من بيروت: يواصل حسن الشيخ إنجاز مشروعه الفكري ، بتناول أفكار الفيلسوف الإسلامي الكبير احمد بن زين الدين الأحسائي بالدراسة والتحقيق وإعادة القراءة. وقد بدأ حسن الشيخ هذا المشروع الهام منذ بضعة سنوات وخرج إلينا بكتابه الهام ( آخر الفلاسفة ) الذي أثار جدلا علميا واسعا على الساحة الإسلامية. وتأتى هذه الدراسة النقدية لسيرتي ابن رشد القرطبي وابن زين الدين الأحسائي الفلسفية، إلا إنها وكما يؤكد الكاتب ليست دراسة تاريخية وان دخل التاريخ في ثناياها أحيانا ، بل تهدف لاستعراض القضايا والمسائل الفلسفية التي تناولها هذان الفيلسوفان الثائران. وتنحو هذه الدراسة الجديدة لمقاربة أفكار الفيلسوفين بمنهج جديد لا يعتمد على السرد التقليدي لآراء كل منهما بل إنها اتكأت علة استخدام المنهج المقطعي كأداة للبحث العلمي والتحليل ، وهو منهج مستمد من الدراسات الاجتماعية ولا سيما الدراسات الإدارية التي تعتمد على هذا المنهج من اجل تحليل أهداف ومهام المؤسسات الإدارية الكبرى للوصول إلى تصور شمولي كامل. وقد احتوى الكتاب الجديد الصادر عن عد دار الرأي اللبنانية على العديد من البحوث الفلسفية المبتكرة في فلسفتي ابن رشد وابن زين الدين والتي يزعم الكاتب ان أحدا من الكتاب لم يتطرق إليها قط. وان المواضيع التي تناولها الكاتب تعد مواضيعا جديدة تبحث لاول مرة.

ومن المتوقع ان يثير الكتاب الجديد العديد من الأسئلة والكثير من النقاش فشخصية الأحسائي تعرضت للاتهام وسوء الفهم من العامة كغيرها من الشخصيات الإسلامية التي امتهنت الفلسفة للدفاع عن العقيدة. وقد عرف عن الشيخ احمد الأحسائي صفاء العقيدة والبعد عن الغلو والاتكاء في منهجه الفلسفي على القرآن الكريم والأحاديث الشريفة ، ونبذ الفلسفة اليونانية القديمة التي لا تنسجم مع الفكر الإسلامي الأصيل.