بلقيس دراغوث: الجنس، مكان محظور، خط أحمر، ورغم ذلك تجد آذانا مصغية بانتباه كبير كلما تطرق أحدهم للموضوع. الطبيعة البشرية بكل أطيافها واختلافاتها وعقائدها وثقافاتها أجمعت على أسلوب واحد في التعبير الجسدي... الجنس.قد يكون الدافع الحب أو مجرد رغبة جسدية بحتة، لسنا بصدد مناقشة ما إذا كان الجنس غاية أم وسيلة، لكنه أسلوب للتعبير عن حالة نفسية تتجسد في لحظات نشوة يمر بها كل الناس من دون استثناء. فالعملية الجنسية برمتها قائمة على لحظات النشوة هذه، فهي المسبب والدافع لهذا الفعل الجسدي.

لن نتحدث عن الضوابط الشرعية أو الأخلاقية، ولن نفند ما يحق أو لا يحق فعله. ولن نتطرق حتى الأسلوب الخاطئ الذي يتبعه الآباء في مساعدة اولادهم للتعرف على أجسادهم والتفاعل مع المتغيرات او الحاجات. لكن ما سنحاول فعله هو "إرضاء" فضول من يستمع بانتباه ويتظاهر بعدم المبالاة. ولعل هذه الآذان الفضولية تجد اجوبة على أسئلتها التي من المؤكد انها لن تجدها في فيلم إباحي أو مجلة مبتذلة.

د. زكي حنقير أخصائي إجتماعي حائز على دكتوراه في علم الاجتماع اضافة الى اختصاصه الطبي في الأمراض الجنسية عند الجنسين، هو المصدر المعتمد للمعلومات الجنسية في هذه المقابلة التي ستحاول قد المستطاع تقديم المعلومات من دون اللجوء إلى أساليب ملتوية او مصادر "واهية و خاطئة".

.. فتاة تنبض حيوية وجمالا تنتظر في تلك العيادة، التي تتوزع ملصقات التوعية على جدرانها بشكل كثيف. ما السبب الذي دفع بهذه الفتاة الى زيارة دكتور امراض جنسية.. اسئلة كثيرة وفضول اكبر.
:"قد يكون زوجها من يعاني من مشكلة عارضة، لكن الرجل الشرقي يعتقد أن الرجولة قابعة في القسم السفلي من الجسد!! مع العلم أن معظم أسباب المشاكل الجنسية نفسية وليس جسدية". اجاب الطبيب عن التساؤل بمرح خفيف.


الرغبة الجنسية حاجة فطرية تخلق مع الإنسان وتنمو معه تدريجيا..في أي فترة من عمر الإنسان تحديدا يشعر بها؟

يولد الطفل كاملا متكاملا بوجود جميع الاعضاء والغدد المسؤولة عن التحكم بأعضائه، وتنمو تدريجيا مع نموه الجسدي والنفسي ليصل الى مرحلة من الوعي تمكنه من استيعاب المفهوم وتقبله والتفاعل معه.المراحل متعددة منها، على سبيل المثال، عندما يكون في تنافر مع الجنس الاخر ثم تنمو مشاعر الحب يليها البلوغ الخ..

وفي أي عمر يرغب الشاب/الفتاة في ممارسة الجنس مع الآخر؟

يختلفوضع الشاب عن وضع الفتاة. فحين تتخطى الفتاة مرحلة البلوغ يصبح جسدها شبه مهيّأ لعلاقة جنسية وكذلك الشاب، طبعا بغض النظر عن التاثير النفسي الذي تتركه العلاقة الجنسية حتى لو في إطار الزواج. ومن جهة أخرى مثلا قد تبلغ الفتاة السادسة عشرمن عمرها ولا تعرف تفاصيل عامة او عناوين عريضة للعلاقة الجنسية لتردد كلمات "عيب" و"حرام" على مسامعها منذ الطفولة فتخلق حالة من الخجل من نفسها واعضائها الأنثوية فتلجأ الى إخفاء جسمها بدافع الخجل وكأن جسدها خطيئة وليس بدافع الاحتشام للإحتشام. فتغلق هذا الباب نهائيا إلى أن تتزوج وتكون الليلة الاولى طامة كبرى و كارثة تؤثر على مجمل حباتها فيما بعد!!
المرحلة الطبيعية كي تشعر الفتاة بالرغية تبدأ من سن الحادية عشر الى الرابعة عشر وطبعا تكون مبنية على خيالات مبهمة رسمتها في خيالها بناء على مشاهد الحب التي تراها في التلفاز او المجلات وخلافها.

اما الشاب وضعه مختلف، وذلك لأن لديه هاش من الحرية أكبر يمكنه من التطرق إلى هذا الموضوع واستثارة هذه الاحاسيس، لأن ضوابط "العيب" إياها تكون أخف وبالطبع يشعر بهذه الرغبة بعد سن البلوغ.

هذه الأحاسيس التي تختلج الشاب والفتاة، في ظل تغير الواقع الاجتماعي وارتفاع معدل سن الزواج...إلى أين المفر؟

أنا لا أعتقد أن هذ الأحاسيس تشكل هاجسا يدعو إلى القلق أو الخوف، هي مجرد فضول وإثارة خفيفة لا تشكل خطرا إذا اقتنع أن ما يشعر به طبيعيا وأن الرجل والمرأة خلقوا لبعضهم البعض وأنه في بداية تكوينه الجسماني والنفسي وأنها ليست خاطئة بالدرجة الأولى، حتى ليظن البعض انها نوع من الذنوب ويبدا بالاستغفار على ذنب لم يرتكبه، ماذا يفعل إذا لو علم ما تخبئ له الأيام!!!

البعض يفضل ممارسة الرياضة للتنفيس عن هذه الطاقة الزائدة في الجسد أو الاشتراك في نشاطات لامنهجية تطوعية تملأ وقت الفراغ ولا تجعل من الجنس الشغل الشاغل له عسى" يشغل نفسه!!"، أما البعض الآخر فيلجأ الى العادة السرية والتي لا تشكل ضرر جسدي بقدر ما تضر نفسيا في حال ارتفاع نسبة تواترها واعتياد الشخص عليها. وهناك أشخاص يوكلون جسدهم بحل مشكلته بنفسه عبر إخراج ما يتوجب إخراجه في أثناء النوم أو الاحتلام سواء عند الشاب أو الفتاة.

من المتعارف عليه أن يبحث الزوجة عن زوجة عذراء بكر لأسباب تدخل تحت عنوان " الشرف" و "الحفاظ على النفس" بينما تتقبل الزوجة فكرة أنها ليست الأولى بل بالعكس تفضل بعض النسوة أن يكون ذا خبرة في هذا المضمار!!

عذراءأو غير عذراء، القضية في منتهى البساطة، علاقة حب تتكلل بالزواج من اجل تشريع هذه العلاقة أمام الناس والمجتمع، والجنس هو مجرد حالة سامية من الحب يتم ترجمتها بأحاسيس جسدية لإشباع رغبة الشخص نفسه والطرف الاخر. لا يصل الأزواج إلى مرحلة الإنسجام في الفراش الزوجي من الممارسة الاولى عليهم أن يحاولوا مرارا وتكرارا. هذا لا يعني أنهم فشلوا، فهي ليست مسابقة أو تحد إنها مشاركة وشراكة، أخذ وعطاء، والسبيل إلى ذلك هو الصراحة المطلقة والإفصاح عن ما يحب كل منهما وعن ما يكره حتى الوصول إلى النشوة المنشودة. الحياة الجنسية المنسجمة تؤدي الى حياة زوجية منسجمة أيضا.

في مجتمعنا الشرقي يطلب الشاب فتاة عذراء كي يكون أول من يدخل عليها وبفقدها عذريتها، وذلك "ظنا منه" انه انتصار وهو عمليا تفكير سخيف وتافه وكأن المرأة تحد. إنها عادات موروثة منذ مئات السنين وكأنه إذا تزوج بغير عذراء لن يصل الى النشوة المبتغاة!!! أنا لم أقرأ ابدا نصا دينيا يمنع الزواج من إمرأة فاقدة العذرية. النص الديني يحرم أي علاقة خارج إطار الزواج ،نعم،
وذلك ينطبق على الرجل ايضا ..." إنما حرم عليكم الزنى" لم يقل عليكن!! هذه أساطير عادات وتقاليد خاطئة لا بد وأن تندثر في يوم من الأيام.

لندخل الآن إلى صميم العلاقة الزوجية، ما هو تأثير عدم إرضاء الطرف الآخر أي عدم إيصاله إلى النشوة؟

طبعا مؤذ ويؤدي الى اضطرابات نفسية واستياء وامتعاض ينعكس على الحياة العادية اليومية وقد يؤدي الى الطلاق، لأن طرف واحد يحصل على المتعة بينما يترك الآخر بحالة متقدمة من التفاعل الجنسي من دون الإشباع. وأفهم ان الزوجة هي المعنية بالسؤال فهي قد تعاني من هذه المشاكل لأن الزوج بمجرد القذف يكون قد أفرغ ما في داخله وروى عطشه. الواقع هنا ان الزوج الذي يمارس الجنس بكل أنانية لن يستمتع أبدا كالزوج الذي يطلق العنان لزوجته كي تتصرف براحة وتدلل جسده قبل جسدها ، فالحالة هنا تختلف تماما والاحساس و النشوة وحتى السكرة التي تلي النشوة. عندما يشعر الزوج بنفس وقبلات زوجته على جسده كاملا ليست أبدا كالعلاقة التي تقتصر على الولوج والقذف وكان الله في عون الاخر.

الزوجة تمر في حالة تصاعدية وهي تخرج من فرجها سائلا لزجا لتسهيل عملية الولوج لكنها تخرجه اكثر من مرة قبل الولوج و خلال الـ "intercourse" ستصل حتما الى النشوة إذا مرت بهذه الخطوات التصعيدية تدريجيا وأركز على كلمة تدريجيا. وهذه المراحل نفسية قبل أن تكون جسدية. المرأة كائن ينبض بالعطف والانوثة والنعومة وهي بحاجة الى استثارة هذه المشاعر عبر كلمات معينة تليها مداعبات بين الزوجين بحسب أهوائهما وهي تختلف بين شخص وآخر، أحيانا تكون قبلة دافئة كفيلة باستثارة هذه المشاعر. المسألة مسألة انسجام قبل أي شيء آخر.

إن عملية الولوج لا تستغرق أكثر من دقائق لكن التمهيدات هي التي تحرك دفة العملية إلى الأمام وهذا شيء خاص يدخل في حميمية العلاقة ومدى التواصل والمودة بينهما، وعلى الطرفين أن يتعرفا على ما يحب الآخر ويقوم به. الرقصة بحاجة إلى اثنين ويجب ان يعطيا جزءا من نفسيهما للوصول إلى المراد.

تختلف وضعيات الجنس بين الأزواج طبعا حسب راحة كل منهم..ما هي باختصار هذه الوضعيات؟

تغيير الوضعيات الجنسية مهم جدا في أي علاقة كانت، وهو بمثابة إضافة البهار إلى العلاقة لأن اعتماد نفس الطريقة دائما سيؤدي حتما الى الملل بعد فترة معينة وتتراجع نسبة الحماس في العلاقة ويدخل الزوجان في متاهة الاولاد والمسؤووليات و يكون "راح اللي راح"

تتقسم وضعيات الى الجنس الى فئات:
- الرجل فوق المرأة
- المرأة فوق الرجل
- الوضعيات وقوفا
- جلوسا
-على جنب
- على كرسي
- الجنس الشفوي
- المرأة على ركبيتها

هي عديدة جدا وللاتطلاع عليها بشكل مفصل أكثر وبطريقة ثتقيفية بحتة خالية من الابتذال انصح بالاطلاع على هذا الموقع: http://www.101positions.com/

بعض النساء يلجأن لي شاكيات مثلا أن زوجها طلب منها وضعية ما وهي رفضت لأنها لا تقبل وتخجل و تتعدد الاسباب، مع العلم أن هذا طلب طبيعي ويضيف حماسا ويكسر الروتين ويعزز أواصر العلاقة الجنسية ويرسخها.

قد يكون الجنس حاجة جسدية لكنه بحاجة الى شخص آخريملك مزاجا خاصا به. وعلى الاثنين أن يلتقيا في منتصف الطريق ليكملا حياتهما معا وبسعادة. تفشل العلاقات الزوجية عندما تسيطر "الأنا" ولكن إذا خرج الرجل قليلا من هذه الدائرة وأمعن في جسد ونفسية زوجته سيجد متعة أكبر ومردود أكثر إرضاء عندما يعلم أن زوجته في قمة السعادة وهو الذي أوصلها إلى هذه الدرجة.

الجنس متعة تستوجب تضحية للوصل الى المبتغى وهي لا تمت بصلة على الإطلاق بطول القضيب عند الرجل أو حجم الصدر عند المرأة. هذه مجرد صور نمطية تسويقية تضر ولا تنفع، فمن لا يملك هذا ال "مظهر" الذي تبدو عليه هذه الشخصية المشهورة أو المنمقة يشعر بنقص ما وكأن المظهر هذا هو المظهر الوحيد الاروع الذي يجب أن يتشبه به الاخرون.