شآم يا بنت الفجيعة

لا تجزعي لو قالوا لست شهيدة

المحرقة في عينيه.. لكنه لم يقصد القتل

فلست شهيدة!

اغسلي عنك خطايا الثلج
وكوني حرة الأخطاء
وانفضي غبار الثورة بمكنسة اليأس
وانبتي من بقعة في الشمس ساطعة
أو سوداء وافتدى الضوء بقلبك..
ولن تكوني حتى بعض شهيدة!

املأي الكأس جان دارك
واشربي وجعك النبيل
خمرة عشقك المسفوح.. وارقصي..
على شفرة السيف في خاصرة الشوق
والشوق غالبا مقصلة!

يا سيدة الأفكار الوحشية..
حبلت انتظارا -ولم يمسسك بشر-بحزن تفجر
وفاض الوريد وما من وطن
ما من حبيب

وجاءك
يئن من الضجر وينحت الخرافة بإزميل فنه
وقال بيجماليون كوني خمرا فكنت قصيدة
كوني ورداً، كوني وطن!

الغيرة نهشته..
فقال أبدلي اسمك و كوني شآم
والشام أحلى ما تكون قصيدة
و تعالي نربي عطر الزنابق
نربي تمائم الصلوات تحرس أطفالنا الآتين
ارتقيت السماء معراج عاشقة
وأسري بك بين الحلم والوهم
في ليلة مقدارها خمسون ألف قلب مما يعدون
وغنيت فتجاوبت مآذن القدس العتيقة
ولكن انسي .. آنستي الجميلة
الموت آت لا ريب فيه..
ولست شهيدة!

لملمي الدمع
لقد تجاوزت عامك التاسع عشر بعقد من الأوجاع
وما ذبلت على شفتيك قبلات الأمل
ولا زلت ترصدين شبّاك وهمك
وترقبين المحرقة
رميت بالكفر؟، وما كنت إلا به مؤمنة
وكنت ترين النهاية
ولكنك سرت!
إلى حتفك المعلن مضيت بإكليل من ياسمين
يا عروس النيل أنت!

جان دارك وماذا يعني حلم تخلّى
وماذا يعني أن تكوني رماد المحرقة
ألست حملت الاسم اختياراً
جنينا تخلق في نخاع العظام؟
فول القلب تجاه القبر
وأكملي الركعات وتشهدي
شدى إلى صدرك الكفن المزروع بين نهديك
ولكن لست الشهيدة!

شآم لا لا تلجأي للقصيدة
وأبعدي حروفك الطائشة
رفع القلم وانقضى عهد الخلود
وغادرت جنتك وما من جديد
سوى أنك ما عرفت بأي خطيئة
فاقضمي تفاحة الأيام وآمني بالحنين
أو اكفري اكفري
يا جذوة الإيمان..
سيان.. لست شهيدة!


[email protected]

الأردن