمد عمران التي لا يتجاوز عدد سكانها 800 نسمة. ويقام هذا المهرجان كل عام لفتح نافذة على ذكرى محمد عمران. ‏
يشارك هذا العام في المهرجان : سيف الرحبي(عمان) ميسون القاسمي(الامارات) جلعاد(الاردن) لينا الطيبي (سورية) بندر عبد الحميد(سورية) محمد بنيس(المغرب) عبدو وازن (لبنان ) هالة محمد(سورية) ومحمد حلمي(فلسطين). كما تقام‏ أمسية موسيقية لعازف العود العراقي نصير شما، إضافة إلى معرض للفن التشكيلي و التصوير الضوئي و النحت.
من أعمال الشاعر السوري الراحل محمد عمران : أغان على جدار جليدي 1967، الجوع والصيف دمشق 1969، الدخول في شعب بوان 1972، كتاب الملاجة -شعر- بيروت 1980، للحب أيضاً وقت -مقالات- دمشق 1980، أوراق الرماد - مقالات دمشق 1980، قصيدة الطين -شعر- دمشق 1982، الأحمر والأزرق -شعر- دمشق 1984، الأشياء -مقالات- دمشق 1984، نشيد البنفسج -شعر- حمص 1992، لأعمال الشعرية -مجلدان -دمشق 1991- دار طلاس، كتاب المائدة - شعر- طرطوس 1995.
ولد محمد عمران في الدريكيش عام 1943، وتلقى تعليمه في الدريكيش وتخرج في جامعة دمشق حاملاً الإجازة في الأدب العربي، عمل محرراً ورئيس تحرير عدد من المجلات أبرزها " المعرفة".
وفي عام 1997، وبشكل مخيف ومحزن، خرجت غيمة من خلف جبال طرطوس ووقفت فوق قرية محمد عمران، وقالت له : تعال يا شاعر الحب أما مللت أصوات العصافير وصوت أوراق السنديان تحضن بعضها على الأرض ؟ فنزلت إلى الأرض وحملته معها بعيدا هناك خلف التلال حيث نسمع ضحكة طفلة صباح كل يوم.