مُحبطٌ وحزينْ


لك الأحزمةُ المُذهبة

النياشينُ المُرصعةُ بالوحلْ

والأناشيدُ المتثائبةُ كالحقولْ
آه ياقلبي
احتضاري ينمو كالغيوم
وحُزني رابضٌ كالقمرْ
منذُ أن ولدت
وأنا أتسكعُ في الطُرقات كالأعمى
أعبثُ في الأزقة كالمجنون
باحثاً عن غيمةٍ .... أو مطرْ
......

منذُ الاف الأعوامِ وأنا محبط وحزين .


البؤساء

كيف ننامُ ياحبيبتي
ونحنُ مشردون في الريح
نبيعُ الزهور وصوتَ الموسيقى
لسواح غرب المدينة
ونعبثُ في ستراتنا
بحثا عن اللقمة السائغة .


حزين كالقمر

هو المكان الأخيرُ لدي
هذا النشيدُ وتلك اللغة
وهذي الأوراقُ المُصابةُ بالرشح
فلا تبتئسي مني
ومن ضجري
فأنا طريدٌ وحزينٌ كالقمر.

خبر عاجل

هذه هي أخباري
الأهلُ بخير
والسما أمطرت ليلة البارحة
زُرني ياحبيبي حُلماً
أو طيف حمامةٍ جارحة .

المطرُ قادم

هيا فلنطفئ هذا الضوء الخافت
لأن المدينة نامت
ولم يبقّ إلا الرعاع
والأشواقُ المذبوحةُ في العتمة
تُطفئ كالعينين الذابلتين
......
.....
..... دسي قفازك في أظلاعي
هيا .... هيا قبل أن يأتي المطرْ
قبل أن يأتي الغائبونَ من مُدن القمرْ


لا بأس

- كم هي اللحظاتُ موجعةٌ ومُدمية
* هذا هو الصمتُ الملبد بالوحل .

أغيثيني
أنا وحيدٌ في الغابة
مر الحطابون وهموا بجذعي
لم أنحني
لم أنحني للفؤوس التي تهشمت
إنحنيتُ لألتقطني .


وطن للإيجار

خرجت
من ركام الأقبية
من الأبخرة الصوفية
من أعماق القمرْ .

بلا شارب أتى هذا الصديق
بلا ذقنٍ أيضاً
وبلا وطن
لكنه قريبٌ من القلب كثيراً
قريب جدا من هذا السرير الخشبي
ومن هذه الأضلاع المهشمة
والأصابع المخنوقةُ بالشمع.

بلاوطنٍ أتى
سأتسول الجغرافيا
لأبحث عن وطن.

لا أرى جيداً


يقيني يحومُ به الشك
غيومي تُنكِرُ تفاصيل وجهي
وأنا نسيتْ .

تذكرني بمن
هذه المرأةُ هناك
المنسوجةُ بالحلي النحاسية
وخناجر قطاع الطرق.

لن أتذكرها أبداً
حتى لو التهمتُ كل قناني الحانة
او دخنت تبغ كوبا كله
لأني لم أرها في حياتي.

لم تصل الرسالة


أخطأ البريد عنوانه
تاه الساعي عن لون النافذة
وأضاع عتبة البيت الخفية
فاستدل طريق شرياني
وغرس الحبر المنشور بعصبية
في حنجرتي
خشيتُ أن أفقد الصوت
إن لم يرجع الصدى
مسألةُ وقتٍ هو الموت
مسألةٌ موتٍ هو العشق
لا أريد أن أنتظر .

إنها الذاكرة


أجئُ متأخراً
لكنني أحصدُ الضوء
تعالي معاً نستقبلُ الباخرة
احضري شالك القرمزي
لنلوح للصواري
أنتي اللحظةُ المدهشة :
كيف تكونين عصية على قلبي
ولم يفهمك البحر
أنتي أملُ البحارة المتكدسين – كالأغنام – على سطح السفينة ، وأنتي جزيرة الحلم. ولكنك منفى :
كيف يسكنك الرمل ، وتسكنك كروم الجليل .


انا الكائنُ النبي


لا أنهمرُ هكذا
إلا إذا جائتني الأرضُ
أوجائني الكونُ
على هيئة ينبوع
لحظتها أتمازج كالتيه
أركضُ كحشرجات الموتى
وأقعْ
لا أعرفُ كيف أقعُ واقفاً دائماً
من أنا ولماذا ؟
مالسرُّ في كينونتي ، في نسيجي
أنا السرُّ الإلهيُّ
رائحةُ الخلود .


إنها الحرب


لشجاعة من ماتوا
ومن سوف يُقتَلُون على ضفة الريح
إنني ممتن
لهذه السواعد
التي امتشقت جبال الثلج
وأشعلت الحرائق.

أيها الجنودُ الواقفونَ
على مشارف الحصونِ
وضباب المقاليع
أحييكم بأصابعٍ لم يخدشها الجليدْ
وبما تبقى من عزيمة الصيادين.

أحييكم الآنَ
قبل أن يذوي صهيلُ القلب
وقبل أن ألوح بالرحيلِ
في سُفن الآخرة .


يظلُ وطني


خيولٌ مهشمة
أضابيرُ محتشدةٌ بالبرق
سعالٌ يمزق الليل
سكونُ الأزقة : إرجوحة
الملائكة .

لا تأتني أيها الغسق
أنا الآن منكسرٌ كالرمح
حزينا كالبدو الرحل
تزودتُ بالصديدَ لأعبر هذي الصحراء :

-يظل وطني ، وإن كان قاسياً .

لم أجد أحداً :
لا فرسانَ ولا خيام
ولا نساء يستحممن بالتمائم عند الغروب
جائني الرملُ
يبحثُ عن مأوى
قلت : إسئل حبات العرق
في جوف هذي الغيوم .


زنابقٌ من حقل النجوم


وحيداً
النافذةُ صامتةٌ ، الوجوهُ تتعرى
وأنا ؟
........
........
.......
أنا لي اللهُ ...ودموعي .

***
حزيناً ياحبيبتي
ومنفياً للشوارع المصقولة بالمطر والدموع
سأعودُ مقوس الكتفين
جسدي موشحٌ بالرماحِ كالخرائط
.

***
مثلما يهطلُ المطرُ هكذا :غاضباً مثل الجنودِ المهزومين
ومثل الصواري المهترئة ،أجيئُك نافراً من أول الدمعِ
إلى آخر رمادٍ في موقد الشتاء .
أبلل الجدول المنذورَ للطقس المزاجي الحزين :
ناعماً : مثل دعاء الأمهات لأبنائهن .
بسيطاً : مثل تمتمة المسبحة في يد عابدٍ
ولكنني لا أعرفُ حزنك المتفحم
وأنتي تعدينِ خبز الصباح .

***
مثلما يتجمعُ البرق على المساكن القاتمة ،مثلما يسجدُ القرميد
أمام هدير الجرافات . أقف أمام المشهد المقفر ويداي خلف منكبي وأمام النافذة التي يضربها المطر ،أتذكرُ الريح :
..... ويا أيتها الريحُ تعالي سريعاً ، قبل أن تولد الشمس ، وقبل أن يصحو الرفاق لكنس ماتبقى من حزننا.

***
كيف أرثي هذا الجدب
مالي إلا أن أقرع الطبولَ في البيادر
وأشعل النيران بإمتداد السهل
لتستدل مكانيَ الغيمات
وأستلقي
لاعناً كل الأخشاب على هذه الأرض
وأنا أبحُث عن موقدٍ لتبغي .

الكوخ

طرقتُ نظارتها السميكة بحربتي
ولم تستطع بعدها الوقوفْ
توسلَت للريح ، للغيوم ، للأشجار
ولكنني لن أقابل أحداً
أنا منتظرٌ هنا
في كوخي الورقي
أضعُ قدما على الأخرى
وأنظرُ إلى الموقد ساهما
الآفُ الحضارات والدماء تمرُّ أمام عينيّ
الآف الكتب والقصائد والأحاجي
اخترقت دماغي كالعصافير
وأنا شاردٌ كالنمور الآسيوية
أبحثُ عن فريسةٍ أو ...... إمرأة .

لن أنتظرَ كثيراً
ولن أغلق الباب
ستأتي ، ستأتي ، ستأتي


الآمُ المَسيحِ الجديد

أخذوه في غرفةٍ خاصة
وطلبوا منه ألا يتحدث
وألا يضحك
وألا يقابل الأصدقاء
تحدثوا معه سبعة أيامٍ
بأحزانهن وليالهن
ولكن بلا فائدة .

***
جعلوا النوافذ سوداء
والأحذية سوداء
والستائر سوداء
وفرشاة الأسنان ، وموس الحلاقة
والأصابع سوداء
حتى عينيه
هموا بهما .

***
لسبعة أيامٍ لم يتصل بأحد
لأنه لايرى الهاتف
ولم يحلق ذقنه
لأنه لم يرَ وجهه
ولم يتبول
لأنه لم يرَ أعضائه التناسلية
لم ينم
لإعتقادة بأنه نائم
ولم يصحُ
لأنه ظن بأنه لم ينم .

***
صلبوه في سقف الغرفة
سحبوه من رأسة ، وقدمية ، وذراعية
بتروا مبادئة وأظفارة
عزفوا على رأسه بالمطرقة ، وكتبوا على صدره بالمسامير
واحتفلوا على شعره بالجمرْ
وبعد ذلك
طلبوا منه أن يوقع على :
بيع الأرض ، والأعمدة ، والمصابيح ، والطرقات ، والمارة
والجداول ، والينابيع ، وثغور الأطفال
وبريد العشاق ، وسجاجيد الجوامع ...
ولكنه مع ذلك
لم يوقع ، لم يتنازل .

***
فجأةً
في صبيحة الحزن التالي
وقع بهدوءٍ
وبسهولةٍ موحشة
لأن الأقلام كانت من أظلاعة
والمحابر من شرايينه .

***

-مالذي حدث ياسيدي ؟
-................. .


صلاة تحت المطر


إن دانت لك الأرضُ الخفيضة
وإرتفعت عالياُ لاتدري لأين
أضعت عرشك في السماء والأرضِ معاً
فعد أيها النسرُ المُضيعُ تاجه
واعمل حزيناً على الباخرة
أجيراً على الباخرة
عند سيدك النخاس
أيها النسرُ العربي المحدودب
.........
........
أيتها الصفوف المعوّجةُ تحت المطر
أيتها النساء البشعات
هنيئاً لكن بما انجبتموه .

أنا الحزينُ أعلاه

حطمت قلبي ياسيدي
هذه البراعمُ المتلألأةُ كعيون الأطفالْ
وهذه الأحداقُ الامعةُ كالنجوم
لن تشكل عبئاً على مملكتك المترامية
فقط أبقهم لي
وللفراخ الصغيرة في عتمة البيت
أنا الحزينُ أعلاه
نازفُ الشرايين في الأزقة الذابلة
وحيداً كنخلة صقر قريش
أُحدق في الشمس كالزهور .

[email protected]