كنت صديقًا لصدام حسين في المعتقل... الكتاب والصورة (5/6)
دخلت إلى الكويت فقط... لأعاقب أميرها
تابع الحلقات السابقة كيف كان يتواصل مع شعبه وهو في الحكم؟ حلبجة... عدي وقصي... النساء.. وأشياء أخرى كما يراها صدام!
زيد بنيامين- إيلاف: قبل الغزو الذي وقع على العراق في آذار (مارس) 2003 كان العراقيون يستعدون للإحتفال على طريقتهم بعيد ميلاد قائدهم الميمون في الثامن والعشرين من أبريل (نيسان)، وإذا ألقي القبض على أي عراقي لم يبد أي سعادة بما يحدث فإن نهايته كانت التعذيب أو الموت... بيرو من جانبه، أعد احتفالية خاصة بعيد ميلاد الرئيس العراقي، حينما اوصى والدته في الولايات المتحدة بإعداد حلويات لبنانية خاصة ليشارك بها زميله الرئيس العراقي السابق صدام حسينquot;، لقد عرفت في تلك اللحظة أن لأمه مكانة خاصة في قلبه، كنت اركز في حديثي إليه عن والدته ووالدتي وفي يوم عيد ميلاده قررت أن اخطو خطوة اخرى باتجاهه حيث قامت امي بتقديم وجبة خاصة من الحلوى لهذه المناسبة أرسلتها من كاليفورنيا، وكان الشخص الوحيد الذي يحتفل بعيد ميلاد الرئيس العراقي هو أناquot; كما يروي بيرو...
خلال هذه المرحلة كان صدام حسين يشعر انه يتعامل مع صديق وكانت امام بيرو الفرصة ليختبر هذه الصداقة بأسئلة اكثر حساسية حيث ناقش معه مسألة اسلحة الدمار الشامل... كان الرئيس العراقي يشرح مدى الفائدة التي جناها باعتبار ان البلد الذي ناصبه العداء هو الولايات المتحدة الاميركية..
يقول بيرو quot;ما استفاد منه هو ان يكون صديقنا المقرب او يكون عدونا اللدود، ولكن ان لا يكون شيء في وسط هذين الطرفين.. كان صدام حسين قد استفاد من كونه صديق لنا كما انه جنى فائدة من كونه عدو لنا ايضا... فباعتباره عدو لنا كان العالم العربي يراه باعتباره قائد عربي قوي ورجل قاوم أميركاquot; ..
كان الرئيس العراقي يرى حسب ما رواه الى بيرو ان صدام حسين كان فخوراً بدعمه للشعب الفلسطيني بصورة خالية من اية مصلحة بعكس القادة العرب الاخرين اللذين كانوا يساندون الفلسطينين متى ما كان ذلك الشعار يخدم مصالحهم الخاصة quot; لقد قال لي انه كان يدعم الفلسطينين بلا حدود وبصورة مستمرة بسبب اعتقادته العربية الخالصة والارث العراقي العتيدquot; في الجانب الاخر فان الرئيس العراقي المخلوع لم يحس بخطر اسرائيل الحقيقي على بلاده العراق .. كان يعتقد ان اسرائيل ما هي الا موضوع في ألسنة القادة العرب متى ما شعروا ان المشاكل بدأت تتعاظم في وجوههم ..
ولم ينس بيرو ان يسأل الرئيس العراقي عن غزو للكويت فقال الاخير ان ذلك جاء بسبب قيام الكويت بسرقة نفط العراق من خلال الحفر بشكل مائل داخل الاراضي العراقية quot; لم يكن يتوقع ان يكون التدخل بهذه الصورة وبهذه السرعة، صدام قال لي انه كان يريد ان يعاقب امير الكويت فقطquot; ..
حينما انتقل الحديث الى الحرب التي تلت ذلك الغزو كان الرئيس العراقي يقول انه قد ارتكب خطأ تكتيكيًا، فقد كان يعرف ان القوة الجوية الاميركية لها اليد الطولى في الحرب كان قد بالغ في تقييم القدرات العراقية على الارض، لذلك كان يريد لقواته ان تشتبك مع القوات الاميركية بسرعة، ولكن لأسابيع كانت الولايات المتحدة الاميركية تقوم بالقصف الجوي، حيث كان تقطع خطوط الامداد للقوات العراقية وللشعب العراقي ايضاً حتى اوصلتها الى نقطة الاستسلام..
ومن اجل دفع الولايات المتحدة الاميركية لبدء الحرب البرية كان الرئيس العراقي قد قرر ضرب وغزو ميناء سعودي صغير هو ميناء الخفجي... لكن الثمن كان باهظًا حينما انسحبت القوات العراقية تحت نيران القوات الجوية الاميركية وقصف البحرية الاميركية من ناحية اخرى.. ومن هناك جاء تعريف الجنرال بيرنارد ترينور احد قادة تلك الحرب هذه المعركة بأنها نقطة تاريخية في عاصفة الصحراء... علم الاميركيون عبرها أن نهاية حرب صدام حسين على وشك الوقوع في أي لحظة...
يقول بيرو quot;كانت تلك أول مرة يقول فيها صدام حسين طوال لقائه به انه قد اقترف خطأ، واعتقد أن ذلك من أصعب النقاط التي يمكن الحصول عليها من الرئيس العراقيquot; ...
بعد انتهاء عاصفة الصحراء... كان صدام حسين يعتبر نفسه في حالة حرب دائمة مع الولايات المتحدة الأميركية، ولكنه كما أخطأ مع الرئيس بوش الاب كان الرئيس العراقي قد اخطأ في الحكم على الرئيس جورج بوش الابن خصوصًا مع الظروف الجديدة التي احدثتها هجمات الحادي عشر من أيلول/سبتمبر 2001... يقول بيرو quot;كان الرئيس العراقي يعتقد اننا لن نغزو العراق في 2003، كان يعتقد انها عملية اخرى على طريقة ثعلب الصحراء، التي جرت في عام 1998 والتي تضمنت قصف بغداد لأربعة ايام متتالية جوًا حينما قرر اخراج فرق التفتيش من العراق، لقد قال لي إنه يستطيع احتمال مثل تلك الضربة والاحتفاظ بالحكم في ان واحدquot; ..
الرئيس العراقي المخلوع إعترف لبيرو انه لم يكن يملك اسلحة للدمار الشامل ولكنه تظاهر انه يمتلكها، يقول بيرو ان صدام حسين تظاهر بذلك لانه أراد إبعاد خطر إيران عن البلاد، حيث بقيت إيران العدو الأول والمهدد الرئيسي لحكمه، فإن كانت ايران تعرف انه لا يملك أسلحة دمار شامل لما امتنعت على شن حرب على العراق مرة ثانية... في الجانب الآخر، فإن صدام لو قال ان لديه أسلحة دمار شامل لما صدقته إيران .. ولكن لو قالت ذلك الولايات المتحدة، فإن ايران لن تقترب من العراق بتاتًا... لذلك قرر الرئيس العراقي انه مع مجيء لجان التفتيش في العراق كان يبنغي التظاهر ان الصورة التي خرجوا بها من العراق ليست واضحة بعد.. بسبب إيران..
في الحلقة السادسة والاخيرة:
صدام كان في الدورة صبيحة الغزو .. ورفض عرض السعودية باللجوء!
التعليقات