باريس رويترز: شيء طريف حدث في الطريق الى لوحة موناليزا فزوار متحف اللوفر بباريس الذي توجد به أشهر لوحة في العالم بدأوا يسألون المرشدين عن أشياء وردت في رواية دان براون الاكثر مبيعا "شفرة دافنشي" (The Da Vinci Code). وتبدأ أحداثها بمقتل أمين المتحف جاك سونيير في صالة العرض الكبرى جراند جاليري بالمتحف ثم تأخذ القراء في سرعة تتخللها احالات الى الدين والتاريخ والاعمال الفنية لرسام عصر النهضة الايطالي ليوناردو دافنشي. وتدفق الزوار الذين يمسكون بنسخ من الرواية الى متحف اللوفر وكنيسة سان سولبايس على الضفة اليسرى الشهيرة حيث صانع المزولة النحاسية الذي لعب دورا رئيسيا في البحث عن الكأس المقدسة في الرواية. والتقط المرشدون السياحيون الخيط بسرعة. وهم يقدمون الان جولات لاستكشاف المواقع التي ورد ذكرها في الرواية والنظريات المحيطة بأعمال ليوناردو الفنية مثل لوحة موناليزا الغامضة.
قالت ايلين مكبرين مؤسسة شركة باريس ميوز للسياحة "عندما وصل الى 30 عدد من سألوني هل هذا هو المكان الذي قتل فيه أمين المتحف أو هل صحيح ما قيل عن لوحة دافنشي عذراء الصخور. وتصورت كيف بدأ الناس يقتربون من اللوفر وتساءلت لماذا لا نستفيد اذا من ذلك؟" وبدأت مؤرخة الفن التي تعلمت في جامعة هارفارد جولة بعنوان "حل شفرة دافنشي في اللوفر" في فبراير شباط الماضي وهي تشكل الان نصف نشاطها حيث تنظم نحو 100 جولة في الشهر تأتي أساسا من أمريكا الشمالية. ولا يظهر الاهتمام برواية "شفرة دافنشي" أي علامة على التراجع. فهناك ثمانية ملايين نسخة مطبوعة ويجري تصوير فيلم مأخوذ عنها وصناعة جانبية تزدهر لكتب تفضح زيف نظرياتها المثيرة للجدل.
وتتحدى مكبرين مثلها مثل الاكاديميين الاخرين بعض الافكار التي طرحها براون لكنها لا تتوقع أن تلقي محاضرة منافقة وتشجع المشاركين على ابداء رأيهم في الرواية سواء كانوا خبراء ام لا. وقالت وهي تتأمل جدار عليه أعمال فنية لدافنشي "نحن حساسون بشدة للحفاظ على متعة الكتاب."
وأضافت "وان كان هدفنا هو مساعدة الناس على التمييز بين الواقع والخيال الا أننا ندرك أن تصحيح أفكار براون ببساطة بالحكم عليها من خلال الدراسة التقليدية سيكون غباء... والقصد من الجولة أن تكون استكشافا تفاعليا ومحاورة." وقامت الامريكية لورا نارامور وهي مسؤولة عن استراتيجيات في شركة تكنولوجيا أمريكية وتعيش في باريس بالجولة مع أمها وخالتها. وقالت "انها التجربة الوحيدة لي في متحف حيث يخرج المرء بمعنويات مرتفعة وممتلئا طاقة." واكتشفت نارامورو أن موناليزا ليست معلقة في المكان الذي وصفته الرواية وأن براون بدل تفاصيل أخرى لاعتبارات المواءمة لكن عدم التطابق لم يزعجها. ومضت تقول "انها تشبه تماما مشاهدة تصوير فيلم تسجيلي... احببنا الاشياء كما قدمت الينا. انها جزء من متعة الاسستكشاف." وترى مكبرين أن جاذبية الرواية تكمن في كونها تتبع مدرسة واحدة في التفكير خلافا للاكاديميين الذين يتنقلون بين نظريات متعارضة. وتقول "انه أساسا أخذ أشياء قديمة من المدرسة "البديلة" في تفسير ليوناردو وجعلها أسهل منالا. والواقع أن الكل يرغب لو أن هناك شفرة سرية من شأنها أن تجعل من الممكن التعرف في الحال على ما تعنيه الصورة." ولا يوافق الجميع على تناول براون للحقيقة التاريخية. ويندد بعض الكاثوليك بالرواية خاصة الجزء الذي يتحدث عن زواج المسيح من ماريا المجدلية ويقول اخرون عن الكتاب انه ببساطة مضلل.
وفي كنيسة سان سولبايس أشار الاب بول روماني الى المنفعة التي يجلبها نحو عشرة الاف من المعحبين بالرواية الذين زاروا الكنيسة منذ عيد القيامة الماضي للبحث عن مفاتيح للشفرة. ويرى رواني أن "شفرة دافنشي رواية بوليسية جيدة لكنه أعرب عن قلقه لان القراء لا يتعاملون معها بعقلية نقدية كافية. وقال القس "ان ما يقوله (براون) في الكتاب خيال... وادرك أن كثيرا من الناس يتعاملون في الواقع معه على أنه حقيقة راسخة لكن الامر ليس كذلك بالمرة." ويرى روماني أن اعجاب الناس بالكتاب موضة تنتهي. ويشير غاضبا الى أن التدفق المتزايد للزوار لم يحقق مكاسب مادية للكنيسة التي يحتاج بعض أجزائها الى ترميم. من
التعليقات