نتناول في عرض الصحف لهذا اليوم، أصداء زيارة نتنياهو لواشنطن، وموقف الكنيست الإسرائيلي من إدارة الرئيس الأمريكي بايدن لملف إيران، و"الحيوية" التي تجلبها كامالا هاريس للحزب الديمقراطي.
ونبدأ جولتنا من صحيفة الغارديان البريطانية ومقال لإلي كليفتون بعنوان "نتنياهو سبب في التراجع الحاد للإجماع المؤيد لإسرائيل داخل الولايات المتحدة".
يقول الكاتب إن خطاب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أمام جلسة مشتركة لمجلسي النواب والشيوخ، يبدو وكأنه انتصار سياسي، غير أن الأحداث السياسية التي شكّلت خلفية الخطاب تكشف عن تراجع حاد في الإجماع الحزبي المؤيد لإسرائيل في الولايات المتحدة.
ويرى الكاتب أنه من غير المتوقع في الداخل الإسرائيلي أن يجد نتنياهو جمهوراً داعماً له أيضاً، حيث "يريد 72 في المئة من الإسرائيليين استقالته بسبب الإخفاقات التي سمحت لهجمات السابع من أكتوبر/تشرين الأول، ويفضلون التوصل إلى اتفاق للإفراج عن الرهائن على تدمير حماس".
ويعتبر الكاتب أنه على الرغم من قول نتنياهو إنه يبذل قصارى جهده لإعادة جميع الرهائن، إلا أنه بدا وكأنه يرفض صراحةً اتفاق الرهائن في خطابه أمام الكونغرس، حيث أعلن أن إسرائيل "يجب أن تحتفظ بالسيطرة الأمنية الشاملة [في غزة] لمنع عودة الإرهاب، ولضمان عدم عودة التهديد من غزة"، وهو هدف حرب يقول الجيش الإسرائيلي إنه غير قابل للتحقيق، وشرط لن توافق عليه حماس، حسبما يقول الكاتب.
ويضيف الكاتب أن رحلة نتنياهو إلى واشنطن، التي خطط لها قبل أن ينهي بايدن حملته لإعادة انتخابه، تأتي الآن مع حالة من عدم اليقين السياسي بشأن كيفية تعامل كامالا هاريس، المرشحة الديمقراطية المحتملة، مع العلاقة بين واشنطن وإسرائيل، حيث فقدت الإدارة التي لا تزال هاريس جزءاً منها، قدراً كبيراً من التأييد، خاصة في الولايات المتأرجحة الحيوية مثل ميشيغان.
ويوضح الكاتب إنه ربما بدا الخطاب وكأنه انتصار لرئيس وزراء إسرائيلي محاصر، لكن الاختبار الحقيقي لمناورة نتنياهو السياسية لن تتضح إلا عندما تحدد هاريس أجندة السياسة الخارجية لحملتها الرئاسية.
ويضيف الكاتب أن هاريس يمكن أن "تستنتج أن الوقت قد حان لمزيد من الوضوح بين الولايات المتحدة ونتنياهو، والنأي بالولايات المتحدة عمّا يجري في القطاع، وربط المساعدات العسكرية الأميركية لإسرائيل بإنهاء الحرب على غزة"، ويختتم أن "من شأن ذلك يكون بمثابة نقطة تحول رمزية وواضحة للغاية في الدعم الأميركي الحزبي الذي تمتع به نتنياهو طوال حياته السياسية".
الكنيست وإيران
وننتقل إلى صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" ومقال لآفي جل بعنوان "لماذا أحبط الكنيست خطة بايدن بشأن إيران؟".
يقول الكاتب إن قرار الرئيس الأمريكي، جو بايدن بسحب ترشيحه، والدراما السياسية التي أعقبت ذلك، أبعد العديد من القضايا عن أجندة وسائل الإعلام، ومن بينها القضايا المتعلقة بالعلاقات الإسرائيلية الأمريكية، وقرار الكنيست بمعارضة إقامة دولة فلسطينية، وهو ما اعتبره الكاتب "استفزاز آخر اضطر (بايدن) إلى تجرعه".
ويرى الكاتب إن رفض الكنيست الصريح لدولة فلسطينية مستقبلية يُظهِر أن ائتلاف نتنياهو لا يكتفي بطعن بايدن مرة واحدة، بل يصر على طعنه عدة مرات.
ويقول الكاتب إن القرار بمثابة عقبة أمام "إنشاء تحالف إقليمي ضد العدوان الإيراني المتزايد، حيث يتطلب حجر الزاوية في هذه الخطة تطبيع العلاقات الإسرائيلية السعودية"، مشيراً إلى أن شرط الرياض لمثل هذا "التحول التاريخي"، هو "الاعتراف بأفق سياسي مستقبلي قائم على حل الدولتين"، وهو ما يرى الكاتب أن قرار الكنيست "يقوضه" ويضع العقبات في طريق العلاقات بين القدس والرياض.
ويقول إن الولايات المتحدة تجد صعوبة في فهم معنى الموقف الإسرائيلي، حيث وقفت إدارة بايدن إلى جانب إسرائيل وقت الشدة وقدمت لها بسخاء الدعم العسكري والاقتصادي والدبلوماسي. ويرى أنه ما كانت إسرائيل لتتمكن من اعتراض الصواريخ والطائرات بدون طيار الثلاثمائة التي أطلقتها إيران على أراضيها قبل ثلاثة أشهر لولا المساعدة الأميركية.
ويرى الكاتب أن لغة قرار الكنيست تكشف عن أنه لا يكتفي بطعنة واحدة للأميركيين، إذ نص أيضاً على أنه "يعارض بشدة إقامة دولة فلسطينية غرب نهر الأردن"، ولم يذكر شيئاً عن معارضة إقامة الدولة شرقي نهر الأردن، متساءلاً: "ألا تخشى إسرائيل أن يؤدي الحكم الفلسطيني هناك إلى تقريب الحرس الثوري الإيراني من عتباتها الشرقية؟".
ويشير الكاتب إلى أن الحكومات الإسرائيلية السابقة كانت "حريصة على تنمية التعاطف الأمريكي مع إسرائيل، وكانت تحرص على عدم الإشارة إلى مرشح مفضل لرئاسة الولايات المتحدة"، فيما تجاهل ائتلاف نتنياهو "المساعدة الهائلة" التي قدمها بايدن لإسرائيل، وتجاهل مواقفه بشكل صارخ، وأعلن بشكل صريح عن تطلعاته إلى فوز ترامب.
ويختتم قائلا إنه إذا استمرت إسرائيل في إدارة العلاقات مع الولايات المتحدة بنفس هذه الصورة "المتغطرسة"، فإن العلاقات بين البلدين سوف تتدهور حتى لو فاز ترامب في الانتخابات الرئاسية.
كامالا هاريس و"متعة السياسة"
ونختم جولتنا من صحيفة واشنطن بوست ومقال لكيت كوهين في صفحة الرأي بعنوان "كامالا هاريس تعيد المتعة إلى السياسية".
وتقول الكاتبة إنها وبعد انسحاب بايدن من السباق الرئاسي وتأييده لنائبة الرئيس كامالا هاريس، جلست مع ابنتها وهما تتصفحان ردود الفعل على الهاتف، وشاهدتا مقطع فيديو مجمع لهاريس على نغمات أغنية راقصة، حينها أدركت أنها وابنتها كانتا تستمتعان بتلك اللحظات.
وتعتقد كوهين أن الجيل الأصغر سناً من الناخبين، يعيدون تصوير هاريس على أنها "فتاة شقية" وحيوية، وتتساءل: "متى كانت آخر مرة شعرت فيها بأن تأييد الحزب الديمقراطي بهذه المتعة؟".
وترى الكاتبة أن بايدن فعل أشياء عظيمة كرئيس، لكن تأييده "لم يكن ممتعاً أبداً - سواءً عندما كان يخوض حملة الترشيح، أو حتى أثناء ولايته" موضحة أن بايدن "لم يقدم أبداً عبارات لاذعة لزيادة الدوبامين، أو خطاباً يجعل القلوب تنبض بسرعة".
وتقول كوهين إنه ربما كانت تلك المتعة هي أحد أسرار ترامب، حيث يتبعه بعض الناخبين جزئياً من أجل "المتعة المتمثلة في مشاهدة رجل استعراضي والمشاركة في العرض".
وترى الكاتبة أن السياسة والحقائق مهمة، وأن ترامب وأتباعه يزدرون الحقيقة في العديد من القضايا الهامة مثل المناخ والإجهاض، والرعاية الصحية، ولكن رغم تزييف الحقائق يقدم لجماهيره متعة المشاهدة، متساءلة: "هل خوض المعركة العادلة يتعارض مع قضاء وقت ممتع؟ أم أن قضاء وقت ممتع هو أحد المفاتيح لجذب الناس للانضمام إلى الحزب؟"، وتختتم بأن "كامالا الضاحكة، هي ما كنا نحتاجه تماماً".
التعليقات