لبنان محور تجاذب بين أميركا وسورية-ايران
هل تعطي القمة العربية المقبلة أملًا للبنان بالحل؟

ريما زهار من بيروت:أكثر من أي وقت مضى تبقى المسألة اللبنانية رهنًا بالمحتوى الاقليمي والعالمي، هذا ما اعلنه لquot;إيلافquot; مصدر مقرب من قوى الاكثرية في لبنان. وبالنسبة إليه، فان الضغوط الغربية او السورية الايرانية، على كل الافرقاء اللبنانيين، تقوم حاليًا بإرجاء أي حل ممكن لما يجري في لبنان، وبالنسبة إلى الاميركيين، فإنهم يريدون وضع لبنان بحالة من الجمود ويأملون تجريد حزب الله من سلاحه كي يكونوا احرارًا عندما يشاؤون مهاجمة ايران. وبالنسبة إلى هذا المصدر فإن ادارة الرئيس الاميركي جورج بوش تسعى إلى مهاجمة ايران لكنها تتريث حاليًا لعدم استطاعتها تقدير قوة ايران الفعلية. وتخشى اميركا على وضع جنودها في العراق من القوة الشيعية فيه، من جهة أخرى يعتبر المصدر بان سورية هي اكثر من اي وقت مضى مرتاحة على وضعها ولا تخشى التهديدات الاميركية كما في السابق، وهذه الأجواء الخارجية تطغى على الفريقين المتنافسين في لبنان وتؤدي الى تأزيم الوضع أكثر فاكثر، خصوصًا لجهة ملفي المحكمة الدولية وحكومة الوحدة الوطنية، وكلما تم الاقتراب الى حل في لبنان، فان الضغوط الخارجية تتعاظم من اجل عدم التوصل الى تسوية بين الطرفين، وهذا ما حصل بالفعل مع المبادرة الايرانية- السعودية الاخيرة، ويشرح المصدر ان خيار الامير بندر كمحاور سعودي لم يكن، كما اعتقد الجميع، من اجل الحصول على رضى الولايات المتحدة الاميركية، بل كان من اجل تطمين هذه الاخيرة التي كانت ضد هذا الحوار.

وبالنسبة إلى المصدر، فان الامل الذي يعول عليه اللبنانيون اليوم هو انعقاد القمة العربية نهاية شهر آذار(مارس).
ومن المنتظر دعوة رؤساء البلدان العربية لهذه القمة، ومنها مثلًا توجه مندوب الامير السعودي الى سورية لدعوة الرئيس السوري بشار الاسد، وان اي لقاء بين الدولة السورية والسعودية قد يعمل على تخفيف الاحتقان في لبنان، خصوصًا وان السعودية تطمح دائمًا الى ان تكون القائدة في المصالحات في الدول العربية وتريد إنجاح القمة العربية المقبلة.
واذا كان المؤتمر سيعقد قريبًا فإن هناك أملا قريبًا بالتقاء الاقطاب السورية والسعودية لإنجاحه.
ويؤكد المصدر، ان هذه القمة، حتى لو لم تنجح بما هو مطلوب فانها قد تؤمن خرقًا في جدار الازمة التي يتخبط بها لبنان، وهذا الخرق قد يتمثل بتشكيل حكومة جديدة.

براميرتس

وفي مقابل الأجواء المشحونة بين الولايات المتحدة الاميركية من جهة وسورية من جهة اخرى، يتناقل البعض في لبنان بان المحقق الدولي في قضية الرئيس رفيق الحريري سيرج براميرتس قد يترك مهامه في حزيران( يونيو) المقبل دون ان يعطي تقريرًا جذريًا عن تحقيقاته، وهذا يزيد وضع لبنان تعقيدًا.
وهنا يظهر الدور الفعلي الذي يجب ان تلعبه السعودية، خصوصًا بعدما رعت مؤتمرًا مماثلًا للقوى الفلسطينية المتناحرة، خصوصًا وان القمة العربية ستكون محطة فاعلة لإظهار مدى الدور الايجابي الذي تلعبه السعودية في انقاذ المحاور المتخاصمة في البلدان العربية.