علاينة عارف: توفي الروائي الامريكي صول بيلو عن 89 عاما . يعتبر واحدا من كبار جيل الروائيين اليهود الامريكيين ذوي السخرية اللاذعة. ولد في مدينة كيبيك عام 10 حزيران 1915 شعر منذ ان كان عمره في الثالثة عشر بأنه لايستطيع ان يحقق رغبة امه بان يصبح تلموديا، وإنما مقدر عليه ان يفعل شيئا آخر خارج الأمنيات الدينية لعائلته... فركز على تأكيد هذا الاحساس.فأخذ يدرس أخذ يدرس الانثربولوجيا وعلم الاجتماع وغطس في عالم الأدب... فكانت له عدة روايات خارقة في الاربعينات "الضحية" (1947) و "الرجل المتدلّي" (1944). وبعد أن انهى خدمته العسكرية في المارينز، أخذ يتسكع بوهيميا في نيويورك كاتبا عروضا نقدية ليسدد رمق عيشه.وقد ابدى اهتمامات سياسية عبر الاتجاه التروتسكي الذي عرفت به مجلة "بارتيسان ريفيو".. كما ركز في رواياته على مشكلات ثقافية، كالهوية، عقدة اوديب.. ومجموع رواياته 13 آخرها"رافيلشتاين"التي تكاد تكون اشبه بسيرة رجل مسن. ومن الملاحظ أن بيلوتفحص بدقة هذه العلاقة الصميمية بين كاتب الرواية والضمير الراوي مما جعل عددا من النقاد أن يؤمنوا بأن الأفكار التي يرويها البطل في أعمال بيلو هي غالبا أفكاره.. بينما هي مجر أفكار داخل لعبة كتابية. وكانت أعماله تتناول الشؤون الطبقية للمجتمع الأمريكي، وفكرة الموت تتوزع في كل أعماله.

حصل اواخر الاربعينات على منحة سفر الى اوروبا ليكمل رائعته "مغامرات اوغي مارش" التي فازت عام 1954 على جائزة الكتاب الوطني. كما فاز ثلاث مرات بجائزة (ناشيونال بوك أوورد) التي يمنحها اتحاد الناشرين الامريكيين سنويا لافضل كتاب لمؤلف امريكي على قيد الحياة ينشر داخل الولايات المتحدة. أما رواية "هرزوك" (1964) فكانت اول عمل روائي اكثر مبيعا. . وبصدور روايته "موهبة همبولدت" عام 1975، اجمعت أكاديمية نوبل أن تعطي جائزة نوبل لعام 1976 إلى صل بيلو"لانصهار تفهم انساني وتحليل دقيق للثقافة المعاصرة في أعماله" وللسيطرة النثرية المثالية في السرد الروائي،معتبرة، مثلا، روايته "الرجل المتدلّي" واحدة من اعظم روايات القرن.

وقد كتب صولل بيلو المسرح كمثل "التحليل الأخير"، وثلاث مسرحيات أخرى ظهرت جميعها فيفي كتاب واحد تحت عنوان "تحت الطقس"وله أيضا اعمالا في النقد نشرت في كبار المجلات الأدبية الأمريكية.